-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شهادةُ حق من طيَّارٍ يهودي!

حسين لقرع
  • 11201
  • 2
شهادةُ حق من طيَّارٍ يهودي!

حينما يفتخر جيش الاحتلال بإطلاق 450 صاروخ من 160 طائرة على 150 هدف في غزة في ظرف 40 دقيقة، ثم بقصف 35 هدفا بـ110 صواريخ أطلقتها 54 طائرة خلال 10 دقائق فقط، فإنَّ السُّؤال الذي يجدر طرحُه في هذا الصدد هو: ما هي الأهداف التي لا يزال جيشُ الاحتلال يقصفها في القطاع والحالُ أنّ عدّة وزراء صهاينة قد طالبوا بإيقاف الحرب بعد نفاد بنك الأهداف منذ أيام؟!

لم يعُد خافيا على أحد اليوم أنّ الاحتلال قد عجز عن النيل من المقاومة التي تتحصّن في أنفاقٍ منيعة، وتنطلق منها كل ساعة لدكِّ مدنه ومستوطناته بعشرات الصواريخ، ولذلك يكتفي طيرانُه الإجرامي بقصف الأبراج السكنية وبيوت الفلسطينيين وهدمها على رؤوسهم، غير مكترثٍ بارتكاب مجازر في حقّ مئات الأطفال والنساء والمدنيين، عقابا للسكان على احتضان المقاومة وعدم الثورة عليها برغم قسوة 14 سنة من الحصار وشراسة 3 حروب سابقة مدمِّرة.

وبالمقابل، فإنّ المقاومة التي تصمد أمام هجوم ضاري تشنّه 160 طائرة وتخرج منه سالمة وتستأنف إطلاق صواريخها على مدن الاحتلال ومستوطناته في كلّ أنحاء فلسطين المحتلة، وتُجبر 70 بالمائة من الصهاينة على دخول الملاجئ، وتعطّل الملاحة الجوية، وتعزل الكيانَ العنصري عن العالم، وتضرب حتى منصّاته الغازية في البحر المتوسط وتعطّلها… هي مقاومةٌ أسطورية ستخرج من هذه الحرب منتصرة حتماً، مهما كان حجم التضحيات.

لقد مضى ذلك الزمنُ الذي يمكن فيه لطيران العدوّ حسمُ المعركة في بضع ساعات كما حدث خلال حرب جوان 1967؛ ففي زمن الأنفاق المحصَّنة وحرب العصابات، لا يستطيع الطيران وحده أن يحسم الحروب مهما بلغ تطوُّرُه، ولابدّ من إقحام القوات البرية في المعركة، لكنّ العدوّ لا يجرؤ على هذه الخطوة بعد أن جرّبها في الحروب الثلاث السابقة ولم يجنِ غير المزيد من الجنود القتلى والجرحى والأسرى والمئات من المرضى نفسيا بفعل ما كابدوه من أهوال على يد أسُود المقاومة.. ولذلك يفضّل مواصلة ارتكاب المجازر في حقّ المدنيين وتهديم البيوت لأطول فترةٍ ممكنة قبل أن يوقف القتال ويعلن انتصارا زائفا قوامه الخسائر الكبيرة التي ألحقها بالبنية التحتية للقطاع المحاصَر.

وشهد شاهدٌ من أهلها؛ منذ يومين فقط أدلى الطيارُ السابق يوناتان شابيرا، بتصريح بالغ الأهمية قال فيه إنه التحق بسلاح الجوّ في 1993 بعد أن “تلقَّى تعليما يشجِّعه على الالتحاق بالجيش للدفاع عن شعبه”، لكنه استقال منه في 2003 خلال الانتفاضة الثانية المسلحة التي كُلّف فيها بإلقاء القنابل على المدنيين، إذ اقتنع شابيرا خلالها بأن هذا الجيش هو مجرّد “تنظيم إرهابيّ، وقادته مجرمو حرب، والحكومة الإسرائيلية هي حكومة يهودية عنصرية، والفلسطينيون يُقتَلون لأسبابٍ عنصرية”. وقد أطلق حملة لتشجيع طيارين آخرين على الاستقالة ونجح مع 27 منهم منذ سنة 2003 إلى الآن.

هي شهادة حقّ لطيار يهوديٍّ استيقظ ضميرُه، فرفض مواصلة إطلاق القنابل على المدنيين الفلسطينيين وآثر الاستقالة وكشْفَ إرهابِ الاحتلال وعنصريتِه. وتأتي هذه الشهادة بعد أيام من توجيه 185 مفكّر وعالم ومثقف يهودي بفلسطين المحتلة رسالة إلى محكمة الجنايات الدولية بلاهاي تنبّهها فيها إلى ضرورة عدم تصديق مزاعم قادة الكيان بعدم ارتكاب جرائم حربٍ في غزة، وتقترح عليها مساعدة منظماتٍ حقوقية يهودية بفلسطين لتقديم أدلة كافية لها على اقترافها.

ومع كلّ هذا لا نزال نرى أعراباً متصهينين وهم يتبنّون الطرح الصهيوني الذي يحمّل المقاومةَ مسؤولية المجازر والدمار الذي يلحق بغزة والفلسطينيين هذه الأيام، ونسمع قائد شرطة دبي ضاحي خلفان وهو يدعو بكلّ صلفٍ ووقاحة العربَ إلى التدخّل بأنفسهم عسكريا للقضاء على حماس، بدل أن يدعوهم إلى النفير إلى القدس وتحرير الأقصى!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبدالله المؤمن

    " أعرابا متصهينيين" وليس عرب متصهينيين يعني؟! تعليقك مش بعيد كثير عن تصريح وزير خارجية لبنان العنصري. اعلم أن الله لا ينصر قول شخص وهو مفلس أخلاقيا. حمى الله الأبرياء والقدس الشريف من الأشرار والصهاينة.

  • جريح الانسانية

    جريح الانسانية وخداع مجلس الامن لحقوق الانسان يعني عندما يتم قتل شعب بئكملة في اليمن بالحصار بتجويع بالمرض بمنع الروتب بسلاح الغربي ويقتلك جارك العربي وكذالك في قطاع غزة يحاصرون ويقتلون بالجوع وبالسلاح الاسرائيلي فين ذوول العرب يعني لو حاروب اسرائيل شهر كما حاربوا اليمن 7 سنوات لتم طرد الاحتلال الاجرامي الاسرائيلي وتم اعلان دولة فلسطين وعودة المهجرين لديارهم وطرد المستوطنيين وعاصمتهم القدس على ارض ماتم تقسيمها من ارض فلسطين على الاقل والمفترض مافي شي اسمة اسرائيل بس العرب يقتلوا بعضهم ويتئامرون على بعضهم مايخافون الله ولا بقليهم خوف من نار جهنم اعوذ بالله من قلوب ميتة متحجرة