شوهوا سمعتي.. و حسبي الله فيهم

واحد من أبطال ملحمة أم درمان، كان له الفضل في تأهل الجزائر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، اختير أحسن حارس في الجزائر لثلاث سنوات متتالية، لكن انقلبت الموازين بعد ما غيبته العقوبة عن الملاعب الجزائرية، تخوف الجميع أن تكون نهاية لحارس أثلج قلوب الجزائر في يوم من الأيام، غير أنه عاد بقوة ليبرهن عن علو كعبه على كل من أراد تحطيمه.. هو فوزي شاوشي كان لنا هذا الحوار معه.

*لو نبدأ مما حدث في الساورة بين شوطي المباراة أمام الشبيبة المحلية واتهامك بالتسبب في كل ما حدث؟

تعرضت للضرب من طرف شرطي في غرف تغيير الملابس، وهو ما لم أستطع تجرعه، لذلك انفعلت قليلا، فأنا لم أتعرض لأي مسير أو لاعب، والحمد لله أن مسيري ولاعبي المولودية كانوا شاهدين على ما حصل، فالعنف أصبح السمة الأبرز في ملعب الساورة، فكل فريق يزوره إلا ويأخذ نصيبه من الاعتداءات، وهنا أود أن أفتح قوسا: شاوشي أصبح المستهدف الأول والأخير في الجزائر، فهناك بعض وسائل الإعلام تركز فقط على ردة فعلي قصد تشويه صورتي.

*لو نعود لبداية فوزي شاوشي التي كانت من شباب برج منايل، حدثنا عن تلك المرحلة من مسيرتك الكروية؟

تدرجت في كل الأصناف لشباب برج منايل، إلى أن تمت ترقيتي في موسم 2004- 2005 إلى صنف الأكابر ولعبت الصعود مع الفريق، وفي 2006 انتقلت إلى شبيبة القبائل، أمضيت هناك ثلاث سنوات ومنها إلى وفاق سطيف الذي أمضيت معه موسمين، وفريق برج منايل له فضل كبير فيما وصلت إليه الآن.

*صاحب انتقالك إلى شبيبة القبائل الكثير من الأقاويل، وصلت إلى حد اتهام رئيس الشبيبة بالاحتيال على فريقك السابق؟

لم يكن أحد يسمع بشاوشي قبل الإمضاء في الشبيبة، خاصة أني كنت أنشط في الجهوي الثالث، لكن الرئيس حناشي آمن بقدراتي وقدم لي كل حقوقي، وبعدما أصبحت الحارس الأول لشبيبة القبائل قمت بتجديد عقدي وبأجرة شهرية تناسب مكانتي في الفريق، وأؤكد أن الذي يلعب في الجهوي الأول أو الثاني لا يستطيع التوقيع في القسم الأول بمنحة إمضاء في المستوى، لكن المهم بالنسبة لي أني أفرحت كل أهل مدينة برج منايل.

*اندمجت بسرعة في صفوف الفريق وأصبحت في فترة وجيزة الحارس الأول في الشبيبة، وصاحب ذلك التتويج بالبطولة مع الفريق، كيف عشت كل هذا؟

الفضل أولا يعود لله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى العمل الذي كنت أقوم به في وسط الفريق الذي كنا نشكل فيه عائلة واحدة، وهو ما ساعدني في افتكاك مكانة أساسية في الفريق، فالتتويج مع الشبيبة كان له نكهة خاصة، لأن الأنصار كانوا واقفين مع فريقهم حتى الدقيقة الأخيرة، والفرحة عمت كل اللاعبين والأنصار.

*فاجأت الجميع بالانتقال إلى النسر السطايفي، خاصة بعد الحديث عن العرض المقدم من فريق أولمبيك مرسيليا؟

رغم أنه في الشبيبة لم ينقصني شيء، إلا أنه جاءني عرض خاص من عبد الحكيم سرار الذي مارس علي ضغطا كبيرا لأنتقل إلى الفريق، والحمد لله نلت كأس الجمهورية مع الفريق في الأخير، أما فيما يخص عرض أولمبيك مرسيليا فهناك أشخاص أحدثوا ضجة وحاولوا تشويه صورتي لدى الفريق الفرنسي، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، الآن لا أستطيع كشف أسمائهم والحديث عنهم حتى نهاية مشواري الكروي.

*الموسم الأخير لك مع الوفاق، واجهتكم بعض المشاكل مع الإدارة وأدت إلى خروجك من الفريق، ماذا تقول في ذلك؟

في أي فريق هناك مشاكل ليس في وفاق سطيف فقط، وفي الفريق السطايفي كان لي عقد مع الوفاق تبقى منه سنة ونصف، لكنهم لم يودوا تمديد عقدي، لذلك اتخذت قرارا بمغادرة الوفاق، خاصة بعد العروض التي وصلتني من شبيبة القبائل ومولودية الجزائر.

*بعدها غادرت الوفاق وأمضيت في مولودية الجزائر، كيف كان ذلك؟

اتصل بي عمر غريب بالإضافة إلى “توفيق يطو”، قصد الإمضاء في المولودية وما كان علي إلا الموافقة على العرض، خاصة أن أنصار المولودية وقفوا إلى جانبي حتى يومنا هذا.

*في المولودية أصبحت معبود الجماهير، حتى أنك أصبحت تنفذ ركلات الجزاء؟

أنصار المولودية لا أنسى جميلهم وخيرهم ما حييت، والمهم عندي إسعاد الأنصار، والنجاة من السقوط إن شاء الله، أما ضربات الجزاء فذلك كان تلبية لرغبات الأنصار الأوفياء لمولودية الجزائر.

*رغم هذا الحب المتبادل، إلا انه واجهك مشكل مع أنصار المولودية بعد عدم رغبتك في متابعة لقاء أهلي البرج وخروجك من غرف تغيير الملابس، كما أنك أحدثت فوضى في بجاية؟

أي لاعب يواجه مشاكل في مسيرته وأنا كنت أمر بمرحلة صعبة، لكن حدث مجرد سوء تفاهم وبعد مباراتين أو ثلاث عاد الوفاق بيننا، لأن الأنصار يعرفون من هو شاوشي، وأصل المشكلة أني ضربت بيدي باب غرفة الملابس بسبب نرفزتي الزائدة في تلك المباراة مما أدى إلى تعرضي إلى إصابة على مستوى أصابع اليد، وطلب مني الطبيب عدم المواصلة فلم أعد، أما مشكلة بجاية فهي أن الحكم هو من ظلم شاوشي، فأنا خرجت من المرمى وأخذت الكرة، لكن اللاعب بعد ذلك بصق في وجهي وكان لي ردة فعل تجاهه، لكني خرجت عاديا، رغم أني انفعلت قليلا من أنصار الشبيبة وكان الذي كان.

*ليأتي الحدث الأسوأ في مسيرة فوزي شاوشي، ألا وهو ما حدث في نهائي كأس الجمهورية؟

نهائي كأس الجمهورية ليس شاوشي وحده من يتحمل مسؤولية ما حدث، كان على كل اللاعبين تحمل مسؤولية ذلك، فأنا لم أفعل شيئا، فلو قالوا لي أصعد لصعدت، ولأنهم قالوا العكس فعلت ذلك، الرئيس لم يصعد، اللاعبون لم يصعدوا، فكيف يصعد شاوشي، أما من حيث العقوبات فكل شيء يمر سنة، سنتان، أو حتى أربع سنوات.

*قمت بأشياء خطيرة في النهائي ووصل بك الأمر حد التشابك مع وزير الشباب والرياضة، لماذا كانت ردة الفعل من قبلك، خاصة انه بهذا التصرف كنت قد أكدت ما يقال عنك أنك انفعالي زيادة عن اللزوم؟

لم يكن لي أي تصرف مع معالي الوزير، فقد كان مجرد سوء تفاهم لا أكثر ولا أقل، رأوا أن شاوشي فريسة سهلة، وتمت التضحية به، ولو شتمت وزير الشباب والرياضة لما استطعت ملاقاته ومصافحته، فهي مجرد إشاعات الغرض منها إفساد سمعة شاوشي ليس إلا.

*ماذا عن العقوبات، وهل صحيح أنها كانت مقصود وأن هناك من كان يريد تكسير فوزي شاوشي؟

الكل كان ينتظر شاوشي في المنعرج ليخطئ فقط، وكانت لهم الفرصة من خلال تهاطل العقوبات علي، رغم أني لست المسؤول الوحيد عن ذلك، حسبي الله ونعم الوكيل.

*بدأتم هذا الموسم بالتتويج بكأس السوبر أمام الغريم اتحاد العاصمة، لكن بعد ذلك ساءت الأمور وأصبح الفريق يلعب على تفادي السقوط، لمن توجه أصابع الاتهام في ذلك، خاصة بعد الأموال الكبيرة التي صرفت على الفريق؟

أولا، المدرب السابق هو من يتحمل مسؤولية ما حصل ويحصل للمولودية، فلما تطرد 16 لاعبا من الفريق نالوا كأس الجمهورية وتقول أنك ستحوز البطولة والكأس فهذا لا يتقبله العقل، ثم يأتي في الأخير ويقول أن شاوشي وأكساس يفتعلان المشاكل في الفريق، فأنا بعيد عن هذه الأمور والكل يعرفني.

*لو نتحدث قليلا عن المنتخب الوطني، الجميع يتذكر مباراة أم درمان وما فعلته فيها، كيف كنت تشعر وأنت تؤهل الخضر إلى كأس العالم؟

كانت فرحة كبيرة، حيث أسعدنا 40 مليون جزائري، كانوا ينتظروننا كلهم، رغم الضغط الكبير الذي فرض على المنتخب وذلك بضرورة الفوز بالمباراة المصيرية، والحمد لله دخلت بدون مقدمات في المباراة وأنا فخور بما قدمته لهذا الوطن العزيز.

*كيف عشت حلم تأهل المنتخب إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا بعد أربع وعشرين سنة من الغياب من جهة، ومن جهة أخرى إبعادك من المنتخب بسبب تشابكك مع طبيب المنتخب؟

كان أشبه بالحلم، خاصة لما ترى أنك تمثل العلم الوطني و40 مليون جزائري، أما المشكلة مع الطبيب، فهذا الأخير جاء ليكسر شاوشي مباشرة، فأنا كنت بصحة جيدة وهو جاء ليقول أني مصاب ويجب الخضوع لعملية جراحية، ولذلك انفعلت من قراره وتشابكت معه كلاميا فقط، وأدى ذلك إلى استبعادي.

*يقال أن المشاكل تبحث عن شاوشي، حتى أنك ألقيت بدلة المنتخب للأنصار وتشابكت من أجل زياية؟

كل اللاعبين رموا البدلة للأنصار، لكن قالوا أن زياية وشاوشي هما من فعلا ذلك، وحاولوا إجبارنا على دفع ثمنها، وهو ما سبب انفعالا لدى زياية وحصلت بعض المشادات، لذلك تدخلت، وأدى ذلك إلى إبعادي من المنتخب.

*عدت إلى المنتخب في عهد حليلوزيش، لكن تم إبعادك مرة أخرى من المنتخب؟

في عهد حليلوزيش، من كان لينهض على الخامسة صباحا، هل أنا نور الدين مرسلي لأنهض في ذلك الوقت مع بلعمري للتدرب في بوشاوي لساعة ونصف وبعدها على العاشرة لساعة و نصف أخرى، هل أنا حصان.

*هل استطاع  فوزي شاوشي تجرع التحول من بطل في أم درمان إلى مشاهد بسيط؟

عادي، لأني إنسان بسيط، بالإضافة إلى أني شخص محترف كنت في يوم من الأيام بطل ملحمة أم درمان، رغم أني لم أحس يوما نفسي كبطل، فالشهرة تأتي وتذهب، فأين هم من كانوا أبطالا بالأمس القريب.

*شاوشي يتعرض للسب والشتم تقريبا في معظم المباريات التي يشارك فيها، فما السبب في ذلك؟

اليوم يسبون شاوشي ويشتمونه، لكن غدا يصفقون له، هذه هي طبيعة الأنصار الجزائريين في كل مكان، وأنا الشيء الذي أفتخر به أنه ولا مرة تعرضت لمثل هذا الموقف من طرف أنصار كل الفرق التي حملت ألوانها، كما أن التعرض للشتم من الأنصار، يمكن تقبله، لأنهم شباب، لكن ما لا يمكن تقبله التعرض لهذه الأمور من طرف المسيرين أو الحكام وحتى المدربين.

*أصبح العنف السمة الأبرز في ملاعبنا، في رأيك من يدفع ثمن ذلك: هل الجمهور، أم النادي، أم اللاعب؟

الأنصار هم من يدفعون ثمن ذلك،ف مثلا أنصار المولودية لما يتنقلون مع فريقهم ويتم الاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء، ويضرب لاعبوهم، هل سيسلمون عليهم ! أكيد ستكون هناك تجاوزات، وآمل أن تغيب مثل هذه التصرفات في ملاعبنا.