الشروق العربي
إعادة الزواج فوق سن الستين:

شيوخ يريدونها بنت الثلاثين

صالح عزوز
  • 3233
  • 6
بريشة: فاتح بارة

  لم يعد تعدد الزوجات مقتصرا على الكهول والشباب فقط، بل تعدى إلى الشيوخ الطاعنين في السن، وتحولت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة إلى موضة بينهم، وأصبح الكثير من الشيوخ الذين لامسوا العقد السادس أو السابع عرسانا، إن صح القول في هذه السن. الغريب، أنه رغم سنهم المتقدم، إلا أنهم لا يرضون إلا ببنت العشرين أو الثلاثين ولا تتجاوز الأربعين كأقصى تقدير، وبين من يراها ظاهرة عادية ولهم الحق في ذلك وهم أحرار، نجد أن الكثير من الأولاد خاصة ممن وقع آباؤهم في عشق ما بعد السبعين، في مشاكل عديدة مع أم تقف معهم في سن واحدة بل وفي بعض الأحيان تصغرهم سنا.

الملاحظ في هذه الظاهرة، أن الكثير من الشيوخ الذين أعادوا الزواج، مازالت نساؤهم، على قيد الحياة، وهذا ما يسبب لهم حرجا كبيرا بين أهلهم وفي حيهم، لهذا يضطر الكثير منهم إلى إيجار سكن خاص بهم، هروبا من أحاديث الناس، وكذا هروبا من المشاكل مع الزوجة الأولى والأولاد. ورغم هذه المحاولات، إلا أنهم يبقون محاصرين من طرف أولادهم، الذين يرون أن زواج والدهم على والدتهم في هذه السن المتقدمة، هو بمثابة عار وفضيحة لا يمكن السكوت عنها.

في المقابل يرى الكثير من الشيوخ أنهم أحرار في اختيارهم هذا، ولهم الحق في الزواج مرة ثانية حتى ولو لامسوا التسعين، والمهم في هذا هو القدرة على تحمل مسؤولية هذا الزواج وفقط، أما ما يحصل مع الأولاد من نزاعات بعد هذا الزواج، فيرون أنهم ليسوا ضد هذا الزواج حزنا على والدتهم كما يرددون، بل فيهم من يخاف على بعض الدراهم أو الإرث الذي قد يتركونه، وهذا كل ما في الأمر، أو لأنهم كسالى لا يشتغلون وينتظرون كل آخر شهر ما يتقاضاه هذا الشيخ من تقاعده، خاصة ممن اشتغلوا في مناصب راقية أو خارج الوطن، وهي الأسباب الحقيقية في عدم تقبل زواج والدهم مع أخرى، وليس للأسباب التي يتحدثون بها مع الناس.

لم يتحمل الكثير من الأولاد زواج والدهم في هذه السن، خاصة وأنهم لا حاجة لهم في هذا الزواج مادامت والدتهم مازالت قادرة على خدمته، وتجرأ الكثير منهم على رمي والده خارج البيت، طلبا في تراجعه عن هذا القرار، لكن دون جدوى. فالكثير ممن وقعت معهم هذه الحوادث، اغتنموا الفرصة واستأجروا بيوتا أو شققا جديدة، رفقة عروسته الثانية.

لقد انتشرت هذه الظاهرة اليوم في المجتمع بشكل لافت للانتباه، وتعددت أسباب ودوافع الزواج في سن الهرم، كما اختلفت دواعي رفضه من طرف الأولاد، وكل يدلي بدلوه في هذا الموضوع، كما أن البعض تزوج في هذه السن طلبا في حياة جديدة مع امرأة مازالت تنبض فيها الحياة، كيف لا وأغلبهم يشترطون السن التي لا تتجاوز الأربعين.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!