الرأي

صالح اللحيدان: المظاهرات “فساد في الأرض”

الشروق أونلاين
  • 18995
  • 1

وصف رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية الشيخ صالح اللحيدان المظاهرات التي تقوم بها الجماهير في العديد من الدول العربية؛ تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بـ”الفساد في الأرض”، مبررا رؤيته بأن المظاهرات “تصد عن ذكر الله، حتى وإن لم يحصل فيها تخريب”.

وخلال محاضرة ألقاها بعنوان “أثر العقيدة في محاربة الإرهاب والانحراف الفكري” قال الشيخ اللحيدان إن أول مظاهرة شهدها الإسلام في عهد الصحابي الجليل عثمان بن عفان “كانت شرا وبلاء على الأمة الإسلامية”، ووصف تعبير الجماهير عن مواقفها عبر التظاهر بأنه “استنكار غوغائي، إذ إن علماء النفس وصفوا جمهور المظاهرات بمن لا عقل له”.

في ضوء ذلك، اعتبر أن المظاهرات التي شهدها الشارع العربي ضد غارات إسرائيل على غزة من قبيل “الفساد في الأرض، وليست من الصلاح والإصلاح”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الحياة” اللندنية في عدد اليوم السبت.

وبرر رؤيته بالقول إن المظاهرات حتى إذا لم تشهد أعمالا تخريبية “فهي تصد الناس عن ذكر الله، وربما اضطروا إلى أن يحصل منهم عمل تخريبي لم يقصدوه”، وأضاف متعجبا: “متى كانت المظاهرات والتجمعات تصلح؟!”.

وتابع استهجانه للمظاهرات بالقول إن: “المظاهرات مسألة فوضى، فهم يخربون ما يمرون عليه من المتاجر، ويرون أن هذا غضب منهم على العدوان، وهذا مما ينمي العدوان بينهم”.

من جهة أخرى، شدد رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية على أهمية الدعاء للفلسطينيين والقنوت في المساجد.

وأوضح الشيخ اللحيدان أن الأمة الإسلامية تمر الآن بـ”محنة كبيرة وعدوان بلا حياء وبوحشية وهمجية، وسكوت من بعض القادرين على المنع”، معتبرا ذلك نوعا “من التعاون على الإثم والعدوان، مع عجز متناه من الأمة الإســلامية من حيــث العمل، فالأمة الإسلامية تعرف نفسها”.

ويعد الشيخ صالح بن محمد اللحيدان أكثر أعضاء هيئة كبار العلماء (المؤسسة الدينية الرسمية) نفوذا، إلى جانب كونه رئيسا لمجلس القضاء الأعلى.

وكان الشيخ قد أفتى في سبتمبر الماضي بجواز قتل ملاك الفضائيات الذين يبثون مواد خليعة عبر أحكام القضاء، إلا أنه وبعد انتقادات كبيرة لفتواه عاد وأوضح أنه يستدعي نصح ملاك الفضائيات، وإذا لم يرتعدوا فيجب محاكمتهم وإصدار أحكام رادعة بحقهم من جانب ولي الأمر، ولا يعني ذلك الدعوة إلى قتلهم عدوانا.

وطالب في ضوء هذه الفتوى بعض المفكرين الليبراليين السعوديين مثل الدكتور تركي الحمد بإقالة الشيخ اللحيدان من منصبه.

في وقت سابق، أفتى الداعية الشيخ سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، بجواز المظاهرات والاحتجاج على معاناة أهل فلسطين، واعتبر ذلك نوعا من النصرة.

وقال الشيخ العودة: “لا نرى بأسا أن يجتمع المسلمون للإعراب عن احتجاجهم على معاناة إخوانهم في فلسطين، بحيث تكون مظاهرة سلمية، وبعيدة عن مضايقة السكان أو إزعاجهم، أو تعويقهم عن أعمالهم، ولا يكون فيها ارتكاب لما حرم الله من منكر بقدر ما تستطيعون، وهذا من نصرة إخوانكم، وله أثره البالغ على اليهود، وعلى من يناصرهم في كل مكان”.

وأضاف: “ومن ثمراته أن يوصل الرأي الإسلامي إلى الشعوب الغربية، التي طالما هيمن اليهود على عقولها، وأوصلوا لها رسالة مضللة عن القضية، والأصل في مثل هذه الأمور الجواز، ولا تحتاج إلى دليل خاص، وقد ورد في السيرة أن المسلمين خرجوا في صفين لما أسلم حمزة وعمر، ولكنه ضعيف، إنما يغني عنه أنه لا دليل على منع مثل هذا أو تحريمه، وإنما يمنع إذا ترتب عليه ضرر أو إخلال أو فساد”.

يشار إلى أن السلطات السعودية تمنع أسلوب الاحتجاج الجماهيري عبر المظاهرات والمسيرات، وتعتبره مخالفا للأنظمة السعودية ويعاقب عليها النظام، وبحسب “جمعية حقوق الإنسان أولا” السعودية (غير حكومية) فإن السطات اعتقلت يوم الخميس الماضي الناشطين خالد العمير ومحمد العتيبي لمحاولتهما تنظيم مظاهرة احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة.

مقالات ذات صلة