صراع الإدارة والمدرب يفجر بيت “السنافر”

خلفت الهزيمة المذلة التي سجلها فريق شباب قسنطينة بملعب بومزراق أمام أولمبي الشلف ،السبت، بثلاثية نظيفة، غضبا كبيرا لدى الأنصار الذين لم يتجرعوا سقوط تشكيلتهم بتلك الطريقة ولم يستسيغوا مردود زملاء بزاز، حتى أن بعض محبي النادي الذين رافقوا الفريق صبوا جام غضبهم على عناصر التشكيلة، ووصل بهم الأمر إلى حد انتظار حافلة النادي في مدينة عين الدفلى لطلب استفسارات حول المردود السيء، معتبرين بأن الهزيمة والأداء الشاحب للاعبين غير بريء تماما، وصبت أغلب ردود محبي النادي القسنطيني في منحى واحد وهو أن الفريق كان ضحية مؤامرة حيكت في الخفاء، أبطالها بعض اللاعبين الذين تعمدوا الخسارة لاستنفار غضب السنافر ومن ثمة دفع المدرب دييغو غارزيتو الذي تحصل على ورقة بيضاء “مسمومة” إلى رمي المنشفة والانسحاب.

ورغم تعدد الأسباب وتضارب التصريحات والآراء حول هوية المتسبب فيما وصل إليه الفريق الذي سجل انطلاقة جيدة وحقق رقما قياسيا بتفاديه الهزيمة لـ26 مواجهة متتالية، غير أن الأكيد أن فريق شباب قسنطينة ومنذ بداية الموسم أضحى رهينة لحسابات ضيقة أنتجتها صراعات أضرت كثيرا التشكيلة، كانت بدايتها بحمل المدرب لومير على الرحيل والضرب بكل العمل الذي أنجزه عرض الحائط، وفرض مدرب يملك سيرة ذاتية مليئة بالفضائح، مرورا بانتداب لاعبين متواضعين مقابل مبالغ فلكية كان الأجدر استغلالها في التكوين، وصولا إلى افتعال مشاكل لدفع المدرب غارزيتو إلى الاستقالة، كل هذا وضع فريق السنافر في صدارة أخبار جل المنابر الإعلامية الوطنية وحتى الأجنبية ليس بسبب وعود مسؤوليه بجعل النادي الأقوى على المستوى الوطني ومستقبلا القاري، وإنما بفضل مهازله التي تعدت حدود البحار، آخرها كان سحب إجازة هذا التقني ونجله.

تعرض أركان فريق شباب قسنطينة لزلزال بمدينة الشلف، لن يكون آخر حلقات مسلسل تردي النتائج الفنية للتشكيلة، لأن بذور الأزمة التي يعيشها الفريق والتي زرعت من قبل أفراد الجناح المسيطر على دواليب النادي آخذ في النمو، في ظل تشبث غارزيتو بمنصبه ورغبته في الحفاظ على “مكاسب” عقده المادية، ورغبة المدير الرياضي للفريق محمد بوالحبيب في رحيله، وهو الأمر الذي قد يكون كفيلا بتبديد أحلام الأنصار، وقد يكون تحقيق مشوار جيد في منافسة الكأس نهاية هذا الأسبوع ثاني أمنية قد تضيع عن الفريق بعد تراجعه في سلم ترتيب بطولة الرابطة الأولى المحترفة.