رياضة
البطولة "الشقيقة" تنطلق السبت بألوان جزائرية

صفقات “صيفية” مدوية.. و”السوق الجزائرية” استثمار حقيقي للأندية التونسية!

الشروق الرياضي
  • 3098
  • 4
ح.م

عاشت البطولة التونسية في المواسم الأخيرة على وقع تهافت لافت على السوق الجزائرية من أجل التعاقد مع عدد من اللاعبين بالأندية الكبرى، في تجارب اعتبرها الملاحظون مؤشرا على قاعدة نجاح الأقدام الجزائرية التي تركت بصمة قوية في الملاعب التونسية منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي.

مازالت الأندية التونسية مستمرة قي مسلسل تعزيز صفوفها استعدادا للموسم الجديد، الذي سينطلق السبت 24 أوت الجاري، حيث كانت السوق الجزائرية هي الأولى للفرق التونسية، التي أرادت أن تستثمر بقوة، في قانون اعتبار لاعب شمال افريقيا محليا.

وتمكن اللاعبون الجزائريون من تشريف بلدهم في تونس، والدليل أن كل الوافدين على البطولة التونسية ينشطون مع أندية تراهن على الألقاب المحلية والأفريقية.. وقد اختارت العديد من الوجوه اللعب في تونس بعد تجارب احتراف في أوروبا لعراقة الأندية التونسية وسمعتها محليا وقاريا وإقليميا.

ويعتبر نادي الترجي أكثر المستفيدين من هذا القانون، فبعد ما اعتمد الموسم الماضي على الجزائريين، يوسف بلايلي والطيب مزياني والليبي حمدو الهوني، عزز في الميركاتو الصيفي الحالي رصيده بأربعة جزائريين دفعة واحدة. وهم: بلال بن ساحة مهاجم دفاع تاجنانت، ومدافع وفاق سطيف عبد القادر بدران، بالإضافة إلى متوسط ميدان أتلتيك بارادو، عبدالرؤوف بن غيث، والظهير الأيسر لشبيبة القبائل إلياس شتي.

وتحتفظ الذاكرة بعديد التجارب الناجحة للجزائريين في تونس، وهو ما دفع الأندية الكبرى للتهافت على الأسماء اللامعة في البطولة الجزائرية أمثال يوسف بلايلي الذي توج برابطة أبطال إفريقيا مرتين متتاليتين مع الترجي التونسي.

أزمة كبيرة بين الترجي والنجم الساحلي بسبب بن ساحة

وحدثت أزمة كبيرة بين الترجي والنجم الساحلي، بسبب بلال بن ساحة جناح فريق دفاع تاجنات، النجم الساحلي أعلن مرارا وتكرار أن الصفقة في طريقها للإعلان الرسمي، ولكن حمدي المؤدب رئيس الترجي توجه إلى الجزائر وحسم صفقة الجناح الشاب المتوقع بزوغ نجمه في الكرة الأفريقية الموسم المقبل. جدير بالذكر أن إلياس شتي لاعب شبيبة القبائل، سبق ترشيحه للانتقال لنادي الزمالك لحل مشكلة الظهير الأيسر ولكنه انتقل بشكل نهائي للترجي التونسي.

هذه هي أبرز الصفقات

ضم النجم الساحلي خلال صائفة 2013 المهاجم بغداد بونجاح الذي اعتبر أبرز صفقات سوق التنقلات في البطولة التونسية. وتعاقد بونجاح -القادم من اتحاد الحراش الجزائري- مع فريق جوهرة الساحل لمدة ثلاث سنوات، وتوج مع النجم بلقب كأس تونس 2013. من جهته كسب الدولي عبد المؤمن جابو الإجماع في تجربته مع الإفريقي، وكان له الشرف بالانضمام إلى “الخضر”.

وعلى غرار التجربة الناجحة لبونجاح، تعاقد النجم الساحلي مع الجزائريين يانيس تافر وسليم بوخنشوش، اللذين سيكونان إلى جانب الجزائري كريم عريبي، الذي انتدبه فريق جوهرة الساحل الموسم الماضي. كما تعاقد الصفاقسي بدوره مع 3 جزائريين، وهم المدافع محمد أصفان قادما من أولمبيك مارسيليا، والذي أمضى عقدا بـ3 سنوات، وعبد الكريم خشمار، من أولمبيك مارسيليا أيضا، ووقّع عقدا مدته 3 سنوات كذلك، بالإضافة إلى محمد إسلام بكير، وهو لاعب رواق هجومي. وانتدب الصفاقسي أيضا، المصري عمرو جمال، بنظام الإعارة من الأهلي.

وفي ظل عقوبة الفيفا، اكتفى الأفريقي باستعادة لاعبه الجزائري، مختار بلخيثر. كما أن الوافد الجديد على الرابطة المحترفة الأولى، مستقبل سليمان، عزز صفوفه بلاعب جزائري، وهو محمد عطية، فيما انتدب نجم المتلوي، الجزائري عبد الرحمن بن جامع، الذي وقّع عقدا لموسمين. واتجهت بعض الفرق الأخرى أيضا إلى السوق الجزائرية، وكان نصيب الأسد لصالح اتحاد تطاوين، الذي ضم 4 جزائريين، وهم: لاعب جمعية وهران، مولاي عبد العزيز عبد القادر، ومتوسط الميدان هيثم غريب، ويوسف العيدودي، والجيلالي بن شنان، الذين أمضوا عقودا لـ3 مواسم. كما قام النادي البنزرتي بـ6 انتدابات، من بينها الجزائري جمال الدين شتال، الذي أمضى عقدا مدته 3 سنوات، فيما تعاقد اتحاد بن قردان مع الجزائري الآخر سفيان خليلي.

وتبحث النوادي التونسية دائما عن لاعبين جاهزين وذوي قدرات فنية عالية وقادرين على تقديم الإضافة لهذه النوادي، فيما يمثّل اللعب في فرق تونسية كبرى فرصة أمام اللاعب الجزائري للبروز، وربما الالتحاق بالمنتخب الوطني أو أحد الفرق الأوروبية التي صارت تركز على بطولات بلدان شمال أفريقيا أكثر من اهتمامها بلاعبي وبطولات بلدان جنوب الصحراء الإفريقية، خصوصا أن نسق الدوري التونسي أرفع وأقوى من البطولة الجزائرية.

قانون ديسمبر 2018 كانت له الكلمة في هذه الصفقات

صادق الاتحاد التونسي لكرة القدم منذ 19 ديسمبر 2018، على قرار اعتماد اللاعب المغاربي، وتحديدا الدول المنضوية تحت راية اتحاد شمال أفريقيا (الجزائر- المغرب- مصر- ليبيا)، كلاعب غير أجنبي في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.

ومثّلت هذه النقطة منعرجا حاسما لعديد الفرق التونسية التي أصبحت وجهتها الرسمية هي البطولة الجزائرية، حيث سيطرت السوق الجزائرية على أغلب انتدابات فرق الرابطة المحترفة الأولى، مستثمرة بذلك هذا القانون.

وقد رحبت النوادي الأربعة الكبرى خاصة، بالقرار باعتبارها مستفيدة منه بالنظر إلى إمكانياتها المالية وقدرتها على جلب لاعبين من هذه البلدان على غرار النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والترجي الرياضي التونسي والنادي الأفريقي، وقد قامت فعلا بانتداب عدد من اللاعبين وتوقيع العقود في الآجال المحددة لفترة انتقال اللاعبين.

أسماء جزائرية كبيرة تركت بصمتها في الدوري التونسي

نجحت عديد الأسماء الجزائرية في ترك بصمة قوية في الملاعب التونسية على غرار المدافع فضيل مغارية الذي أحرز مع الأفريقي لقبي الدوري والكأس في تونس وكأس الأندية الأفريقية البطلة والكأس الأفرو-آسيوية عام 1991، إضافة إلى بلال دزيري الذي توج مع النجم بكأس الكؤوس الأفريقية والكأس الممتازة عام 1998.

كما احتضنت الأندية التونسية عددا كبيرا من اللاعبين الجزائريين أمثال حميد رحموني وعبد الرزاق جانيت ومليك زرقان ورزقي عمروش وطارق لعزيزي وكريم غازي وفريد غازي وفؤاد بوقرة وعبد المالك شراد وخالد لموشية وغيرهم.

يذكر أن البطولة التونسية كانت قبلة كذلك للعديد من المدربين الجزائريين الناجحين أمثال رابح سعدان ورشيد بلحوت ثم عبد الحق بن شيخة وعبد الكريم بيرة ومصطفى كيوة وعبد العزيز خروف وعز الدين آيت جودي. في وقت يبقى للمدرب علي فرجاني الذي أشرف على خمسة أندية تونسية وهي الاتحاد المنستيري والأولمبي الباجي والترجي ومستقبل المرسى والنادي البنزرتي.
ن. ب

مقالات ذات صلة