صناعة أمريكية
-
-
1830
-
0
يُقال إن الاعتراف سيد الأدلة، والتقرير المخابراتي الأمريكي الذي قرر بوش رفع غطاء السرية عنه يعدّ أكبر اعتراف صريح إلى الآن من طرف 16 وكالة استخباراتية أمريكية، بأن الإرهاب هو صناعة أمريكية، فالتقرير يؤكد أن غزو العراق أدى إلى ما سماه بالتطرف الإسلامي وجعل مشكلة الإرهاب في مجملها أسوأ.
رشيد ولد بوسيافة
التقرير الذي كان تحت خانة سري للغاية منذ شهر أفريل الماضي، أخرجه الخصوم التقليديون للرئيس الأمريكي جورج بوش، بعد أن سربوا مقاطع منه إلى الصحف، وهو ما دفع بجورج بوش إلى رفع السرية كليا عن التقرير، ليكون دليلا قاطعا على أن ما يجري في العالم من أعمال عنف وإرهاب يذهب ضحيتها في الغالب أبرياء، إنما هو نتيجة منطقية لسياسات بوش الصغير المتهورة، خاصة في المنطقة العربية.
وعندما يقول بوش الصغير إنه لا يوافق ما جاء في التقرير ندرك مدى تهور هذا الرجل، الذي وضع رأيه فوق رأي 16 وكالة استخباراتية تعمل تحت إمْرته، ووصف الخلاصة التي انتهى إليها التقرير بالاعتقاد الساذج.
قبل غزو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها العراق لم يكن العالم يعرف الزرقاوي وأمثاله، هؤلاء الذين يقطعون الرؤوس على المباشر وتحت عنوان الجهاد الإسلامي، ولم يكن أحد يتوقع أن تملأ جثث العراقيين نهري دجلة والفرات في الفتنة الطائفية بين السنّة والشيعة، والتي تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من إشعالها بعد قرون من التعايش والتسامح بين الطائفتين، على الرغم من الاختلافات العقدية والفقهية بينهما.
مَن أوجد تنظيم القاعدة ودعّمه بالتدريب والسلاح ليكون العدو الوهمي للولايات المتحدة الأمريكية بعد زوال المعسكر الاشتراكي، فتضمن بذلك شركات السلاح استمرار الحاجة إلى منتوجها؟ ومن يعمل يوميا على تضخيم بعبع القاعدة ويقدم المبررات والدواعي لتأثر مزيد من الشباب في العالم الإسلامي وانضمامهم إلى هذا التنظيم المشبوه؟
ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية بفلسطين عبر سياساتها المتحيزة لصالح إسرائيل ينمّي العداء لها في العالم الإسلامي، وما فعلته باللبنانيين عندما أرسلت أطنانا من القنابل الذكية لإسرائيل من أجل تفتيت أجساد أطفال لبنان ينمّي الحقد على أمريكا، وما فعلته في العراق وتفعله يوميا يساهم بشكل كبير في تعاظم تنظيم القاعدة واشتداد العداء الإسلامي لأمريكا عبر الأجيال المتلاحقة.
