العالم
جيش الاحتلال في أزمة..

صور الجنود “الباكين” تضاعف أعداد الهاربين والمتمردين!

الشروق أونلاين
  • 43749
  • 70
ح.م

يجتهد الكيان الصهيوني باحثا عن صورةٍ تمجّد نصرا كاذبا، فلا يجد. يبحث قادة الاحتلال عن أي “مشهد” ولو مزور يرفعون به معنويات الشارع ومن قبله الجنود، فلا يعثرون، يحدث ذلك في الوقت الذي تكفي معه إطلالة واحدة للناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” لتقلب شعورا موجعا بالقتل والدمار والتخريب، إلى مشاهد فرحة وبهجة في قطاع استغرب لصموده الأصدقاء قبل الأعداء..

تقول بعض التقارير الإعلامية أن إسرائيل تبحث في هذه الأثناء، خلال العدوان الذي تشنه على قطاع غزة، عن شيء لا تملكه. إنها تبحث عنصورة نصر، في محاولة لرفع معنويات الشارع الإسرائيلي، وجنوده.

ويحتاج الشارع الإسرائيلي إلى صور من شأنها أن ترفع معنوياته، وسط نشر دائم، وشبه يومي لصور الجنود الإسرائيليين في حالات الهزيمة والبكاء، التي تنشرها المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة. وينتشر العديد مثل هذه الصور في شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الرسمي، بعد أن بثتها المقاومة الفلسطينية من ميدان المعركة في قطاع غزة، ومن جنازات الجنود الإسرائيليين، بهدف التوثيق والتأريخ.

حتى الآن لم يتمكن أي جندي صهيوني من دخول قطاع غزة والتوغل فيه، حتى لا نقول الشعور بالنصر أو تصديره للعالم ولشارعِ إسرائيلي يترقبانتصاراتلم ولن تأتي في ظلّ مقاومة باتت تحترف تصدير مزيد من جثث الجنود لأهاليهم في كل وقت..

مصطلحصورة النصرأخذ يخرج إلى الرأي العام بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006. وبحثت إسرائيل كثيرا من أجل الحصول علىصورة نصر“. واهتم بهذا الموضوع العديد من المستويات العسكرية والسياسية، وحتى أن إسرائيل أرسلت في إحدى المرّات قوة خاصة، من أجل رفع العلم الإسرائيلي في منطقة بلدة بنت جبيل، بهدف التصوير والانسحاب ليس أكثر من ذلك، بهدف تهدئة الشارع الذي كان لايزال ينتظر إنجازات الحرب.

وكان حزب الله سباقا في نشرصور نصر، وتمثل ذلك ببث صور العملية التي أُسر مقاتلو الحزب خلالها الجنديين الإسرائيليين، ومن ثم نشر العديد من الصور التي أبرزت تفاصيل هذه العملية، مثل صورة المركبة العسكرية الإسرائيلية ورفع علم المقاومة عليها، وتناقلتها العديد من وسائل الإعلام، لذلك كانت صور هذه العمليةصورة نصر“. وأطلق في حينه شعارلم تصوّرـ إذاً فلم تُقاتل، ليدلّ على الأهمية الفائقة لمثل هذه الصور في تشجيع ورفع معنوية الحاضنة الشعبية، وإنهاء الحرب في بعض الأحيان.

هذه المرة أيضا، تستعد المقاومة لتقديم صور النصر متمثلة في فيديوهات اقتناص جندي صهيوني هنا أو تدمير دبابة هناك، في الوقت الذي لم يجد فيه الاحتلال من وسيلة لكسرشوكةالمقاومة سوى في إظهار المعتقلين عراة حفاة في جريمة لا تقل عن القتل وسفك الدماء.

 وفي السياق ذاته، نشرت صحيفةواشنطن بوستعريضة وقّع عليها عدد من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشرحوا فيها أسباب رفضهم الخدمة

وكتبت الناشطة يائيل إيفين التي كانت مسؤولة عن تقييم المرشحين للتجنيد في الجيش الإسرائيلي والمقيمة حاليا في نيويورك، قائلة: “عندما يتم استدعاء جنود الاحتياط الذين يتكونون من الجنود السابقين هناك دائما رافضين ومقاومين من القوات يستدعون للجيش. والآن وقد أرسلت القوات الإسرائيلية لغزة مرة أخرى وتم استدعاء جنود الإحتياط، هناك العشرات منهم يرفضون تلبية النداء“.

وأضافت: “نحن أكثر من 50 إسرائيليا ممن كانوا جنودا، والآن نعلن رفضنا المشاركة مع جنود الاحتياط، ونعارض الجيش الإسرائيلي وقانون التجنيد، وجزء من هذا الرفض، لأننا نمقت العملية الحالية، ومعظم الموقعين أدناه هن من النساء ويرفضن المشاركة في المواجهات العسكرية. وبالنسبة لنا فإن الجيش مخطئ لأسباب أبعد من عملية الجرف الصلب (الصامد) أو حتى الاحتلال. نحن نرفض عسكرة إسرائيل وسياسات الجيش التمييزية/ العنصرية.  

وأوضحت ذلك بالقول: “خلال فترة عملنا في الجيش رأينا عيانا أو شاركنا بممارسات الجيش التمييزيةالتمييز البنيوي ضد المرأة والذي يبدأ بالمرحلة الأولى من التدقيق والتكليف بالمهام، والتحرش الجنسي الذي يعتبر واقعا يوميا لنا، ومراكز استيعاب اللاجئين التي تعتمد على مساعدة الجيش. وكما شاهد بعضنا عيانا كيف قامت بيروقراطية الجيش وبطريقة مقصودة بتكليف الطلاب من أصحاب الخبرة التقنية في مراكز تقنية بدون منحهم فرصة للخدمة في أماكن أخرى. ويتم وضعنا وتدريبنا مع الناس الذين يشبهوننا ولا يسمح لنا بالاختلاط والتعارف كما يدعي الجيش“.

مقالات ذات صلة