-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ضد فلسطين .. ” ظالمة أو مظلومة “

الشروق أونلاين
  • 3627
  • 0
ضد  فلسطين .. ” ظالمة  أو  مظلومة “

يبدو أن النظام المصري اختص في الفترة الأخيرة في تقديم “الهدايا” لأشقائه العرب في المناسبات الغالية.. والدليل على ذلك أنه لم ينس احتفال حركة حماس نهار أمس بالذكرى الثانية والعشرين لتأسيسها ليؤكد أنه ضدها “ظالمة أو مظلومة” رغم يقينه بأن هته الحركة لم تتورط في تاريخها في الظلم، لأنها أصلا لا تملك القوة الكافية لممارسة الظلم ..

  •  هدية “الجدار” التي كشفها الإعلام العالمي المصدوم بالعبقرية المصرية التي نقلت هندسة بناء الجدران من العلن إلى السر ومن الفوق إلى التحت لتقدم
  • للإسرائيليين خدمة لم يحلموا بها، ولن يجدوا من وسيلة لرد هذا الجميل الذي لم يتحقق حتى من حلفاء الدولة العبرية، بل دعونا نقولها صراحة بأن “العبقرية” الإسرائيلية لن تتمكن من الإتيان بإنجاز هندسي جريء مثله ويلقى قبول أو على الأقل صمت الطبقة السياسية الإسرائيلية وحتى الشعب اليهودي الذي منه من استهجن واستنكر وتظاهر ضد الجدار العازل المرئي الذي أنشأته إسرائيل في مستوطناتها، واعتبره بعض اليهود قمة العنصرية، فما بالك بهذا الجدار السفلي الذي هو اتهام مباشر للفلسطينيين بأنهم يتحركون تحت الأرض, وعزلهم “حياتيا” بمنع عنهم كل أسباب العيش البسيط. الإسرائليون يتلقون في كل احتفالاتهم الدينية و”الوطنية” التهاني من السفير المصري في تل أبيب، وضبط باعتراف الإعلام المصري في كذا مناسبة مشاركا في بعض الاحتفالات حتى بالنصر على العرب، وعندما تحتفل حركة حماس وهي آخر ما تبقى من الشرف العربي بذكرى تأسيسها وهي تتذكر الشيخ ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وشهداء غزة تصلها الهدية المصرية الغريبة، وأيضا هدايا “الصمت العربي” الذي هو أيضا جدارا معنويا لا يقل قسوة عن جدارات إسرائيل البادية للعيان. ولا يمكن لإسرائيل التي لم يمر على إنشائها إلا بضع سنوات أن تحلم بواقع أحسن من حالنا الحالي، حيث صارت تنتصر دون أن تحارب ويسيل دم الفلسطينيين برصاص الفلسطينيين، وتحاصرهم وتجوّعهم بالإسمنت العربي وتهينهم بصمتنا.. وهو أقصى ما تحلم به الدولة العبرية التي لم تكن تتصور أن تحارب لبنان لمدة تفوق الشهر في مجازر قانا والجنوب والعرب يسمّون الرد الباسل لأبناء المقاومة بالمغامرة، لتشن بعد نهاية حرب تموز مصر حملة إعلامية شاركت فيها دكاكين الفتنة بما فيها القنوات الرياضية ضد حزب الله لتصفه بالحزب “اللقيط” والبوق الفارسي. ولم تكن إسرائيل تتصور أن تحارب فلسطين في مجازر غزة لتشن مصر بعد نهاية الحرب حملة تجويع تجلّت الآن في أغرب جدار في التاريخ بعد أن زالت جدران التفرقة بين الأوطان في كل مكان، وصارت تاريخا قديما وحجارتها متاحف يزورها سكان المعمورة.. هذا ما فعلته “أم دنيانا” و”أختنا” الكبرى في فلسطين، وهذا ما فعلناه جميعا بصمتنا.. فكيف ننتظر من عدونا بعد ذلك أن يرحمنا؟  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!