جواهر
بعضهن تركن أسرهن وتنقلن للعيش في الإقامات الجامعية

طالبات متزوجات وأخريات يأتين إلى الجامعة حبالى

آمال عيساوي
  • 12707
  • 18
ح.م

بين نظرة استغراب ودهشة، وبين ضغط نفسي كبير ووسط سخرية واستهزاء من قبل بعض زميلاتهن في الجامعة، تُزاول الكثير من الطالبات الجامعيات المتزوجات والحوامل منهن، دراستهن الجامعية بعيدا عن أزواجهن وعن أولادهن بمختلف جامعات الوطن، إذ تُجبرهن ظروف الدراسة والعمل وأمور أخرى ويفرض الواقع المعيشي للكثير من الطالبات، عليهن الدراسة وسط ظروف الزواج والحمل…

تضطر الكثير من الجامعيات إلى التغرب وترك أزواجهن وأولادهن والتنقل للدراسة في ولاية أخرى غير الولاية التي يتواجد فيها أزواجهن، والعيش بين أسوار الإقامات الجامعية، فبعد أن كان الزوج هو الذي يتغرب لظروف العمل وغيرها ويعيش بعيدا عن زوجته وأولاده، هاهي الآية اليوم تنقلب رأسا على عقب، وتصبح المرأة هي من تتغرب وتترك زوجها في سبيل العلم..

قصص لطالبات جمعن بين الدراسة والأطفال والزواج

كثيرة هي قصص الطالبات الجامعيات اللائي أجبرتهن ظروف الدراسة على ترك أزواجهن وأولادهن والتنقل إلى منطقة غير تلك التي تتواجد بها عائلتها والعيش في الإقامات الجامعية، للدراسة، ومن بينهن قصة سمية البالغة من العمر 24 سنة، تدرس لغة عربية في السنة الثالثة بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة، في حين إن زوجها وطفلها الذي يبغ من العمر 3 سنوات يعيشان في ولاية الشلف، التي ينحدر منها، حيث روت لنا سمية قصتها بالكامل حين اجتازت امتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2018/2019، وكذا دورة 2019/2020، ولم تتحصل عليها، عندها تقدم زوجها لخطبتها فوافق أهلها، تزوجت وحملت، وبعدها اقترح عليها زوجها أن تعيد شهادة البكالوريا، فوافقت وبمجرد أن أعادتها تحصلت عليها وحازت معدلا مكنها من التسجيل في المدرسة العليا للأساتذة بالعاصمة، إذ صرحت لنا سمية بأن زوجها فرح كثيرا عند حصولها على شهادة البكالوريا، وبعد قبولها في المدرسة العليا للأساتذة بالقبة، اعترض في بادئ الأمر، لكنه تراجع في ما بعد عن قراره وسمح لها بالدراسة حتى ولو بعيدة عنه وعن ابنه..

وغير قصة سمية، هناك الكثير من الحالات عن طالبات تركن أزواجهن وتغربن عن أولادهن لأجل الدراسة، ففي إحدى الإقامات الجامعية بالعاصمة، تعرفنا على الطالبة أحلام التي تنحدر من بلدية قصر الشلالة بولاية تيارت، حيث إن أحلام البالغة من العمر 25 سنة، التي تدرس سنة ثانية ماستر بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في بن عكنون، تزوجت قبل سنتين، بعد حصولها على شهادة الليسانس مباشرة، وبعد زواجها تم قبولها في الماستر، فطلبت من زوجها أن يسمح لها بإتمام دراستها، وكما قالت لنا أحلام، إنها قبل زواجها عاشت داخل الإقامة الجامعية ببن عكنون لمدة ثلاث سنوات، وبعد زواجها رفض زوجها الأمر، لكن بعد تحدث والدها معه أقنعه بذلك، فسمح لها بالدراسة، كما ذكرت أنها لم تستطع الإنجاب حتى لا تترك طفلها في أول أيام عمره بسبب الدراسة، وكذا حتى تستطيع إكمال دراستها وتحقيق حلمها وطموحها.

طالبات تزوجن قبل دخول الجامعة

 كما أن هناك فئة أخرى من الطالبات اللائي تزوجن عند بلوغهن سنّ الرشد مباشرة وأقمن أعراسهن قبل دخولهن الجامعة، وسجلن فيها وهنّ حوامل، ليجدن معاناة حقيقة أثناء دخولهن الجامعة، من التحرشات والكلام القاذف الذي يتلقينه من قبل بقية الطلبة من الجنسين، ناهيك عن المعاناة التي يتلقينها في حافلات النقل الجامعي وفي طوابير المطاعم الجامعية وغيرها، حيث صرحت بعض الطالبات الحوامل اللائي تحدثت معهن “الشروق” بأنهن لا يأبهن بنظرة الاستغراب وعبارات السخرية والاستهزاء التي تتقاذفهن من بقية الطلبة، لكنهن حسب ما عبرن عنه، سئمن من العيش بعيدا أن أزواجهن وأولادهن، كما أنّ هناك من وقعت لها مشاكل كثيرة مع زوجها وانتهى بها الأمر إلى الطلاق، وذلك، بسبب عيشها داخل الإقامة الجامعية.

مقالات ذات صلة