-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المخرج أسامة الراعي لـ "الشروق":

طبيعة المجتمع المحافظ أخرت بروز السينما الناطقة بالمزابية

حمو أوجانة
  • 424
  • 0
طبيعة المجتمع المحافظ أخرت بروز السينما الناطقة بالمزابية
ح.م
المخرج أسامة الراعي على يمين الصورة رفقة مراسل الشروق

برز مؤخرا بعض المنتجين والمخرجين الشباب من ولاية غرداية بإنتاج أفلام وثائقية وروائية ناطقة بالمزابية، حازت جوائز وطنية، وبثت في عدة قنوات تلفزيونية، تسلط الضوء على واقع وتحديات السينما في وادي مزاب، ومن بينهم المخرج أسامة الراعي، الذي أسهم في تطوير السينما المزابية من خلال أعماله الفنية.

أكد المخرج أسامة الراعي لـ “الشروق” على أنّ المشاكل والتحديات التي تواجهها السينما في ولاية غرداية هي نتيجة لحالة الركود، التي يعانيها القطاع الثقافي عموما بالولاية، فغرداية لا تتوفر على هياكل ثقافية مثل دار الثقافة، وقاعات للمسرح، لأن هذه الهياكل تسهم في تنشيط ودعم الفنانين السينمائيين، مثلما هو موجود في أغلب الولايات، التي تشهد نهضة نوعية في مجال السينما، كما أنها تنظم تظاهرات تنافسية وتكوينية لفائدة المهتمين بالسينما في وادي مزاب، ويرى أن هناك غيابا تاما لأي نوع من الدعم المادي أو المعنوي للسينمائيين المحليين من السلطات المحلية، فكل الإنجازات والتتويجات، التي حققت كانت بإمكانيات شخصية بحتة.

وأوضح صاحب جائزة الزيتونة الذهبية في صنف الفيلم الوثائقي الأمازيغي للسنة الجارية، عن واقع السينما الناطقة بالمزابية، أنّ الاهتمام بالإنتاج السينمائي في منطقة وادي مزاب جاء متأخرا بعض الشيء، وهذا يعود إلى سببين بارزين، متعلقين بطبيعة المجتمع المحافظ، وغياب الدعم للشباب المهتم بالفن السابع.

ورغم ذلك برزت مبادرات سينمائية شبابية منذ ثلاثة عقود على الأقل، في بدايات متواضعة نظرا إلى انعدام الإمكانيات، واستعمال وسائل تصوير للهواة، إلا أنها تواصلت على حالتها البسيطة، واستطاع بعض الشباب المهتم بالسينما المزابية تشكيل نواة مؤسسات إنتاج مصغرة، أسهمت بالتعاون مع بعض المسرحيين الهواة في إنتاج أفلام بإمكانيات بسيطة تسوّق محليا فقط، لكن الأمر تطور مع الثورة الرقمية.

كما استطاع شباب سينمائيون إنتاج أعمال احترافية حققت إنجازات وطنية، وحازت عدة جوائز وألقاب، رغم كل الظروف وغياب الدعم، وأشار المخرج أسامة إلى أفلام مزابية تم تسويقها في القنوات التلفزيونية الوطنية، وحتى العربية، كما أن هناك أفلاما عرضت في مختلف المهرجانات الوطنية ونالت عدة جوائز مثل فيلم “مزاب بين الأمس واليوم” للمخرج توفيق بوراس، الذي حاز المرتبة الأولى في مهرجان المسيلة، وفيلم “إتران ن لمولود” للمخرج مصطفى بوقرطاس، الذي نال جائزة الزيتونة الذهبية في مهرجان الفيلم الأمازيغي بتيزي وزو.

ونوّه مخرج الفيلم الوثائقي “رمضان في الجزائر” بأن أغلب اهتمام الشباب في السينما المزابية منحصر في الأفلام الوثائقية أكثر منها الروائية، وهذا لأن الفيلم الروائي يحتاج إلى دعم وتمويل، يتجاوز إمكانيات هؤلاء المخرجين الشباب، على عكس الفيلم الوثائقي الذي قد يستعيض فيه المخرج بقوة الموضوع على محدودية الجانب التقني، كما أن ثراء المنطقة التاريخي والثقافي شجع هؤلاء المخرجين على إلقاء الضوء عليها من خلال الفيلم الوثائقي.

ودعا أسامة الراعي السلطات المعنية إلى إشراك الفنانين والسينمائيين المحليين في القرارات المتعلقة بمجال تخصصهم، مبرزا أنهم سمعوا مثلا عن مهرجان قاري سينمائي سينعقد في غرداية نوفمبر المقبل، من خلال وسائل الإعلام مثل جميع المواطنين، كما أن معايير المشاركة فيه وضعت بمقاييس خارج إمكانيات كل السينمائيين المحليين، ويستغرب هؤلاء عدم التفكير في تنظيم مهرجان محلي أو خاص بالفيلم الأمازيغي، ثم فجأة يتم الإعلان عن مهرجان دولي، مما ينبغي تشجيع هؤلاء الشباب خاصة أنهم يسهمون في تسويق الصورة الإعلامية لمنطقة وادي مزاب والجزائر عموما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!