رياضة
أخطاء بدائية.. كرات للمنافس.. وسوء في التمركز

طريقة لعب غير أكاديمية لفريق أكاديمية بارادو أمام أغادير

الشروق الرياضي
  • 1707
  • 6
أرشيف

خيّب فريق أتليتيكو بارادو كل الآمال المعلقة عليه لأجل التألق في المنافسة القارية التي يشارك فيها لأول مرة في تاريخه، في مباراة سهرة الأحد أمام الفريق المغربي المتواضع حسنية أغادير ليس من حيث النتيجة التي انتهت لصالح لمغاربة بهدفين نظيفين، وكان يمكن أن تكون أثقل من ذلك لو استغل المنافس الفرص، وإنما بلعبه البدائي والعشوائي، والأخطاء الساذجة ولعبه من دون منظومة رية دقيقة ومدروسة، وكأنه لا ينتمي إلى أكاديمية، وكانت طريقة لعبه لا تختلف عن لعب الأحياء بطريقة مهينة للعبة كرة القدم، وهو ما أدهش كل من تابع المباراة وتكهن بخروج نادي بارادو سريعا من دور المجموعات، وكان مرشحا لبلوغ الربع النهائي على أقل تقدير، وحتى في الدوري الجزائري سيكون من الصعب عليه الصمود والحفاظ على مكانته مع الكبار خاصة أنه يقبع في المركز الأخير بأربع مباريات ناقصة من رصيده بسبب مشاركته القارية، ومدرسة خير الدين زطشي تتواجد الآن في خطر، لأن تضييعها لمركزها مع الكبار سيحرمها من تصدير لاعبيها، فالمستوى الذي ظهر به بوزوك وزملاؤه، سيجعل كل الفرق ترفض انتداب لاعبي الأكاديمية.

من العادة أن فرق الأكاديمية لا ترتكب الأخطاء الساذجة لأن اللاعبين يدرسون لعبة كرة القدم مثل العلوم، وحتى لو خانتهم الفنيات وخانتهم الموهبة مقارنة بلاعبي الفرق الكبيرة والغنية ماديا والشعبية، فإنهم بالمقابل يقدمون كرة منظمة واستعراضية من حيث الجماعية، لكن ما شاهدناه أول أمس في البليدة يثير العصبية ويجعل كل من شاهد المباراة يضع علامات استفهام عن دور الأكاديمية في أداء الفريق الذي لا يتقن لاعبوه حتى تنفيذ الركنيات الكثيرة التي تحصل عليها، فجميع الركنيات إما لا تصل إلى العمود الأول، أو تتجاوز العمود الثاني إلى غاية خروج الكرة إلى التماس من الجهة الأخرى، وكل العرضيات مبعثرة، ولو كان الأمر في كرات قليلة أو حتى نصف الكرات، لقلنا بأن السبب هو سوء التركيز ولكن الأمر تكرر طوال المباراة بشكل غريب وهو ما سهّل من مهمة الفريق المغربي الذي تلقى الهدايا الكثيرة من لاعبي بارادو، وراح في بعض أوقات الشوط الثاني يستعرض بطريقة فنية وكأنه في حصة تدربية، ويترك لاعبي بارادو يجرون خلف الكرة ولا يتمكنون من الحصول عليها إلا بشق الأنفس.

فريق بارادو حصل في الدقيقة الأولى من المباراة على أحسن فرصة عندما وجد قلب هجومه نفسه على بعد متر من المرمى، ولكن كرته الرأسيه جانبت المرمى بطريقة غريبة، أما التحول في المباراة هو ارتكاب المدافعين للمخالفات من دون داع، ومنها مخالفة على خط المرمى، وما أدهش متابعي باردو ومشجعيه هو طريقة إنجاز الحائط البشري لمنع خطر المخالفة وأيضا التمركز الخاطئ للحارس ميساوي، إلى درجة أن اللاعب المغربي وهو ينفذ المخالفة كان أشبه بلاعب يواجه الشباك الفارغة من دون جدار ولا حارس مرمى، فوضع الكرة بسهولة في الشباك، ثم تكررت الأخطاء وتشابهت وتكاثرت طوال المباراة، من دون خطة لعب واضحة ومن دون أن يكشف ولو لاعب واحد بما في ذلك الدولي الجديد آدم زرقان إبن مليك زرقان نجم الوفاق السطايفي سابقا، عن أي إمكانيات فنية أو حتى بدنية فانهار الفريق وتاه ولو لعب أمام فريق مغربي آخر في حجم الوداد أو الرجاء البيضاوي لكانت النتيجة فوق الستة أهداف، بالرغم من أن فريق الأكاديمية سبق له في الأدوار الأولى وأن أقصى فرقا إفريقية معروفة بتسجيل في مرماها الثلاثية والرباعية ومنها نادي الصفاقسي التونسي وكامبالا سيتي الأوغندي.

صحيح أن نادي بارادو يُحسب له تقديمه للاعبين إثنين أفادا الخضر في الفترة الأخيرة وهما المدافعان يوسف عطال ورامي بن سبعيني، ولكن الأمر توقف بعد ذلك وبقي اللاعبين استثناء، لأن البقية يتم بيعهم من دون أي تألق يُمكنهم من تقمص ألوان الخضر ومنهم بوداوي ونعيجي والملالي المتواجدون إما على خط التماس أو يلعبون لأندية متواضعة، كما أن الدور الطبي في الأكاديمية يطرح التساؤل بعد الإصابات العديدة التي يتلقاها يوسف عطال الذي صار مستقبله في خطر ولا يختلف عن حالة المدافع الأيسر لفريق برشلونة جوردي آلبا، وحتى لاعب الأكاديمية السابق فريد الملالي لاعب أونجي يتلقى الكثير من الإصابات، وقد قارب غيابه الشهرين وقد يفقد مكانته الأساسية في الفريق التي حصل عليها مع بداية الموسم بسبب الإصابات الكثيرة.

عموما ما قدمه نادي بارادو امام حسنية أغادير، لا يوحي بأن الفريق سينسحب من المنافسة القارية فقط، وإنما مصيره في الدرجة المحترفة الأولى في خطر وقد يكون مع الثنائي المغادر للقسم الأول.
ب.ع

مقالات ذات صلة