رياضة

طريق‮ “‬غير معبد‮” ‬إلى روسيا 2018

ياسين معلومي
  • 3557
  • 0

منذ التأهل التاريخي‮ ‬لـ”الخضر‮” ‬لمونديال‮ ‬2010‮ ‬بجنوب إفريقيا،‮ ‬والمقابلة الفاصلة بين الجزائر ومصر،‮ ‬وما حدث‮ ‬يومها من حرب إعلامية وتجاوزات خطيرة لا تزال بعض آثارها ممتدة إلى‮ ‬يومنا هذا،‮ ‬تأكد الجزائريون من أن المشاركة في‮ ‬المونديال أمر عادي‮ ‬جدا،‮ ‬خاصة أننا أصبحنا أسياد إفريقيا،‮ ‬وأصبح هاجسنا الوحيد هو المرحلة التي‮ ‬يصل إليها منتخبنا خلال النهائيات المونديالية‮.‬

فبعد الدور الثاني‮ ‬في‮ ‬مونديال البرازيل والوجه المشرف أمام المنتخب الألماني،‮ ‬هل المنتخب الجزائري‮ ‬قادر على تحقيق تأهل سهل لروسيا بعد ثلاث سنوات‮..‬؟ أم إن الحديث عن تأهل‮ “‬سهل‮” ‬أصبح من سابع المستحيلات،‮ ‬بعد أن أصبح بعض اللاعبين‮ ‬يرفضون التنقل إلى إفريقيا،‮ ‬ويتحججون بالإصابة خوفا على مستقبلهم الرياضي‮.. “‬يا حسراه‮” ‬على زمن كان فيه اللاعبون الجزائريون‮ ‬يدفعون من جيوبهم تذاكر السفر ويتركون أنديتهم من أجل الدفاع عن الألوان الوطنية،‮ ‬وإسعاد شعب بأكمله لا‮ ‬يزال‮ ‬يكن لهم الاحترام والتقدير ويحتفظ بهم في‮ ‬ذاكرته،‮ ‬التي‮ ‬لن تمحى مهما طال الزمن،‮ ‬لكنهم اليوم مهمشون وتضرب آراؤهم وانتقاداتهم البناءة عرض الحائط‮.‬

رغم أني‮ ‬كنت من أشد المعارضين لوحيد خاليلوزيتش ولطريقة عمله،‮ ‬لكني‮ ‬ومع مرور الوقت تيقنت من أنه كان محقا في‮ ‬تعامله مع هذا الجيل من اللاعبين،‮ ‬ورغم قساوته ومزاجه المتقلب،‮ ‬إلا أنه عرف كيف‮ ‬يعيد اللاعبين إلى حجمهم الحقيقي،‮ ‬فكان‮ ‬يرفض أي‮ ‬تأخر للالتحاق بالتربصات،‮ ‬ويعامل اللاعبين وكأنهم أطفال صغار،‮ ‬فكم من‮ “‬شبه نجم‮” ‬شكاه إلى المسؤولين،‮ ‬لكنه كان‮ ‬يرفض التعامل بمكيالين،‮ ‬فلا براهيمي‮ ‬ولا فغولي‮ ‬ولا حتى بوڤرة وحليش تمكنوا من التأثير عليه،‮ ‬وبقي‮ ‬صامدا إلى‮ ‬غاية آخر مباراة لـ”الخضر‮” ‬ضد الألمان في‮ ‬الدور الثاني‮ ‬من مونديال البرازيل‮.‬

عندما سمعت وتأكدت من‮ ‬غياب النجمين براهيمي‮ ‬وفغولي‮ ‬عن مباراة الذهاب أمام تنزانيا بدار السلام،‮ ‬تيقنت من أن الطريق أصبح‮ ‬غير معبد إلى مونديال روسيا‮ ‬2018،‮ ‬فهل‮ ‬يعقل أن‮ ‬يغيب لاعبان من طرازهما عن لقاء‮ ‬يعتبر مصيريا لدخول‮ “‬الخضر‮” ‬إلى دوري‮ ‬المجوعات‮..‬؟ أم إنهما أصبحا‮ ‬يعاملان معاملة خاصة قد تؤثر على روح المجموعة التي‮ ‬ستلعب مباراتين في‮ ‬ظرف ثلاثة أيام،‮ ‬الأولى خارج الديار والثانية بالبليدة،‮ ‬والتأهل‮ ‬غير مؤكد وحتى وإن تحقق فإن اللاعبين‮ ‬يشعرون في‮ ‬قرارة أنفسهم بأن التأهل للمونديال لم ولن‮ ‬يكون بهذه الطريقة العرجاء‮.‬

مدربنا الوطني،‮ ‬كريستيان‮ ‬غوركوف،‮ ‬الذي‮ ‬قد‮ ‬يعيش آخر أيامه في‮ ‬المنتخب الوطني،‮ ‬فقد السيطرة على اللاعبين ويكون قد تيقن في‮ ‬قرارة نفسه من أن المعاملة‮ “‬الفرنسية اللينة‮” ‬لا تنفع،‮ ‬ولا سبيل مع هذا الجيل من اللاعبين سوى الصرامة،‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬يتحلى بها سابقه،‮ ‬الذي‮ ‬كان رغم سلبياته‮ ‬يتحكم في‮ ‬المجموعة،‮ ‬ولا‮ ‬يهمه سوى التضحية فوق الميدان والتأهل للمونديال‮.‬

حقا‮.. ‬كل منتخب‮ ‬يريد أن‮ ‬يكون له‮ “‬غوركوف‮”‬،‮ ‬الذي‮ ‬يجيد ويعرف عمله جيدا،‮ ‬لكن عيبه الوحيد هو عدم تمكنه من السيطرة والتحكم في‮ ‬هذا الجيل من اللاعبين،‮ ‬الذي‮ ‬يبقى همهم الوحيد هو المال على حساب‮ “‬الوطنية‮”‬،‮ ‬التي‮ ‬دائما تصنف في‮ ‬المقام الثاني‮.‬

عندما‮ ‬يعلم منتخبنا الحالي‮ ‬أن فريق جبهة التحرير الوطني‮ ‬عبّد لهم الطريق ليتقمصوا اليوم قميص الجزائر،‮ ‬عليهم الافتخار بذلك ووجب عليهم العودة إلى صوابهم لأن التاريخ لا‮ ‬يحفظ إلا أسماء الأبطال‮.. ‬الأبطال فقط‮.‬

مقالات ذات صلة