الجزائر
العمل والدراسة عن بعد أصبحا حتمية للحفاظ على الحد الأدنى

طلبة وباحثون يؤكدون على أهمية التعليم الإلكتروني في زمن “كورونا”

صالح سعودي
  • 991
  • 9
ح.م

أجمع الكثير من الباحثين والمتتبعين، على أهمية اتخاذ تدابير موازية تضمن الحد الأدنى من الناحية المهنية والدراسية، وهذا من خلال البحث عن بدائل ناجعة تزامنا مع قرار الجهات الوصية توقيف الدراسة وجميع الأنشطة الثقافية وحتى الرياضية إلى وقت لاحق. وذهب بعضهم إلى التأكيد على أهمية التعليم الإلكتروني الذي من شأنه أن يجعل الطلبة والتلاميذ والأساتذة والباحثين يواصلون مهامهم افتراضيا، بعدما تعذّر ذلك واقعيا، بسبب غلق جميع المؤسسات التعليمية والجامعية.

لم يتوان الكثير في التعبير عن قلقهم من الانعكاسات السلبية التي قد يخلفها الغلق الاضطراري للمؤسسات التربوية والجامعية على مستوى التحصيل الدراسي، حيث ذهب بعضهم إلى ضرورة تفعيل التعليم الإلكتروني، من باب ضمان الحد الأدنى للرسالة التعليمية التي لا يمكن حسب قولهم الاستغناء عنها، مثلما لا يمكن الاستغناء عن الأكل والشرب. وفي هذا الجانب أكد الدكتور بدر الدين زواقة من جامعة باتنة على أهمية الاستعانة ببرنامج التعليم الرقمي (ELearning)، وهذا انطلاقا من تجربته الخاصة، وتدربه على هذا البرنامج في جامعة أم القرى، ما مكنه من الحصول على شهادات في تصميم الأقسام الافتراضية وأخرى تصميم المحتوى الرقمي 3-وكذا أهميته حسب قوله في إجراء الاختبارات عن بعد، وقال الدكتور بدر الدين زواقة في هذا الجانب: “إن هذا البرنامج D2L بسيط وفعّال ونشط… ويمكنه أن يكون بديلا تكتيكيا الآن… واستراتيجيا بعد زوال الأزمة.. ويمكننا أن نقدّم خدمة في هذه الأزمة”. مضيفا بأن إدارة الأزمة تفرض التجنّد على عدة مستويات، من خلال خطة صحية طارئة للوقاية والحد من انتشار الوباء. وخطة اجتماعية اقتصادية.. للمحافظة على السلم الاجتماعي والأمن الاقتصادي. وخطة سياسية دولية استباقية.. للجزائر ما بعد كورونا… لأن العالم سيتغير في موازين القوى. وخطة قيمية أخلاقية… من أجل التكافل والتعاون الإنساني. أما الدعاء… فهو ديدن المؤمن في كل زمان ومكان وحال.

من جانب آخر، يسرد لنا الأستاذ خير الدين روبة المقيم منذ عدة سنوات في قطر تجربته مع التعليم الإلكتروني، تزامنا مع انتشار فيروس كورونا، حيث يقول في هذا الجانب: “اليوم ونظرا لتعليق الدراسة بسبب الظرف الصحي الراهن، فقد درسنا كورس اللغة البرتغالية من بيوتنا، أونلاين مع أستاذتنا وكانت تجربة رائعة وناجحة، استفدنا من الدرس مثلما كنا في القسم، حيث أن تطبيق webex meet يتيح التواصل بين أفراد المجموعة صوتا وصورة، كما يتيح للأستاذة تقديم التمارين والإجابات والملاحظات عبر الشاشة في شكل باور بوينت”، وخلص خير الدين روبة إلى القول بأن العلم يبني قلاعا لا عماد لها ويجعل المستحيل ممكنا، كما يلغي المسافات ويحقق المعجزات.

والواضح أن مساعي ومطالب توظيف الآليات الرقمية لم تقتصر على التعليم الإلكتروني فقط، بل تعدت أيضا إلى الجانب المهني والإعلامي، من ذلك تجربة طاقم بوابة الشروق الإلكترونية، من خلال إنشاء قاعة تحرير افتراضية، حيث وحسب مدير البوابة الأستاذ نسيم لكحل فيباشر جميع أعضاء الفريق أعمالهم من بيوتهم؛ باستخدام الوسائط المتاحة التي تسمح بالتنسيق التام والجيد، مضيفا أن هذه التجربة تجنّب أعضاء الفريق الاحتكاك المباشر مع الزملاء أو مع الناس في وسائل النقل وغيرها..، كما يتم أيضا في قاعة التحرير الافتراضية تبادل عديد النصائح والتوجيهات والمعلومات وآخر المستجدات حول فيروس كورونا..

مقالات ذات صلة