جواهر
توتر العلاقة الزوجية في ظل الحجر المنزلي:

طوال اليوم وجها لوجه.. وها هي النتائج؟

عطاء الله أمينة
  • 1533
  • 7
ح.م

ظهور فيروس كورنا كوباء بشكل مستجد، أجبرنا على الجلوس في البيت لأجل غير معلوم، وببقاء الأشخاص داخل المنزل تغيرت حياتهم، سنحاول اليوم أن نوضح الأثر الذي أنتجه البقاء في المنزل على حياة الزوجين وعلاقتهما.

ترك الزوجان حياتهم الخاصة من أعمال سواء خارج المنزل أو داخله ونشاطاتهم المنفصلة، ليجمعهما المنزل لفترة تقترب من 24 ساعة في اليوم.. هذا الحيز الجديد المفروض على كليهما سيبرز نوع من الإجهاد النفسي والتوتر في علاقتهما، التي إما ستتقوى أكثر من قبل ويزيد الاقتراب وإما يدق ناقوس الخطر إذا كانت العلاقة غير صحية يسودها الضغط والتوتر فيصبح الوضع أسوأ بكثير.

خلال فترة الحجر الصحي تتراجع القدرة على تشتيت الانتباه التي كانت متوفرة من قبل، كون التواصل المستمر لا يدع لنا إمكانية إخفاء أي شيء عن بعضنا، فالزوجة الغاضبة التي كانت تنزوي بنفسها أو تغادر لعمل للقيام بعمل ما إلى أن ينتهي غضبها أصبحت مجبرة على إظهار غضبها داخل البيت وعليها إيجاد آلية جديدة لإخفائه والزوج البارد الذي كان يخفي ذلك بالهدايا مثلا لم يعد وضع البلد والحالة المادية يساعده في ذلك، هذه الوضعية الجديدة تجعل الزوجين في حالة اكتشاف ومواجهة لبعضهم مما ينتج الكثير من التوتر العاطفي بينهم..

إن حياة الزوجين في فترة الحجر الصحي تستلزم وعي الطرفين بما يعيشانه وما سيعيشانه لاحقا، ففي بداية الحجر واللقاء ستكون بمثابة تعارف و شهر عسل كون الاقتراب من بعض بتلك الصورة هو شيء جديد يحفز الشريكين على الاستمتاع والاستفادة منه، بعدها تأتي مرحلة الروتين والتي توجد الفراغ والملل مما يتسبب في صراعات عشوائية وأحيانا لأسباب جدا تافهة، نتيجة إبهام فترة الحجر ووقت انتهائه والخوف من العدوى والخسائر المادية والمعلومات غير الكافية وأحيانا كثرتها مما يزيد الضغط.. كلها أمور محفزة لتضخيم كل ما هو سلبي بين الزوجين، هنا علينا الوعي والبدء في الإجابة عن سؤال: ما الحل؟

على الزوجين تبني استراتيجيات لإدارة هذا الضغط والتوتر الذي أصبح أقوى من كل الفترات السابقة نتيجة هذا العامل الجديد والعمل على إصلاح العلاقة والمحافظة على حياتهما الزوجية، لهذا أنصح بـ:

ــ محاولة فهم الخطر الفعلي، فقد يؤدي البحث العشوائي وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى جعل الخطر الشخصي يبدو أسوأ مما هو عليه حقيقة، فيجب الحصول على الحقائق من مصدر موثوق به كالجهات الرسمية.

ــ على الزوجين الاعتناء أكثر بنفسهما، وفهم ما يمران به من خلال إدراك مشاعرهما وتخوفاتهما.. هذا يساعدهما على عدم إسقاط مشكلاتهما على الطرف الأخر.

ــ عليكما تفهم احتياجات بعضكما البعض من خلال التواصل والإصغاء لبعض بشكل ايجابي وليس من أجل الحكم على أفكار بعضكما.

ــ عليكما القيام بتحديد جدول بسيط لأعمالكم اليومية الفردية والثنائية، وترك مساحة لنشاطاتكما الفردية القديمة وحتى الجديدة التي ظهرت نتيجة الحضر.

ــ حاولا استثمار الوقت مع أطفالكما إن كان لكما أطفال، فمسؤولية بقائهم في المنزل تزيد الضغط على الزوجين، لهذا يجب ضبط آلية الجلوس معهم سواء بشكل فردي أو ثنائي وعدم ترك المسؤولية على أحد الطرفين، بل الاشتراك في ضبط جدول للأعمال ونشاطات.

ــ التواصل مع الآخرين الذين يمكنهم تقديم الدعم الاجتماعي، والابتعاد عن المرتابين وناشري الطاقة السلبية فيمكن التواصل عبر الهاتف والبريد الإلكتروني مع مختصين لأخذ بعض الاستشارات بخصوص العلاقات الزوجية في حالة استحالة ضبط الأمور بينكما.

مقالات ذات صلة