-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نوعية الوجبات والأجواء المريحة شجّعت الظاهرة

عائلات بكامل أفرادها ترتاد مطاعم الرحمة

سيد أحمد فلاحي
  • 2904
  • 0
عائلات بكامل أفرادها ترتاد مطاعم الرحمة
أرشيف

لم تمر أزمة غلاء أسعار الخضر والفواكه وغيرها من المنتجات الغذائية مرور الكرام على القدرة الشرائية للأسر خلال الشهر الفضيل، بدليل أن الكثير منها صارت عاجزة عن توفير وجبة إفطار مناسبة، في حين استسلم الكثير منهم للأمر الواقع حين انضموا لحشود الصائمين المتوافدين على موائد الرحمة وعابري السبيل، وهو ما رصدته عيون الشروق، خلال جولة خفيفة قادتنا لبعض النقاط التي تستقبل منذ بداية الشهر المعظم، عشرات المواطنين من مختلف الشرائح من أجل الاستفادة من موائد الإفطار المنتشرة هنا وهناك عبر تراب المدينة، هناك من كانوا رياضيين سابقين، ومنهم من بلغ من العلم مراتب رفيعة من دون أن يجد عملا. فيما شجعت نوعية الوجبات والأجواء المريحة بمطاعم الرحمة هذه الظاهرة.

بداية جولتنا كانت من حي اللوز، هناك تم نصب خيمة من طرف محسنين مشابهة لتلك التي تستخدم في الأعراس والمناسبات السعيدة، وما هي سوى لحظات حتى تزحف عائلات بأكملها إلى الموقع من أجل الاستفادة من وجبات الإفطار، في مشهد يدمي القلب، تحدثنا عن عجالة مع أحد المستفيدين من تلك الوجبات، فصرح أنه يقطن بالحي الفوضوي كوكا، كان يشتغل في تجارة بيع السمك بأحد أسواق حي مرفال، غير أنه في ظل غلاء أسعارها وندرتها المحيرة، اضطر إلى الركون للراحة ثم شرع في استنزاف رأس ماله رويدا رويدا إلى أن لامس الإفلاس وصار من دون رأس مال، ليفاجئه حلول شهر رمضان وما صاحبه من غلاء وهي عينة واحدة على الكثير من العينات التي لم تجد ضالتها.

تركنا الموقع الأول بحي اللوز وانطلقنا نحو حي “لا لوفا” هناك ككل سنة ينظم محسنون مائدة إفطار بالقرب من الطريق الاجتنابي الثالث، والذي كان مخصصا لعابري السبيل ومستعملي الطريق، غير أن الظروف الصعبة، أضافت للمائدة أسرا بكامل أفرادها، تقطعت بهم السبل وصاروا عاجزين عن توفير وجبة الإفطار، وهو ما أكده ربّ عائلة يقطن بحي كوشة الجير، الذي أكد أنه اختار هذا الموقع لتفادي الحرج، وعيون جيرانه، حيث لم يجد سوى هذه الطريقة من أجل الحصول على وجبة لأطفاله، بعد أن عجز هو عن توفيرها في ظل غلاء أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والسمك، وفقدان الزيت وحتى الحليب، وهي معطيات شجعته رفقة الكثير من الحاضرين على قرع أبواب المحسنين، والجلوس حول مائدة إفطار رفقة أحد أبنائه على أن يحمل معه ما جاد به المحسنون لباقي العائلة .

على مستوى مسجد الأمير عبد القادر، أكد عضو من مجلس سبل الخيرات، أن هذا العام كان مميزا للغاية، من حيث عدد المحتاجين وحتى نوعيتهم، حيث كان للأزمة الاقتصادية والوبائية أثرا كبيرا على الكثير من الأسر، التي فقدت بوصلتها وصارت ضمن المحتاجين لمساعدات، وتم توزيع يوميا منذ حلول الشهر الفضيل أزيد من 2400 وجبة ساخنة، على عائلات تزور المسجد بهدف الحصول على وجبة كاملة، بعدما عجزت عن توفير قوت اليوم، أغلبها عائلات تقطن بحي البركي المعزول، وحي سيدي الشحمي والأحياء الفوضوية المنتشرة هنا وهناك بتراب الولاية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!