الشروق العربي
يطالبون بأوراق الدخل والسجلات التجارية

 عائلات تبحث عن كشوف الرواتب لتزويج بناتها

فاروق كداش
  • 7230
  • 18
بريشة: فاتح بارة

بعد أن تجرد الزواج من كنهه وماهيته في المجتمع، لا عجب في أن يصبح مجرد صفقة تجارية من ثلاثة أطراف، وأحيانا من طرفين فقط. وهذه المرة، لا أتحدث عن العريس، بل عن العروس ووالدها أو أمها والطامة إن اجتمعا معا… الشروق العربي، تبحث في ملف حساس، كتب على ظهره زواج بمرسوم إداري..

يروي أيمن، وهو إطار في شركة خاصة، تقدم لخطبة فتاة دلته عليها عمته، فهي ابنة جيرانها، ويشهد لها الجميع بالاستقامة.. لكن، كل هذا لم يمنع أيمن من أن يتفاجأ بطلبات عائلة هذه المستقيمة، بالإضافة إلى السؤال عن السكن والعمل. بدأ أخوها المتحذلق يسأل عن سيارته، ومواصفاتها، وكم اشتراها من “لاميزون”، على حد قوله، دون أن يتدخل أو يوقفه أحد… بعد هذا اللقاء الأول، تفاجأ مرة أخرى بوالد الخطيبة المحتملة في زيارة خاطفة إلى شركته، حيث راح يطرح على الحارس شتى الأسئلة، ليس عن أخلاقه أو تعاملاته، بل عن كشف راتبه، وكم يتقاضى شهريا، وهل لديه علاوات أو هدايا، وهل السيارة التي جاء بها ملكه أم ملك للشركة..

 هذا الموقف، حدث مع عبد المؤمن، الذي وصلت الوقاحة بأحد الآباء الطماعين أن طلب منه نسخة من سجله التجاري، كي يطمئن على مستقبل ابنته، زاعما أن هذا ليس طمعا بل للتأكد من صحة أقواله… فهل أصبحت العائلات محاكم أسرية تدرس ملفات الخطاب، وتحيل الذي لا يصلح إلى فضيلة المفتي.

بنات برتبة متحريات

من بين الظواهر التي بدأت في الانتشار، وهذا عبر الفايسبوك، سؤال الكثير من البنات عن الأجور التي يتقاضاها الأساتذة أو الموظفون في البنوك أو في الاستيراد والتصدير.. ‪وهناك من لا تغفل التفاصيل، وتبحث عن زوج مرسم وليس مستخلفا، وإلا “ما يشقاش”… ولم يعد همهن السؤال عن الأخلاق والاستقامة.. ولحسن الحظ، ليس هذا ديدن كل الفتيات، فهناك الكثير منهن من تبحث عن الستر والسعادة فقط. وطبعا، في المقابل، هناك الكثير من الرجال من يبحث عن المرأة العاملة، خاصة في سلك التعليم.. فبعد أن كانت تتباهى البنات بالبيلوت، أصبح الرجال يرددون: “خطبتني أستاذة وما قبلتش”.

الباحث في محرك جوجل يكشف عن أسئلة كثيرة تتبادر في أذهان بعض الناس، بين من يسأل عن أجر فلان في مجال ما، وبين من تسأل عن مداخيل تجارة ما، وهناك أسئلة كثيرة في المنتديات عمن لديه “معريفة” في مصلحة ما كي يكشف هل فلان لديه سجل تجاري أم لديه تأمين في العمل.. وأما عن عروض الزواج الصريحة التي تبحث صاحباتها عن زوج ثري يملك الشقة والسيارة، فقد أضحت ضربا من ضروب الروتين… الزواج لم يعد مودة ورحمة، بل ملفات تدرس وتختم بأختام الخديعة… هذا ما يسميه الخبراء “زواج صالونات مقنّعا”.

الليلة القبض على الحب

حين سألنا عينتنا عن هذا الموضوع، لم تكن الإجابات متضاربة، فالبنات ترى أنه من حقها أن تختار الزوج المرتاح ماديا، مثل مايا، التي تشجع البنات على تقصي حقيقة الخطّاب، ولو استدعى الأمر البحث في مستنداتهم الشخصية، “لقد تعرضنا للنصب من طرف شاب، زعم أنه إطار في شركة طيران، ويملك شقة.. وتبين في الأخير أنه عاطل عن العمل، ويسكن مع والديه”. وتضيف: “ليس عيبا أن يكون الرجل فقيرا، بل العيب أن يكون كاذبا”… أما رأي الشباب فواضح وضوح حلقات زحل في ليلة يناير، فهم يشتكون من الوضع الذي آلت إليه الكثير من العائلات التي تبيع بناتها في صفقات مشبوهة، وتدعي أنها تبحث عن مصلحتهن.. منهم أكرم، الذي خطب ثلاث مرات، وكل مرة يكتشف الجانب المظلم للعائلة، ومحيط الفتيات اللواتي لا صلة لهن أحيانا بطمع أوليائهن.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!