عائلات وشبان ينقلون مطابخهم للإفطار في جبال الأوراس

شهدت المنتجعات الطبيعية الواقعة على مشارف قرية كوندورسي في عز “الصيف” الربيعي، حضورا عائليا لافتا طيلة أيام شهر رمضان المبارك، بنصب موائد الإفطار في الهواء الطلق برغبة تبديل الأجواء والخروج من روتين البيوت والمطابخ المغلقة، بحسب ما أكده الدراجي لـ”الشروق”، وهو رب عائلة، أربعيني، اعتاد اصطحاب زوجته وأبنائه بسيارته وركنها جانبا، فيما أوضحت زوجته سميرة، 34 سنة، أنها تحضر في وقت مبكر مختلف الأطعمة قبل فترة العصر، ليتم التوجه قبل المغرب بساعة إلى الغابة الواقعة على مشارف طريق مرخا، لتناول الفطور في أجواء مختلفة، وتحضير القهوة فوق نار الكانون، مشيرة إلى أن الخروج يتم في العادة أيام العطلة الأسبوعية الخالية من ضغوط العمل بالنسبة لزوجها التاجر.
ودأبت نوادي تخييم وتسلق على غرار نادي سبيريت مونتن 05، أو روح الجبل بباتنة، تنظيم موائد إفطار خلال رمضان بكل من تيشاو وغابة السطوح وبمدرسة الفروسية الخاصة وبـسد تاغرسيت قرب يابوس في ولاية خنشلة، حيث يساهم المنخرطون وهم أزيد من 33 شابا وشابة بتكاليف الرحلة التي تدفع لصاحب الحافلة، فيما يجلب المشاركون أطعمة مختلفة ويحضرون بعضها، مع القيام بجولات بالأحصنة التي توفرها لهم المدرسة الخاصة مثلما وقع في خرجة الجمعة قبل الماضية.
وتقول الناشطة “ع. ف”، بأن الخرجات تشمل ممارسة رياضة المشي التي تتراوح ما بين 10 إلى 15 كلم، والتمتع بأجواء هادئة ملؤها السكينة في ديكور طبيعي يساعد على الاسترخاء ويوفر روحية عالية، بالنظر لما يتضمنه من قيمة تشارك الأطعمة بين المنخرطين، وتبادل الأفكار، واكتساب أصدقاء جدد وتقاسم النكات والإعداد لمشاريع أخرى.
وتتضمن الخرجات جلسات حوار يستعرض فيه كل مشارك ومشاركة تجربته في الحياة والمشاريع التي يحلم بتنفيذها سواء في إطار النادي أم في الدراسة والعمل.
ومع أن التجربة ذات طابع رياضي وسياحي واجتماعي، فإنها لا تخلو من أبعاد روحية مرتبطة بفضائل الشهر الكريم، إذ إن المساهمات المالية المتراوحة بين 700 و1200 دج، بحسب المسافة المقطوعة، في تحويلها كاملة أو في جزء منها، لشراء مواد غذائية وأطعمة، يتم تعبئتها في طرود خيرية لتقدم على شكل قفف رمضانية لعائلات محرومة، مثلما يوضحه نور الإسلام فراحتية للمشاركين، في استهلال كل خرجة نشرا للتحفيز والإيجابية.