الجزائر
بعد غلق الأبواب في وجه "دعاء"

عائلة تهدّد بالانتحار جماعيا لعجزها عن علاج ابنتها!

فاطمة عكوش
  • 1818
  • 7
ح.م
الطفلة دعاء

هدد السيد مسيلي من عين العلوي بالبويرة بالانتحار رفقة عائلته الصغيرة بسبب عدم تمكنه من توفير العلاج لابنته المكفوفة، والتي وجدت نفسها منذ 12 سنة حبيسة الجدران بالغرفة الوحيدة المظلمة لعائلتها الفقيرة.
وفي رسالة مؤثرة كتبها المعني كصرخة أخيرة، كون صرخاته الفارطة لم يسمع بها أحد ما عمق من معاناته، وللتخلص من شعوره بالذنب تجاه تقصيره في حق ابنته وتخفيف ما تعانيه من أوجاع، خاصة وأنه لم يعد يتحمل سماع صوت بكاء ابنته “دعاء” المصابة بالعمى وألمها الذي لا ينتهى، ونظرا لقلة حيلته في توفير العلاج لها، كونه لا يملك حلًا، بعد 12 سنة من المعاناة مع فلذة كبده.
يقول السيد مسيلي في رسالته، أن ابنته دعاء والتي لم تلتحق بعد بمقاعد الدراسة ولدت مغلقة العينين، وقد فتحتهما عندما بلغ عمرها شهرا، لكنها لا تستطيع أن ترى النور، مضيفا أنه منذ البداية قام بمتابعة حالتها بمستشفى مصطفى باشا، لكن الأطباء أخبروه أن عملية زرع القرنية للصغار غير ممكنة ونصحوه بأخذها إلى الخارج، وحينها قدم نداء عبر قناة الشروق، حيث ساعده أحد المحسنين والذي تكفل بنقلها إلى اسبانيا سنة 2015، لكن الطبيب الذي فحصها أخبرهم أن حالتها متأخرة، لأن عمرها حينها 8 سنوات، وقال لهم أنه من المفروض إجراء العملية عندما كان عمرها 5 سنوات، واتصل مؤخرا والدها بطبيب مختص بالزرع في تونس وطلب منهم إحضارها من اجل الفحص الأولي وطمأنهم بإمكانية نجاح العملية باعتبار أن الضوء يدخل إلى عين الطفلة دعاء، كما أنها تتابع أي إشعاع للضوء أينما كان.
وأضاف السيد مسيلي في رسالته أنه عمل المستحيل من أجل أن تلتحق ابنته “دعاء” بمركز المكفوفين ببرج منايل، لكن الإدارة رفضت استقبالها لأنها لا تتحدث، وحاول إدخالها إلى المركز البيداغوجي بعين بسام، لكنهم منعوها أيضا بحجة أن المركز لا يستقبل فئة المكفوفين، متسائلا أين ستذهب ابنتي؟ لم تستفد لا من تعليم ولا من تأهيل ولا من قرنية ما جعلها حبيسة الجدران بالغرفة الوحيدة المظلمة لعائلتها الفقيرة.
واتصل مجددا والد الفتاة بطبيب مختص في طب العيون بتونس وطلب منه إحضارها لإجراء الفحوصات الأولية، لكن راتبه الزهيد المقدر بـ16 ألف دج منعه من التنقل. كما اتصل الوالد عدة مرات بمصلحة التضامن الاجتماعي، لكن دون جدوى ما عدا وعود لا تسمن ولا تغني من جوع، ما جعله يفكر في التخلص من “دعاء” ومن عائلته لتنتهي معاناتهم جميعا من تعاسة وهم الحياة وهذا عن طريق الصعود جماعيا على جسر بالبويرة ورمي أنفسهم ليس “انتحارا” كما يسميه والد دعاء، لكنه “قتلا رحيما”، ويختم رسالته المؤثرة بعبارة “هذه صرختي الأخيرة، أناشدكم يا أهل الخير أينما كنتم في ربوع الوطن لمساعدتي لإنقاذ ابنتي للتكفل بها طبيا، نفسيا ودراسيا وتوفير الحفاظات لها”.
ولمن أراد المساعدة فما عليه إلا الاتصال بالسيد مسيلي على الرقم الآتي: 0777587728.

مقالات ذات صلة