-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خضعت للإحصاء مؤخرا ولم تستفد من أية إعانة

عائلة مصابة بالسل تقتات من مزابل بسكرة

الشروق أونلاين
  • 1576
  • 0
عائلة مصابة بالسل تقتات من مزابل بسكرة
من الأرشيف

على ضفة واد غير ذي زرع في الجهة الشمالية لمدينة بسكرة، شقيقتان تتألمان في صمت من سعال حاد متواصل وعائلة بأكملها تقطن تحت الصفيح منذ منتصف التسعينيات، وسط محيط بيئي عفن مليء بمخاطر الحيّات والأفاعي والعقارب والكلاب الضالة، وهو ما وقفت عنده “الشروق اليومي” حيث كان لنا حديث مع أفراد العائلة الذين لا يعرف أحدهم من بسكرة المدينة سوى الاسم.

  •  
  • ونحن نلج كوخ عائلة (ش. النوي) لفت انتباهنا طفل صغير يتنقل في ذلك الفضاء الضيق، إنه ابن النوي شاءت الأقدار أن يكابد الصعاب والمخاطر مثلما تكبدها والده وعمه رابح وعماته سعدية ومسعودة وأخرى تكبرهما سنا تتلقى العلاج في المستشفى رفقة أمها المصابة بداء السل، أما سعدية ومسعودة فتعانيان من مرض السعاد الحاد والمتواصل، خصوصا مسعودة التي وجدناها طريحة الفراش تسعل بدون توقف، لدرجة أنها بالكاد استدارت إلينا لما طلبنا منها ذلك بغرض تصويرها.
  • أما سعدية فتبدو أحسن حالا، وجدناها جالسة في كوخ صغير وبجانبها موقد تقليدي عليه طاجين فارغ سألناها عن وجبة الغذاء التي ستعدها فأجابت »كسرة«، وعلمنا أن طعام العائلة كسرة وماء فقط، ليؤكد لنا النوي أنهم لم يتناولوا وجبة بالخضار منذ 4 أيام مضت لأن مدخول العائلة من عائدات بيع الخردة والقصدير لا يكاد يكفي إلا لشراء الدقيق فقط، وقد فهمنا من كلام رب الدار أن الضائقة المالية هي الحائل دون نقل شقيقتيه المعاقتين نسبيا إلى المستشفى، ويضيف مصرحا، “نعم نملك كل الوثائق لنا بطاقات لكن لم نحظ بمساعدة اجتماعية، سواء من البلدية أو من مديرية النشاط الاجتماعي” هكذا قال النوي وواصل حديثه عن حياة هذه العائلة التي قادتها رحلة الحل والترحال إلى برج الترك لتستقر فيها، وحسبه، فإن والده المتوفي كان يمتهن حرفة الرعي لدى الموالين يتنقل وأفراد أسرته من منطقة إلى أخرى، وبتراجع هذه الحرفة مع تقدم سنّه استقر بعائلته قرب المزبلة العمومية في الجهة الشمالية لعروس الزيبان، وكانت هذه المزبلة مورد رزق للعائلة »كنا نقتات منها ونسترزق منها« يقول نبيل مضيفا أنه لما تم تغيير موقع المزبلة إلى مكان بعيد صار يتنقل إليها لجمع الخردة ونقلها على ظهر حمار، وهو الحيوان الوحيد الذي يستعين به في عمله منذ بداية الألفية الثالثة متحملا مسؤولية عائلة مريضة تعاني في صمت في ذلك المكان الموحش.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!