الجزائر
تعيش مع الجرذان منذ أكثر من سنة على طردها من مسكنها

عائلة من 5 أفراد تفترش خيمة بحي “لافيجي” بالرايس حميدو

راضية مرباح
  • 665
  • 1
ح.م

تعيش عائلة متكونة من 5 أفراد حالة من البؤس والشقاء بعدما اتخذت لها خيمة من القماش ملجأ تحتمي به من جبروت مجتمع دفعها إلى البحث عن أرضية لاحتوائها، وسقف بجدرانه أقل ما يقال عنه إنه بارد برودة القطب المتجمد خلال فصل الشتاء وحار حرارة الصحاري في فصل الصيف، متجرعة بذلك مختلف الأخطار والأمراض التي نخرت أجساد أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولودوا في كنف أب سقيم وأم لا حول ولا قوة لها إلا الاستنجاد ببعض الجيران للتخفيف عن معاناتهم.
عائلة “حواتي” التي أجبرتها الظروف على الاستنجاد بخيمة وتثبيتها بحي “لافيجي” الجناح الأزرق رقم 2 ببلدية الرايس حميدو بعدما ضاقت بها السبل في إيجاد مأوى لها بعد طردها من مسكنها العائلي الذي قضت به سنوات قبل أن تقابلها قرارات العدالة بالطرد، رفعها أخو المعني على الرغم من أن المسكن لا يملك لا رخصة البناء ولا ملفات تثبت الملكية على اعتبار أن أغلب القاطنين بالحي ينتظرون قرارات تسوية سكناتهم بحي قطنوه إبان الاستقلال وقبله بكثير، ما يؤكد أن الحي فوضوي ينتظر التسوية- حسب شهادة أمينة الزوجة التي وجدت نفسها تطرق كل الأبواب حتى يتم إنصافها ومنح مأوى لأبنائها، لاسيما بعد تعرض الوالد لوعكة صحية جعلته طريح الفراش.
وتقول أمينة الزوجة وأم لـ 3 أطفال، إن تنصيب الخيمة جاء كنتيجة حتمية لاحتماء العائلة بداخلها بعدما أغلقت كل الأبواب في وجهها منذ أكثر من عام، في ظروف معيشية أقل ما يقال عنها مزرية، وما زاد من قهر العائلة هو تعرض أبنائها لشتى الأمراض وعلى رأسها الربو والحساسية بسبب الرطوبة العالية والبرد القارس، لم تستطع كل الأفرشة مجابهة هبوط حرارة هذه الأيام، في حين تتقاسم الحشرات وحتى الجرذان المكان الذي لم يعد الجيران يتقبلون وجودهم فيه رغم كل ما تتخبط فيه العائلة من مشاكل وعلى رأسها ولوج مياه الأمطار بالداخل، معرضة حياتهم للخطر جراء تبلل خيوط الكهرباء التي بدورها يتم التزود بها من طرف أحد الجيران، أما عند هبوب الرياح فتتعرض الخيمة لأضرار كبيرة وتتطاير كل الأغراض من هنا وهناك، وكانت السيدة قد تحدثت عن مشكل دورة المياه التي تم تشييدها مؤخرا قرب الخيمة بعدما كانت فضلات العائلة تجرى داخل الأكياس البلاستيكية.
وأمام هذه الأوضاع المزرية تطلب العائلة من الوالي زوخ إنصافها والنظر إلى حالة أبنائها قبل أن ينخر البرد والأمراض أجسادهم الهزيلة مع التدقيق في المحاضر المرفوعة ضدها لطردها من مسكنها الفوضوي رغما عنها، لاسيما أن هذا الحي مصنف ضمن الأحياء التي لم تسو وضعية العديد من سكانه، ما يطرح علامة استفهام لديها.

مقالات ذات صلة