رياضة

عار.. الجزائر لم تجد مدربا

ياسين معلومي
  • 3146
  • 8

عندما تبتعد شهرا كاملا عن الكرة الجزائرية، لتتمتع بكرة عالمية يصنعها أحسن اللاعبين في العالم بفنياتهم العالمية وأدائهم الراقي، على وقع النكهة والفرجة التي صنعوها في الميادين الروسية، تحت أنظار الجماهير الذين صنعوا الحدث بدورهم في بلاد بوتين، سواء بطريقة تشجيعهم أو بالصور الجميلة التي كانت تصلنا من بلد نجح في احتضان كأس عالمية ووضع الشقيقة قطر أما تحد كبير بعد أربع سنوات، للرد على اللوبي الذي يحاول تجريدها من إقامة هذا العرس العالمي، حين يحدث ذلك هذا ندرك مدى سير كرتنا المسكينة بخطى ثابتة نحو الوراء، ونثبت أن الذين منحناهم الثقة في تسيير هيئاتنا الكروية قد خيبوا آمالنا، بل أرجعونا إلى سنوات كنا فيها لا نحلم حتى في التأهل إلى المونديال، والأكثر من هذا فقد عملوا كل ما في وسعهم لوأد الرجال الذين حققوا تأشيرة المونديال، بداية من اللاعبين والأطقم الفنية ورجال الخفاء، لنصبح أيتاما في وقت كنا نتسيد الكرة لسنوات.
بانتهاء كأس العالم التي غطت لشهر كامل عيوب كرتنا، عادت المشاكل إلى الساحة، والبداية بعدم تمكن الرئيس الحالي وطاقمه من جلب مدرب للإشراف على العارضة الفنية لـ “الخضر” خلفا لماجر، وهو الذي صرح أن مدربا كبيرا سيدرب المنتخب الوطني، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. في الحقيقة هناك هوة كبيرة لا يستطيع أي مسير كروي إيجاد حلول لها، فمن هو هذا المدرب المسكين الذي يقبل العمل مع مسيرين هواة، أقالوا مدربين منذ بداية عهدتهم. حالة غياب الاستقرار السائدة في الكرة الجزائرية تستوجب علينا الحديث وبصوت مرتفع “نحن نسير نحو الهاوية، فهل من منقذ؟”.. ولماذا المحيط الرياضي يلتزم الصمت.. وكأنه في انتظار كارثة كروية قد تعيدنا سنوات أخرى إلى الوراء.
عندما أصبح وحيد خاليلوزيتش يضع شروطا غريبة ليقبل تدريب الخضر، وعندما يرفض المدرب الفرنسي للمغرب رونار المجيء إلى الجزائر، وعندما يرفض آخرون الإشراف على عارضتنا الفنية علينا أن نطرح آلاف الأسئلة، فكيف كان هؤلاء وآخرون يجرون ويتنافسون للعمل في الجزائر، لكنهم اليوم أداروا لها ظهورهم، ألا يحق لنا أن نتساءل.. ما الذي يحدث في كرتنا؟ وماذا ننتظر لإيجاد حلول لكرة تسير نحو غرف وليس غرفة واحدة للإنعاش.
في مرات عديدة أصاب بالذهول، ومرات أخرى أقول في قرارة نفسي، لماذا لا نحب الخير لوطننا وكرتنا، ولماذا نمدح الفاشلين ونمجدهم، ونصنع لهم أسماء في الوسط الكروي، وفي آخر المطاف لا يهتمون إلا بأنفسهم على حساب المناصر الذي يحب ألوان بلده، ألا يحق للجزائر أن يكون لها منتخبا كبيرا يمثلنا في المحافل الدولية؟ وماذا ينتظر صناع القرار لفتح تحقيقات معمقة بغية معرفة أسباب الكوارث الكروية، وللذين يعيشون من أموال الاتحادية والتي هي في الحقيقة أموال الشعب.. يبيتون في أفخم الفنادق ويختارون من يناسبهم حتى على حساب الكفاءة.
أصبحت غير قادر على تقبل ما يحدث في الكرة الجزائرية، فبعد مشاركتين متتاليتين في كأس العالم نصل إلى الحضيض، والأكثر من هذا لم نجد من يدربنا.. لماذا لا نذكر الرجال الذين عملوا على تطوير كرتنا بخير، وتوجوا بكأس إفريقيا، وأهلونا إلى كاس العالم.. الكرة الجزائرية في الحضيض.. رجائي وأملي إعادتها إلى القمة.. لكن ليس مع هؤلاء.

مقالات ذات صلة