-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عاشوراء الشهداء

عمار يزلي
  • 537
  • 0
عاشوراء الشهداء

من جديد يغدر المطبِّعون ومعهم الصهاينة بالمقاومة ورموزها وزعمائها في غزة من المقاومة وبالذات من الجهاد الإسلامي. عدوان الكيان الإسرائيلي موقع بالاشتراك مع قائمة المهرولين الخائفين من بطش إيران والجهاد الإسلامي أكثر ما يخافون من بطش الصهاينة واليهود على مر تاريخ فلسطين المهدورة الدم في كل وقت وكل حين.

عدوان هذا المرة جاء بعنوان خاص “الجهاد الإسلامي” وقادته الميدانيين في غزة وهذا في ضوء التهديدات الإسرائيلية لإيران، وكأنها تريد أن تفصل المقاومة عن أذرعها وتُخضع قلب المقاومة النابض للتصنيف السياسي والعقائدي والأيديولوجي للحركة الإسلامية والمقاومة الإسلامية والوطنية في غزة والضفة. الجهاد المحسوبة على ميولها الإيرانية، تريد دولة الكيان الصهيوني أن تقدِّم جرائمها ضد قادته في غزة على أنها ضربة موجهة لإيران، وهذا من أجل شق الصف العربي والاسلامي المشقوق أصلا والمتصدع بالأصل وهذا قبل القمة العربية المقبلة في الجزائر التي تعمل قبل ذلك على جمع شتات المقاومة وشتات العرب والمسلمين حول القضية وحول الوحدة الاستراتيجية أمام كل التحديات المقبلة.

العمل الإرهابي، إرهاب الدويلة المصطنعة، هو تنفيس عن الذات الداخلية المنهكة المنكسرة، أمام حكومات مهزوزة الثقل، منهكة الأحمال والأوزار، لا تقوى على الصمود أمام أي تطور ميداني في غزة في حال دخول الفصائل الأخرى ميدان المعركة، معركة الثأر والرد على العدوان بعد التصفيات الهمجية لقيادات في المقاومة والجهاد بشكل خاص.

الوضع غير الطبيعي الذي تشهده دولة الكيان سياسيا والهزات المتتالية التي تعصف بكل حكومة وكل رئيس حكومة لا تتمتع بغالبية لا عظمى ولا كبيرة، غالبية بسيطة تُحسب على نصف أصابع اليد الواحد، حكومات وبرلمان معلق من جناح واحد بريشة واحدة لطير ميت، هذا الوضع هو ما جعل حكومة الكيان تقوم بهذا الاستفزاز الاستعراضي قبل الانتخابات المقبلة التي يراهن الليكود، على العودة من جديد إلى الحكومة ممثلا في رُبَّانه ومجرمه الأعظم السيء الذكر نتن ياهو، معركة يريدها الكابنت الإسرائيلي سريعة لا تكلفه كثيرا ولا طويلا عناء حرب لو اندلعت لهدمت صوامع وبِيَع وهدمت اقتصاديات هذا الكيان في أقل من شهر. هذه العقيدة التي تتبناها الدولة العبرية منذ حرب الأيام الستة، تريدها أن تسود وتبقى عقيدة راسخة في أيِّ حرب ضد الشعب الفلسطيني والعربي في المنطقة، لأن أي إطالة لأمد الحرب يعني انهيار دولة الكيان بالكامل في أسرع ما يمكن تصوره، على اعتبار أنها دولة عسكرية قائمة على الاحتياط وكل مدني إسرائيلي هو عسكريٌّ احتياطي وإذا طالت الحرب واستدعي الاحتياط، فالاقتصاد سينهار في أسرع وقت وسط التجاذبات والتناحر السياسي بين الإخوة الأعداء، فالظاهر يبديهم موحدين على دم الفلسطيني والعربي ولكن حين يمس أمنهم وسلامتهم وحياتهم ومعيشتهم، فلا مكان لهم غير الهجرة ولا شيء غير ذلك، وأحسن قولا من الله فيهم:.. بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى..

هم يعرفون ذلك ويطبقونه، ويقومون بالاغتيالات الرمزية أمام المنتخِبين كيافطات وعرائض وإعلانات وإشهار انتخابي أكثر ما يؤمنون بأن الاغتيالات تقضي على المقاومة. على العكس، هم يعرفون أن ذلك يؤجج المقاومة ويصعِّدها، لهذا تراهم يسارعون إلى التهدئة فور انتهاء بنك أهدافهم كما يقولون، ويسعون إلى البحث عن وساطات عربية ودولية تُخرجهم من الورطة التي أوقعوا فيها أنفسهم، لأنهم يدركون أن هناك دولة عظمى ترعاهم وتقدِّم لهم مظلة الأمان والتبرير بأن اغتيال القيادات الفلسطينية هو “دفاع عن النفس”، وأن هناك عربا مطبِّعين يلومون الشاة على أكلها من طرف الذئب، ويقفون مع الجلاد ضد المجلود بدعوى أنه هو من تسبّب في جلده بنفسه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!