-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عاش الملك ولو ميتا!

عمار يزلي
  • 4464
  • 10
عاش الملك ولو ميتا!

لم يأخذني العجب من مستوى الخطاب “الشياشي” عند بعض “الكائنات الحزبية المجهرية” التي تجهر بالسوء ظانة أنها تقدم صكوك الولاء والطاعة العمياء، بقدر ما هالني مستوى التمادي في التزلف الذي لم نعرف له مثيلا حتى أيام الحزب الواحد: سنرشح وننتخب بوتفليقة حيا أو ميتا! هذا ليس خطابا حتى يقال عنه سياسيا! هذه خبطة خابط أدار وجهه للحائط، ليرش الماء المالح في وجه الشعب السامط.

نمت لأجد نفسي خطيبا مثقفا من الدرجة العليا نحو الأسفل! تعلمت الرقاعة وحفظت أسلوب “الطهطاوي رفاعة” وتحذلقت في أبجديات التزلف وطلب الشفاعة، ولو بتقبل كل أشكال الركل والبصق والصفاعة، أمشي في الأسواق المحروسة اللماعة، المضاءة القاعات والكراسي الخداعة، التي تعاني تحت وطأة المؤخرات المتكرشة الشبعانة، وما فوقها ينطق كفرا باسم الشعب المتخذ كشماعة، لا أسمع فيها شعبا، أحمل ميكروفونا بدون سماعة، أخطب خابطا قاعدا، وأصفق لنفسي قائما صاعدا: أيها الناس، هذا الرئيس الذي هو اليوم على رؤوسكم تاج العروس، وغار وغصن زيتون وبرنوس، يعدكم أنه إذا ترأس وعاش، بنى لكم الجنة حتى سن المعاش، وتحل لكم الشفاعة يوم القيامة إذا طاش ما طاش! انتخبوه رئيسا مدى الوفاة، ينتخبكم الله شعبا مختارا ما بقي فيكم ميت على قيد الحياة، وإن مات.. ولن يموت! (وسيدي محمد ما يموتشي!)، سيبقى رئيسا على مر الدهور، ولن ندخل انتخابات رئاسية بعدها على مر العصور! أرحموا من في الأرض “يحرمكم” من في السماء، وأقبلوا ترشحه وانتخبوه لوجه الله ولعيون البلد العوراء ولوجوهنا نحن (العمياء)! نحن من سنبكي وأنتم أنتم أيضا ستبكون على من بكينا إن أنتم فرطتم في دنياكم وطلبتم الآخرة! اتقوا الله وأطيعوني، نخرج لكم رئيسا ثابتا، لا متحولا من الصندوق ـ التابوت! و”طوبوا” إلى الرئيس جميعا وكونوا من “الطوابين” طوب الله ثراكم. أما أنتم يا من تزايدون على صحة الرئيس، وتنعتونه بالحكم الراشد البئيس، فحق دين محمد، وهذا وجهي التعيس، لو أننا أمسكنا بالسلطة للعهدة الباقية الدائمة، لنعملن فيكم “التير”، ولنترك الشعر من شواربكم ولحاكم يطير، ولأمسخن يمات يماكم، ولأكرفسن حياتكم وحياة فراخكم. لأبهدلن جد والديكم، ولأمرمدن الراصة نتاع جدودكم، ولأعصرن الليم في أعينكم، حتى ليلتقي أخ أخاه فيقول له: أهرب يا قدور، فقد هلك قويدر! لأستلن ألسنتكم الناطقة بالسوء، ولأفرضن عليكم اقتصاد “الشوق”، ولأورينكم الزنباع وين ينباع. وهذا ما ينفع والسلام، وصفقوا بالسيف على يمات يماكم.

وأفيق وأنا أصفق!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • سايب شريفة

    هي احلام اليقضة التي يعيش الممسوس بجن
    نعيشها كانها حقيقة و نفيق منها برعب و حيرة"اسم الله الرحمن الرحيم ثلاث مرات" اواقع رايت ام كابوس?
    هل هو رئيسنا ام اصبحنا وثنيين نعبد صنما اسمه هبل عزيز لا يموت و لا يفنى و نعطي له الولاء و الطاعة في كل عهدة ليقربنا من الله زلفى و الحمد له اذ جائنا ب20حزبا متحدا ليعلمنا اسس التعبد لهذا الصنم و يذكرنا في كل ثانية اننا لولاه لعشنا حرب الباسوس الثانية
    شكرا ايها الاستاذ على هذه الترانيم لعلها تطرد الجني الذي يسكننا

  • hakim /ouenza

    مقال فوق الجيد .

  • نبيل

    لقد حاولت أن أنام مثلك لكي أرى أفلام مثل أفلامك، هادفة ولاذعة، لكن الأرق والقلق وكثرة العرق تمنعني من النوم، فأبقى مستيقضا لأرى وأتخيل وأتقمص ماتكتبه أنت في نومك.

  • محمد

    مقال رائع. الجد بقالب الهزل وما ادراك ما الهزال الذي نعيشه.
    تحياتي لك يا ايها الصحفي الفنان.

  • adil tlemcen

    الله يحفظ على هذا المقال
    وهذي هي الحقيقة و مشي حلم

  • ام البناات15

    السلام عليكم
    ....................
    ربي يهدي واش خلق
    ...................
    ربي يحط الرحمة
    ...................
    ربي يؤلف مابين القلوب
    ..................
    اللهم اظهر الحق الحق الحق وازهق البااااااطل.

    .................
    ........واستيقظت من نومي ووجدت نفسي ادعي لهذا الشعب الجزائري بالرحمة والرحمة .......

    ...............
    شكرالك اخي يزلي على احلامك الصريحة.

  • مراد

    عـــاش ....المرحـــــــــوم ......!....؟

  • منصوري ع

    أصارحك القول ياأستاذـ كما تعلم ـ ان اللغة العربية من خصائصها التعبير عن ادق المشاعر والاحاسيس وأضيق منافذ النفس البشرية ولكن مع هؤلاء عجزت .
    هم احرار حتى وان يرموا انفسهم في المزابل ومداخل ومخارج الكوانيف . ولكن لن أرضى ان يتكلموا باسم هذا الشعب الكريم الوديع.
    تعسا لهؤلاء بلطجية السياسة .
    ياعمار خذ لك سركا لانك عمار وعمره بهؤلاء فالنجاح مضمون ماديا وستحل ازمة البطالة . معذرة ياأستاذنا .

  • brahim

    السلام عليكم
    اعتقد أن الموضوع كابوس حقيقي وليس مجرد حلم !!

  • عبد الحكيم س

    مقال جيد يعبر عن واقعنا التعيس الهرم واتمنى الالتقاء بك ذات يوم لاحادث واتعلم منك شكرا استاذ 0557248773