الشروق العربي
من "ربي مايحبش الخسارة" إلى "ما كتبتش"

عبارات يتداولها الجزائريون لا تجوز شرعا

فاروق كداش
  • 29540
  • 17
بريشة: فاتح بارة

من أقرب اللهجات للغة العربية لهجتنا الجزائرية الجميلة بجملها ونطقها لكن أحيانا نقع في أخطاء لغوية وعقائدية من دون قصد قد تجعل من كلامنا الجميع إلحادا وكفرا … الشروق العربي جمعت لكم أكثر العبارات الفاسدة التي لا يجوز تداولها من قواميس اللغة وفتاوي الأئمة.

من الكلمات التي تثير الجدل والتي يتداولها سكانُ الغرب الجزائري  كلمة”هَوَّدْ” بمعنى: نَزَل، و يرى بعض الشيوخ أنَّ معناها مشتق من التهويد، أي: التحوّل إلى دين اليهود، ويرى البعض أنها اشتقت من هوى، أي: سقط من العلوِّ إلى الأسفل ، ثمّ أضيفت إلى معنى الهبوط والنُّزول السريع، وبعدها استقرَّ معناها الأخير في النُّزول العادي.

كما يتداول الجزائريون عامة لفظة ناموس للتعبير عن البعوض بينما المراد بالناموس لغة  هو صاحب سِرُّ الإنسان، وفي الحديث الناموس الأكبر هو جبريل عليه السلام؛ لأنه صاحب سرِّ المَلِكِ سبحانه، فخصَّه اللهُ تعالى بالوحي والغيب اللَّذَين لا يطَّلع عليهما غيرُه. يرى بعض اللغويين أن كُلُّ شيء سترتَ به شيئًا فهو ناموس ولعلَّ إطلاق تسمية الناموس على البعوض عند الجزائريين لسهولة اختفائه وابتعاده.

 كلمات مشرقية يرددها الجزائريون

 من الجمل والعبارات التي أتتنا من المشرق  ويتداولها الكثيرون خطأ عبارة “حد الله بيني وبينك “وهي توهم القطيعة و “يا ساتر” وهي تعني الحاجز والفاصل واللفظ الصحيح “يا ستير” و”حرام عليك” لأنك بقولها قد تحرم شيئا أحله الله…  ومن عبارات التهئنة في الزواج  عبارة “بالرفاه والبنين” وهي من عبارات الجاهلية لأنهم كانوا يحبون البينين دون البنات… “لا سمح الله” عبارة أخرى لا تجوز شرعا لأنها توهم أن أحد يجبر الله على شيء والله لا مكروه له.

لوجه ربي…اقرأوا ما يلي

“لوجه ربي” من الجمل التي نقولها كثيرا في حديثنا عند الإستعطاف وطلب الحاجة وهي حسب الشيخ ابن العثيمين لا محل لها في الشرع “وجه الله أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئاً من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله – عز وجل – كالوسيلة التي يتوصل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك ، فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال “.

اما عبارة “جاب لي ربي” فهي مأخوذة من عبارات المتصوفة الذين يعتقودن أن من مصادر التلقي: الإلهام من عند الله مباشرة ويقولون بهتانا حدثتي قلبي عن ربي.

القضاء والقدر عند الجزائريين

“ما كتبتش” كلمتين تجود بها ألستنا في كل نوازلنا نقولها عندما لا يتحقق منانا وتخيب أمالنا، هي أيضا لا تجوز لفظا وتفكيرا وفيها مساس بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر وعلينا إذن تركها والإعتقاد الجازم بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة، وليس فيه شيئ غير مكتوب.

 عبارة أخرى فيها من المحظورات الشيئ الكثيرا بدء من الإعتراض على قضاء اللله وقدره وتزكية النفس والرياء  وهي عبارة ” لو كان اعطى ربي مانيش هنا ومانيش هكذا”  أما في قول”علاش ياربي آنا واش درت” وغيرها  فهو جهل صارخ بحقيقة الإبتلاء وضرورة الصبر على المحن.

من العبارات الفصحى التي يكتبها الجميع في المقالات والتعزيات عبارة  انتقل إلى مثواه الأخير والتي نقولها دون الإعتقاد بمعناه الإلحادي لأن القبر ليس هو مثوى الميت الأخير فبعد يوم الحساب ينقل إلى الجنة أو النار.

كلمات على جرف هار

كثيرا ما نردد عبارة “ربي ما يحبش الخسارة” عندما تلم بنا مصيبة ونخرج منها سالمين أو بأضرار خفيفةوالمفهوم من هذا الكلام أنه لو وقع لنا مكروه لأحب الله لنا الخسارة وهذا اتهام لا يجوز ووصف الخالق بالظلم.

أما قمة الغيرة والحسد فتتجسد في عبارة “ربي يعطي اللحم اللي ماعندوش السنين” وتعني ضمنيا أن الله يعطي ويرزق من لا يستحق النعمة ويمنع من يستحقها وهذا ينافي كماله وحكمته فعلينا أن لا ننسى  قوله تعالى: “”قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير”.

وهناك عبارة آخرى تقال عندما يشيد أحدهم بأخلاق أحدهم بقوله “فلان مليح” فيرد المشكك في أخلاق هذا الفلان بعبارة “المليح ربي” وهو وصف لا يليق باللله وليس من أسماء الله الحسنى.

عبارات وعبرات

من أقبح العبارات وأشنعها ما يقوله البعض من الجهلة حين ينعتون قوما متعنتين جبارين “اللي خلقهم حار فيها” واصفين الذات الإلهية بالحيرة والإضطراب وهذا ما لا يجوز، قال تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا”فاطر44.

وليدي شاطر” رغم أن هذه العبارة تعني الذكاء والفطنة عند الجزائريين إلا أنها في اللغة تغني قاطع الطريق والخبيث والفاجر.

الأمثلة لا تعد ولا تحصى في الدارجة الجزائرية والتي تردد دونما سوء نية مثل “اللله يخليك” وهي تدل على الدعاء بطول العمر والذي كرهه الأئمة،  وكان الإمام أحمد إذا دعا له أحدهم بطول العمر يقول” هذا أمر قد فرغ منه وكذلك أقوال مثل “ربي علبالو” التي تنسب البال لله وهذا أمر غير ثابت أو ” حنا درنا اللي علينا والباقي على الله” وفي هذا نسب بقية العمل لله بينما الأمر كله لله أوله وآخره.

العبارات كثيرة والأقوال عديدة لذا علينا أن نحذر من استعمالهاخاصة بعد علمنا بمعناها ورغم أننا لا نقولها عن قصد فلا بد من مراعاة أنها لا تجوز شرعا وفيها شبهة

مقالات ذات صلة