عبد الحق مواقي.. الطبيب الذي سحرته الكتابة الإبداعية والتاريخية

يعد الدكتور عبد الحق مواقي من الأقلام البارزة في الأوراس والزيبان، بالنظر إلى تعدد اهتماماته ومشاغله، فعلاوة على أن درس الطب ويسعى إلى أداء عمله بإتقان في هذا الجانب، فإنه مهتم أكثر بعوالم الكتابة سواء التاريخية أو الإبداعية، بدليل إصداره لعدة دواوين، ناهيك عن تأليفه لعدة كتب تغوص في تاريخ الحركة الإصلاحية في الجزائر، وهي الإصدارات التي سجلت حضورها في المعرض الوطني للكتاب المتواصل في قاعة أسحار بباتنة.

أطل الكاتب عبد الحق مواقي على الطبعة الرابعة من المعرض الوطني للكتاب بباتنة، بأعمال جديدة، حيث قدم كتابين، الأول وهو ديوان بعنوان “ما سنه الخازوق لي”، والثاني كتاب حول “سير وتراجم أعلام منطقة طولقة”، حيث كانت الفرصة مواتية للتفاعل مع جمهور القراء والمهتمين، كما تطرق لمساره المزيج بين الطب والكتابة، مشيرا إلى بداياته مع الشعر والأدب، والتي كانت باكورتها ديوان “أقبية الروح”. وبخصوص ديوانه الجديد “ما سنه الخازوق لي” فقد أشار الدكتور عبد الحق مواقي بأنه يعد الإصدار الخامس له في مسيرته مع الكتابة، حيث يحكي فيه ظروف وأحاسيس ومعاناة في فترات معينة، ولا يختلف كثيرا حسب قوله عن ديوان “أقبية الروح”، أما عن سبب اختياره لعنوان “ما سنه الخازوق لي” فقال إن له صلة بنفسه، بحكم أنه أصابته صدمة نفسية غيرت مجرى حياته حسب قوله. من جانب آخر، تطرق الدكتور المبدع عبد الحق مواقي إلى كتابه حول “سير وتراجم أعلام منطقة طولقة”، حيث قال في هذا الجانب: “مدينة طولقة موغلة في التاريخ منذ القدم، وقد اجتهدت أن أوثق لها هذا الكتاب باعتباره الجزء الرابع من سلسلة كنت قد بدأتها بعنوان طولقة الطريق الكامل”.

ويعد الكاتب المبدع عبد الحق مواقي متعدد الميول والمواهب والاهتمامات، فهو طبيب وشاعر وكاتب صحفي، حيث تعامل مع العديد من الجرائد الوطنية والمحلية منذ مطلع التسعينيات، كما عمل رئيس تحرير أول مجلة طبية بباتنة info batna médicale  التي صدرت منها خمسة أعداد، وعمل أيضا معدا ومقدما لبرنامج مع الطبيب في إذاعة بسكرة مع الأستاذ خليفة بن قارة. وقد نال الدكتور عبد الموافق (54 سنة) البكالوريا عام 1987، والتحق بمعهد الطب بباتنة، وبعد انتهائه من الدراسة في الطب التحق بمعهد العلوم السياسية بجامعة باتنة قبل أن يتوقف عن هذا المسار لطارئ صحي. ويصر عبد الحق مواقي على أن يكون متعدد الاهتمامات، من خلال الوفاء لمهنة الطب، مع عدم التفريط في الكتابة الإبداعية والتاريخية، وهو الذي أصدر عدة دواوين شعرية، ناهيك عن اهتمامه بتسليط الضوء عن جوانب خفية من تاريخ الحركة الإصلاحية في الجزائر، والتركيز أكثر على إضاءاتها في منطقة الزيبان، معتبرا أن تاريخ الحرة الإصلاحية في حاجة إلى مراجعة وقراءة جادة، بالنظر إلى مساهمتها في تماسك المجتمع الجزائري طيلة 132 سنة من تواجد الاستدمار الفرنسي، في الوقت الذي كانت الكتابة الطبية ضمن اهتماماته أيضا، بدليل إصداره كتاب بالفرنسية وآخر حول الربو عند الطفل، إضافة إلى كتاب بعنوان ألف سؤال وألف جواب حول الطب.