الجزائر
استشهد وهو فقير

عبد الرحمن لحضير.. الشهيد الذي شارك في تحرير الوطن بـ”إبرة”

الشروق
  • 4903
  • 7
ح.م
عبد الرحمن لحضير

تعد الثورة الجزائرية من أكبر الثورات التي قامت بها شعوب العالم الثالث ضد بطش ووحشية مستعمريها، حيث تمكن المجاهدون الذين تسلحوا بالإيمان من إجبار رابع أكبر الجيوش في العالم آنذاك على الجلوس إلى طاولة الحوار والتوقيع على وثيقة استقلال الجزائر.
وقد شارك الشعب الجزائري، كل على طريقته في الثورة التحريرية، فمنهم من التحق بصفوف الجيش في الجبال حاملا السلاح ومنهم من يزود المجاهدين بالمعلومات والمأكل والمشرب ومنهم من فدى بحياته من أجل استقلال الجزائري ومن حارب المستعمر بقلمه وبصوته وبشعره وبعلمه.. ومنهم أيضا من شارك في الثورة التحريرية بأبسط الوسائل على غرار الشهيد عبد الرحمن لحضير، الذي شارك في تحرير الوطن بإبرته، حتى إنه أطلق عليه لقب “خياط المجاهدين”.
وقد ولد الشهيد عبد الرحمن لحضير سنة 1907 بإغرام بحوض الصومام في بجاية، مارس مهنة الخياطة منذ صغره من أجل إعانة عائلته، وبعد اندلاع الثورة التحق عبد الرحمن بصفوف الثورة، وكان خياطا للمجاهدين قبل سقوطه بميدان الشرف شهيدا.
ولم يحمل الشهيد عبد الرحمن لحضير، السلاح، إنما شارك في حرب التحرير بإبرة، حيث كان الشهيد يزود المجاهدين باللباس والأغطية بمنطقة إفري أوزلاڨن، وقد ألقى المستعمر الفرنسي القبض على خياط المجاهدين في العديد من المرات بتهمة تمويل المجاهدين والتستر عليهم، وقد واصل عبد الرحمن لحضير كفاحه من أجل استقلال الوطن إلى غاية سقوطه بميدان الشرف سنة 1957، عن عمر ناهز 50 عاما، حيث تم إعدامه بطلقة نارية في الرأس بعدما رفض البوح بمكان وجود المجاهدين، حيث فضل عبد الرحمن- بشهادة أحد أفراد عائلته- الاستشهاد في سبيل الوطن بدل أن يكون خائنا لإخوانه المجاهدين وللوطن.
وتقول بعض الشهادات إن زوجة الشهيد عبد الرحمن، قد نزعت حذاء زوجها، الذي كان قد اشتراه قبل يومين من استشهاده، لكنه لم يسدد ثمنه، حيث أعادته الزوجة إلى صاحبه، حيث عاش عبد الرحمن فقيرا وجاهد إلى أن استشهد وهو فقير.
ولا يزال قبر الشهيد عبد الرحمن لحضير مجهولا إلى غاية اليوم مثله مثل الآلاف من الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر.

مقالات ذات صلة