.. عجلات الموت!

تشهد العجلات المطاطية الخاصة بمختلف أنواع المركبات ارتفاعا فاحشا في الأسعار، تجاوز 50 بالمائة بالنسبة للمستوردة وحتى المحلية، وهو ما زاد من إهمال تغيير الإطارات لدى أغلب مستعملي الطريق، بسبب انهيار القدرة الشرائية، وتسبب الأمر في تسجيل حوادث مرور خطيرة، جعلت الخبراء ومصالح الأمن يباشرون حملات تحسيسية واسعة لتوعية المواطنين بأهمية العجلات في الحفاظ على سلامة السيارة والركاب، وتوعّد المخالفين بغرامات مالية وسحب رخصة السياقة.

جزائريون يجازفون بحياتهم على الطرقات بداعي الأسعار
غياب ثقافة تغيير الإطارات وارتفاع ثمنها بـ50 بالمئة

وللاطلاع أكثر حول واقع تسويق العجلات، قامت “الشروق” اليومي بجولة استطلاعية لأكبر سلسلة من المحلات المتخصصة في بيع العجلات ببرج الكيفان في العاصمة، أين وقفت على صدمة المواطنين من ارتفاع الأسعار التي تجاوزت 50 بالمائة بالنسبة للعجلات المستوردة، حيث ارتفع ثمن العجلات الصينية من دج 6000 دج إلى 10 آلاف دينار، والأوروبية من 8000 دج إلى 14000 دج وحتى العجلات الجزائرية التي كانت ملاذ متوسطي الدخل، ارتفع سعرها من 5000 دج إلى 9000 دج، مع تأكيد التجار أن الأسعار سترتفع أكثر، وهو ما تسبب حسبهم في تراجع كبير لإقبال الجزائريين على شراء العجلات الجديدة وتفضيلهم تركيب العجلات المستعملة، رغم ما تشكله من خطورة على سير المركبات.

العجلات وراء أغلب حوادث المرور في فصل الشتاء
وفي هذا الإطار، أكد الخبير في السلامة المرورية، محمد كواش، أن نهاية صلاحية العجلات تتسبب يوميا في كوارث ومجازر على الطرقات، خاصة في فصل الشتاء، حيث يفقد السائق القدرة على التحكم في المركبة عند الكبح أو المناورة جراء عدم مقاومة العجلات المتهرئة للمياه التي تسببها الأمطار خاصة في المنحدرات والمنعرجات وتكوّن الجليد، وهو ما يؤدي إلى انحراف المركبة وتسببها في حوادث مرور خطيرة.
وأوضح محدثنا أن للعجلات أهمية كبيرة في الحفاظ على توازن المركبة ونظام الكبح والتوقف والتحكم فيها أثناء المناورات والمنعرجات، وإهمالها يسبب فقدان السائق القدرة على التحكم في المركبة وتعريض حياته وحياة الركاب للخطر.
واعترف محدثنا بغياب كلي لثقافة تغيير إطارات العجلات منتهية الصلاحية عند أغلب مستعملي الطريق، والذين يجهلون أنواع وأشكال العجلات التي تختلف حسب نوعية الطرقات وطبيعة الفصول، مؤكدا أن ارتفاع أسعار العجلات مؤخرا، في الأسواق وإلى مستويات قياسية جعل الكثير من أصحاب المركبات يهملون تغيير الإطارات القديمة، والبعض الآخر يلجأ لشراء العجلات المستعملة، وهذا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
ومن جهتها، حذرت القيادة العامة للدرك الوطني أصحاب المركبات من إهمال صلاحية إطارات العجلات، والتي تعرض صاحبها لعقوبات مالية وسحب فوري لرخصة السياقة، حيث أكدت على صفحتها الرسمية على الفايسبوك “طريقي” أن السير بعجلات مطاطية ملساء يعتبر مخالفة مرورية طبقا للمادة 109 فقرة 2 من المرسوم 04-381 المعدّل والمتمم، ومعاقب عليها، وفق المادة 66/د-11 من القانون 01-14 المعدّل والمتمم، بالسحب الفوري لرخصة السياقة مع غرامة جزافية مقدّرة بــ4000 دج كحد أدنى.
وأكدت ذات المصالح “أنه يكفي إذا كان أحد شواهد التآكل أقل من 1.6 ملم للحكم على الإطار أنه أملس. لأن الإطارات البالية والملساء تزيد من مسافة التوقف ولا تؤدي دورها بالشكل المناسب عندما يصبح الطريق زلجا أو مبلّلا”.