عدوى صامتة لـ”أوميكرون” في المستشفيات

دقّت النقابة الوطني لعمال شبه الطبي ناقوس الخطر بخصوص انتشار فيروس أوميكرون في المستشفيات، والذي اعتبرته الأخطر من أي وقت مضى، حيث يعاني أغلب الممرضين من الفيروس، وهم في الخط الأول للتكفل بالمرضى، وسط غياب تام لوسائل الوقاية، حسبما أكده للشروق الاثنين رئيس النقابة غاشي الوناس، الذي قال إن الوضع لا يبشر بخير في المستشفيات، التي تسجل حاليا ذروة انتشار الوباء وسط شبه الطبيين، الذين دخل عدد كبير منهم في عطلة مرضية والبعض الآخر يعمل وهو مريض بسبب العجز الكبير في الإطارات الطبية.

غاشي لوناس: ممرضون يعملون وهم مصابون بالفيروس

وانتقد محدثنا بشدة غياب وسائل الوقاية من الفيروس في المستشفيات، ما جعل الممرضين يقابلون الوباء بمآزرهم البيضاء وما يشترونه من معقمات وكمامات، وسط انعدام العتاد الطبي المخصص للحماية من الفيروس، وهذا ما تسبب حسبه في انتشار العدوى وسط شبه الطبيين التي تجاوزت بكثير ما تم تسجيله في الموجة الثالثة، بسبب خصوصية متحور أوميكرون سريع الانتشار، والأخطر حسب غاشي الوناس أن الكثير من المصابين بالوباء وسط الممرضين لا تظهر عليهم أي أعراض، وهذا ما يجعلهم بؤرة لانتشار الوباء وسط غياب التحاليل المجانية للكشف عن الفيروس في مؤسسات الصحة العمومية ما يصعب من عملية التشخيص.
وأكد مصدرنا أن وزارة الصحة أصدرت قرارا يحرم شبه الطبيين من منحة كورونا في حال دخلوا في عطلة مرضية، وحتى التعويضات المالية للضمان الاجتماعي تدخل بعد أشهر طويلة من العطلة المرضية، “وهذا ما جعل عددا كبيرا من المصابين بالفيروس من عمال شبه الطبي يعملون وهو مرضى بسبب حاجتهم الكبيرة للأجر الشهري والمنح التي يتقاضونها جراء تراجع القدرة الشرائية، ما يساهم في انتشار صامت للوباء في المستشفيات، والذي يدفع ثمنه المرضى والممرضون والأطباء على حد سواء، بسبب التعنت في حرمان العمال من التعويضات الطبية والمنح في حال الإصابة بالفيروس”.
ولم يستبعد رئيس النقابة الوطني لعمال شبه الطبي العودة مجددا للإضراب بسبب عدم تلبية المطالب المرفوعة في الإضرابات السابقة، ورغم حساسية الوضع الصحي وما تشهده المستشفيات من ضغط كبير في مواجهة الجائحة، أكد غاشي الوناس أنه لا يمكن مواصلة العمل في ظل هذه الظروف المهنية الصعبة التي تعرقل شبه الطبيين من قيامهم بالواجب على أتم وجه، “ولم تحترم السلطات الصحية تضحياتهم وما يعانونه في مواجهة الوباء وإنقاذ المرضى بحرمانهم من أبسط الحقوق في توفير وسائل الوقاية وصب المنح والتعويضات في وقتها المناسب، وهذا ما يجعلنا نفكر في استئناف الإضراب من جديد”.