عصابة تسلب مقاولا 700 مليون لأجل الحرقة بوهران

أصدرت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران نهاية الأسبوع الفارط، حكما بالحبس النافذ لمدة 3 سنوات و50 مليون سنتيم غرامة مالية نافذة في حق أحد المتهمين بجناية السرقة بالتعدد، التسلق واستعمال مركبة، التي راح ضحيتها مقاول، تم سلبه مبلغ 700 مليون سنتيم وحليا ذهبية، كما قضت في الدعوى المدنية بتعويض هذا الأخير بمبلغ 100 مليون سنتيم، بعدما التمس دفاع الطرف المدني تقديرها بمليار سنتيم.
بحسب ما دار أثناء الجلسة، فإن قضية الحال تتعلق بمتهم عارض حكما غيابيا قضى بإدانته بـ20 سنة سجنا في محاكمة سابقة، كان متواجدا بتاريخها خارج التراب الوطني الذي غادره في رحلة غير شرعية إلى إسبانيا، بينما صدر في حق باقي المتورطين معه في نفس جناية السرقة الموصوفة، التي طالت مبلغ 700 مليون سنتيم ومجوهرات من المعدن الأصفر الخالص من داخل مسكن، حكم حضوري بالحبس النافذ لمدة 5 سنوات.
وعن الوقائع، فهي تعود إلى أوت 2019 بوهران، عندما تلقت مصالح الأمن شكوى من الضحية (ب. م)، وهو مقاول، جاء فيها تعرض مسكنه في أثناء سفره في رحلة سياحية إلى إسبانيا إلى السطو من طرف مجهولين وسرقة مبلغ 700 مليون سنتيم وطقما من الذهب.
الضحية لم يكتف بالتبليغ عن الحادثة، بل راح يباشر تحرياته الخاصة لمساعدة المصالح الأمنية في الإطاحة بالعصابة، حيث توصل في البداية إلى طرف الخيط الذي قاده إلى الكشف عن باقي أفراد الشبكة، ويتعلق الأمر بابن خاله المحكوم عليه في قضية منفصلة، وهو يدعى (ب. ي)، الذي وظّف علاقة القرابة والعمل مع الضحية، والاطلاع على تفاصيل تتعلق بتنقلاته، ليقرر خيانة تلك الثقة، لصالح عصابة مقابل نصيب من الغنيمة، حيث قدم لها تفاصيل دقيقة أعدت منها خطة للسطو على مسكنه..
وقد سمحت الإطاحة بقريب الضحية، بالكشف عن المتهمين، كان من ضمنهم المتهم في قضية الحال المدعو (م. ج) والمكنى باسم (البسيكياتر)، حيث أكد على أن هذا الأخير نفذ السرقة رفقة كل من المدعو (س. ق) و(ب. ب) المعروف هو الآخر باسم (زينو)، وكذلك صرح هذا الأخير عند التحقيق معه بأن (البسيكياتر) نال نصيبه من السرقة، المقدر بمبلغ 45 مليون سنتيم، استغله في دفع مستحقات رحلة سرية عبر البحر إلى أوروبا مباشرة بعد تاريخ الواقعة، وكذلك كان هوس الحرقة يتملك باقي أفراد العصابة، لكن التعجيل بتوقيفهم حال دون ذلك.
أمام هيئة المحكمة، أنكر المدعو (م. ج) علاقته بالملف، مشيرا إلى أنه كان بتاريخ وقوع الجريمة متواجدا في إسبانيا التي وصل إليها – حراقا – بتاريخ 25-07-2019 على وجه التحديد، مضيفا أنه حال تلقيه خبر إدانته غيابيا في هذه القضية، بعد ورود اسمه على لسان بعض المتهمين، قرر العودة إلى الجزائر بنفس طريقة مغادرته لها لتقييد معارضة في الحكم والدفاع عن نفسه، لكن تلك التبريرات لم تقنع رئيس الجلسة ولا النيابة العامة في غياب أي دليل مادي يثبت صحة أقواله، خاصة أن سفره المزعوم – حسبهما – يندرج في إطار هجرة غير شرعية، إضافة إلى تصريحات ابن خال الضحية التي جاءت بتفاصيل دقيقة عنه في غير صالحه، ليلتمس ممثل الحق العام إدانته بالسجن النافذ لمدة 20 سنة ومليوني دج غرامة مالية نافذة في حقه.