عصابة تهرّب ستة أطنان من “الكيف” داخل أكياس الأسمنت!
استمعت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، صبيحة الأربعاء، لأقوال ثلاثة أشخاص كانوا ضمن شبكة إجرامية دولية مختصة في تجارة المخدرات من نوع “القنب الهندي”، استغلوا طيلة الفترة الماضية هويات مزيفة للعبور بالحواجز الأمنية انطلاقا من وهران بعد جلبها من المغرب لنقلها نحو الحدود الصحراوية الغربية بغرداية، ومنها إلى موريتانيا ومالي والنيجر، متخذين من الجزائر منطقة عبور، قبل أن تطيح بهم مصالح الأمن وهم بصدد تهريب ما يفوق 63 قنطارا من السموم المغربية.
التحقيقات القضائية في الملف حسب جلسة أمس، انطلقت من محكمة غرداية وتمديد الاختصاص نحو محكمة القطب الجزائي المتخصص بالعاصمة بعد توقيف ثلاثة أشخاص مشتبه فيهم بناء على معلومات وردت فرقة مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات، وتعلق الأمر بكل من المدعو “ط. لحسن”، و”ب. عبد القادر” إلى جانب “م،اسماعيل”، وإلقاء القبض عليهم بحاجز أمني تابع للجيش الوطني الشعبي بمدخل مدينة الأغواط، كانوا على متن شاحنة بمقطورة تحتوي على 6.3 طن من المخدرات مخبأة بأحكام تحت أكياس الإسمنت، وكانت مصالح الأمن بالحاجز قد تفطنت لسائق الشاحنة بعد استظهار وثائقه وتبين أن رخصة السياقة مزورة وتحمل اسم شخص آخر، وتبين كذلك بعد الاطلاع على وثائق المركبة أنها هي الأخرى مزورة.
وبسماع المتهم خلال استجوابه بمركز الأمن كشف أنه كلف بقيادة الشاحنة لنقل الاسمنت نحو الولايات الجنوبية بعد عجزه عن إيجاد منصب عمل ولم يكن يملك رخصة قيادة لمركبات الوزن الثقيل وتحصل عليها عن طريق شخص آخر، وصرح ذات المتهم بتفاصيل تعرفه على المتهم الثاني وكيف قام بمساعدته في استخراج الوثيقة المزيفة، ووعده بتسليم وثائق الشاحنة المتفق على قيادتها، ورخصة سياقة تحمل اسم “ط. محمد أمين” مزورة تكفل بتزويرها المدعو “م،اسماعيل”، وهاتفين نقالين إحدى الشريحتين تحمل اسم شخص متوفى، والثانية مسجلة باسم إطار سام سابق بالجيش الوطني برتبة “كولونال”، قام بتوقيف الشريحة قبل سنة من الوقائع.
وخلال المحاكمة ومواجهة المتهمين فندوا كل ما جاء بمحاضر سماعهم لدى مصالح الضبطية القضائية، وصرح المتهم “ب، القادر”، أنه لا يعرف المتهم الثالث في الملف الذي تكفل بتزوير الوثائق لصالح المتهم الأول، والذي قام بوضع بصمته على رخصة السياقة، وعلى ضوء ما ناقشته المحكمة من وقائع التمس النائب العام توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين.