الرأي

عفريت السلطة.. وعلم الكتاب

محمد سليم قلالة
  • 3086
  • 18

يبدو أن عفريت السلطة قادر على فعل أمر واحد هو خوض الانتخابات وإنجاح من يريد بكل الوسائل… حتى أنه الآن يقول بأنه يستطيع أن يحقق الفوز الساحق للرئيس الحالي دون أن يجري حملة انتخابية، ودون أن يشرح برنامجه، ودون أن يتعرض للتقييم والنقد، بل ودون أن يتكلم ويتحرك.. وهذه توقيعات 03 ملايين مواطنا على طبق من ذهب برهانا مقدما على أنه عفريت بحق، ومتخصص فوق كل ذلك في الانتخابات… أما خارجها فهو مجرد خيال غير قادر حتى على تخفيض التبعية للمحروقات ولو من 98 % إلى 97 % ، ولا على بناء الملاعب الكبرى أو المستشفيات … ولا على التدخل لدى وكالة عدل لتسوية الملفات العالقة منذ 13 سنة… ولا على كشف حسابات المرتشين والمفسدين والفاسدين أخلاقيا… كل هذه ليست من اختصاصه، وهو ليس عفريتا فيها.. عفريت فقط في الانتخابات التي يستطيع أن يتلاعب بأرقامها وبمعدلاتها، حيث يضمن لك النسبة التي تريد وبالجزء من العشر من المائة الذي تطلب..

هذا العفريت انهزم مرة واحدة في حياته سنة1991، عندما تجند له قوم باسم الله وهزموه، كان ذلك أيام الجبهة الإسلامية للإنقاذ عندما قرأت عليه الفاتحة في الانتخابات التشريعية، وخرجت منتصرة بلا منازع رغم تسخيره لكل أتباعه، وما كان يملك من قدرات في جميع المستويات… ولكنه لم يقبل الهزيمة فقلب عليهم الدنيا نارا وجحيما مجندا أتباعه من الإنس والجن ليحدثوا ما أحدثوا بالجزائر..

هذا العفريت هو اليوم يتربص بنا، فحذار..

وعلينا أن نخرج من دائرته..

علينا أن نخرج من مجاله إلى مجال العقل والحكمة وعلم الكتاب، إذا أردنا ببلادنا خيرا..

 ينبغي أن لا ييأس الناس بأنهم لا قبل لهم بمواجهة الرئيس المترشح… وبأن النتائج محسومة سلفا، وبأنه هناك عفاريت وليس عفريتا واحد يعمل لصالحه.. بل أن يتذكروا بأن هذا العفريت قد انهزم ذات يوم، وبأنه يمكنهم ليس فقط أن يهزموه مرة ثانية إنما أن يمنعوه من الانقلاب عليهم… بعلم من الكتاب..

إن سرعة ذي العلم والعقل (الذي عنده علم من الكتاب) أقوى من العفاريت في استعادة العرش، والفرق بينهما هو كالفرق بين سرعة من يحاول أن يقوم من مقامه(قبل أن تقوم من مقامك) وسرعة من يرتد إليه طرفه (قبل أن يرتد إليك طرفك)..كما جاء في القرآن الكريم.. فهل نشك بعد هذا أنه يمكننا أن نسبق هذه المرة لاستعادة “العرش” ونمنع العفريت من الانقلاب علينا؟

مقالات ذات صلة