العالم
بعد إجازته للحاكم الزنا وشرب الخمر علنا دون الإنكار عليه، المدخلي الريس يعلن:

“عقيدة أهل السنة تمنعنا من الإنكار على ولاة أمورنا إقامتهم الحفلات الغنائية”

عبد السلام سكية
  • 32553
  • 86
أرشيف
عبد العزيز الريس

طلب المنتسب إلى التيار المدخلي، عبد العزيز الريس، من المسلمين عدم الإنكار على ولاة الأمور الذين يقيمون الحفلات الغنائية، وقال: “إذا أردتم أن تنكروا الحفلات الغنائية فلا تقولوا إن الله سيعاقب من أتى بها لأن الحاكم هو من أتى بها”، وتابع: “ولا تنكروا حتى على المغنين لأنهم ضيوف الحاكم”.
وقدم الداعية السعودي، المنتمي إلى تيار المداخلة، ما يعتبره جملة من الإرشادات والوعظ للأمة الإسلامية في كيفية التعامل مع الحفلات الغنائية التي تتم برعاية الحاكم /أسماهم ولاة الأمور/، وهذا في نفس الدرس الذي نُشر قبل فترة بأحد مساجد المدينة المنورة، وأجاز من خلاله لولاة الأمور الزنا وشرب الخمر، أمام الرعية وفي التلفزيون، دون أن يحق للرعية إنكار ذلك أو الاعتراض عليه، لكون ذلك من صلب عقيدة أهل السنة والجماعة حسب اعتقاداته.
ومما نُقل عن الريس في جزء آخر من درسه الشهير، أنه لا يجوز للرعية الإنكار على ولي الأمر، والقول إن ما قام به من حفلات غنائية “حرام”، وزعم “أن إصلاح المنكر لا يكون بمنكر آخر”، ويقول الريس: “لا نقول إن الحفلات حرام، وإن الحفلات سنعاقب بسببها… علينا أن نركز على الشعوب، ونحذر من الحفلات فقط”، وتابع المدخلي المعروف عنهم محاباتهم للحكام وإنكار من ينتقد ولاة الأمور: “علينا أن نجمع القلوب على ولي الأمر، هذه عقيدة أهل السنة، أما اليوم فهنالك شبهات وضلالات على عقيدتنا”.
وأثار الريس جدلا واسعا بحديثه عن “زنا الحاكم”، والواجب على الشعب في حال رآه على التلفاز يزني لمدة نصف ساعة بحسب قوله، حيث قال إنه لو قام الحاكم بالزنا لمدة نصف ساعة، وشرب الخمر على التلفزيون الرسمي، فإنه لا يصح الخروج عليه، أو انتقاده على العلن.
وتزامن حديث الريس مع الأخبار المتواترة عن اعتقال السلطات السعودية إمام المسجد الحرام الشيخ صالح آل مطلب، بسبب خطبة أنكر فيها إقامة الحفلات بدعوى الترفيه دون أن يحدد المكان الذي أقيمت فيه تلك الحفلات، ويتعارض كلام الشيخ آل مطلب كليا مع ما جادت به قريحة عبد العزيز الريس من نفس المسألة.
وكانت صفحة “معتقلي الرأي بالسعودية”، قد نقلت خبر اعتقال صالح آل طالب، قبل أيام، وقالت إن أنباء ترددت حول سبب الاعتقال بأنها دعوته في إحدى خطبه إلى الإنكار على أهل المنكر منكرهم، وإلى حد الساعة لم تنف ولم تؤكد الرياض أو تعلق بتاتًا على أي خبر متعلق باعتقال دعاة أو ناشطين سياسيين، وهي المعلومات التي يتم نشرها في حساب “معتقلي الرأي بالسعودية”.
وعلق العالم والداعية الموريتاني، محمد الحسن الددو، على اعتقال السلطات السعودية، إمام الحرم المكي، الشيخ صالح آل طالب، الددو وفي مداخلة عبر قناة “الجزيرة”، قال إن السعودية تعتقل العلماء، وتسير في “الاتجاه المعاكس” لما قامت عليه.
وأضاف الددو أن الدعاة الذين اعتقلتهم السعودية، لم ينتقدوا الحكومة بشكل علني، واكتفوا بتوجيه نصائح، وبرغم ذلك لم يسلموا من الاعتقال.
وعن اعتقال إمام الحرم صالح آل طالب، قال الددو إنه “خاشع في صوته ومؤثر في خطبه، وصادق في كلمته”، وأضاف أن “آل طالب لو كان في دولة أخرى لكانت له حصانة، مثل الحصانة الممنوحة لمحامي ترامب”.
وتابع: “من المعروف في المذهب الحنبلي لو كان عالما أسيرا فحينئذ يسن للمسلمين القنوت في المساجد”، كما أشاد الددو بأبرز الدعاة المعتقلين، الدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري وعادل بانعمة وآخرين.
ووصف الددو التحولات التي تشهدها السعودية بـ”المخيفة”، متابعا أن من يتزلفون إلى الحكام ويشرعنون أفعالهم “ما ينبغي أن يكون لهم مقام”.

مقالات ذات صلة