الجزائر
الشيخ بن حنفية العابدين يصف هفوة والي باتنة بغير المقبولة

“على المسؤولين تعلم أدب الحديث في الدين”

صالح سعودي
  • 7151
  • 60
ح.م
بن حنفية العابدين

لا تزال الهفوة التي ورّطت والي باتنة إثر نطقه بعبارة “خلينا من هذا أبو هريرة” الكثير من الجدل في الأوساط الدينية والمدنية، ففي الوقت الذي قام البعض بوقفات تضامنية تبنتها أطراف في باتنة وبريكة، وتلاها بيان توضيحي من طرف أئمة ولاية باتنة، إلا أن بعض الجهات لم تتوان في انتقاد خرجة الوالي بصورة مباشرة أو ضمنية، مؤكدة على ضرورة أخذ الأمور بجدية في مثل هذه المسائل، على غرار ما ذهب إليه الشيخ بن حنفية العابدين.

عبّر الشيخ بن حنفية العابدين عن تأسفه للكلام الذي صدر من والي باتنة، متسائلا عن أسباب وخلفيات ما تفوه به هذا الأخير، هل هو استخفاف أم هو جهل بمكانة الصحابي الجليل أبي هريرة، مشيرا إلى أن المسؤولين أحوج إلى أن يتعلموا كيف يتأدبون إذا تحدثوا عن دينهم، وذلك بألا يخوضوا فيما لا يعلمون، هم أحوج إلى هذا من ذاك الذي أتقنوه وبرعوا فيه من الكلمات المنمقات، وعبارات المجاملات.

نطقه لأبي هريرة هل هو جهل أم استخفاف؟

انتقد الشيخ بن حنفية العابدين والي باتنة دون ذكر اسمه ولا اسم الولاية قائلا: “علامَ يدل قول والي إحدى ولاياتنا: خلينا من أبي هريرة؟ أهو جاهل بمدلول قوله؟ أم هو جهله بأن دينه نظام حياة شامل لا شيء يند عنه كما قال الله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)”، مؤكدا أن الأحاديث التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه وهي بالآلاف لا يخلو باب من أبواب العلم إلا وله فيه حديث أو أحاديث، ومن ذلك النظافة التي يهتم الوالي بالحديث عنها.

وتساءل الشيخ بن حنفية العابدين قائلا: “هل ما حدث هو جهل بمكانة أبي هريرة بحيث لا يعلم أنه صحابي، فهل يقبل هذا من مسؤول قد يحفظ أسماء من لا يحسن أن يذكروا، وقد يعرف تفاصيل حياتهم ؟”، مشيرا في سياق حديثه: “هذه الاحتمالات التي يعطيها كلام هذا الوالي مستبعدة لما جاء في بيانه الذي أوضح فيه أن ذكره لأبي هريرة جاء ردا عفويا على مواطن كان حاضرا يردد اسم هذا الصحابي الجليل، وأن الكلام حصل فيه بتر، وأن التسجيل قديم، فجزاه خيرا على هذا التوضيح، وهذا هو المظنون بالمسلم، ومع هذا فذكره لأبي هريرة بهذا الأسلوب لا يليق”.

هكذا كان يحرص الشيخ شيبان على تعليم المسؤولين مبادئ دينهم

وعاد الشيخ بن حنفية العابدين إلى بعض المواقف والتقاليد التي كرسها الشيخ عبد الرحمان شيبان إبان توليه وزارة الشؤون الدينية، مؤكدا أنه كان في زياراته إلى الولايات لا يكتفي في الاجتماع الذي يعقده مع الحكام وأئمة المساجد بكلمات الترحيب والمجاملة، وما يتلوها من كلمته هو أو غيره، بل كان المعتاد أن يقدم أحد الأئمة درسا في التفسير أو في الحديث أو غيرهما، على أن تعقبه مناقشة لتقويمه وإبداء الملاحظات عليه، وربما اتخذ الوزير بناء على ذلك قرارا بترقية الإمام عن طريق تزكية يطلبها من الشيخ أحمد حماني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى رحمه الله، وحسب قوله فإنه ممن كان يحضر الاجتماع أعضاء مجلس التنسيق الولائي كما كان يسمى وقتئذ، وهم المحافظ الوطني للحزب، وقائد القطاع العسكري، والوالي، والنائب العام، فكان في ذلك حسب الشيخ بن حنفية العابدين نفع عظيم لهم بمعرفة شيء عن دينهم، شاعرا بذلك بحاجة المسؤولين الماسة إلى أن يعيشوا أجواء الإيمان ليكتشفوا أو الكثير منهم جهلهم بما هو بديهي في دينهم، فهم حسب قوله أحوج إلى أن يتعلموا كيف يتأدبون إذا تحدثوا عن دينهم، وذلك بألا يخوضوا في ما لا يعلمون، وهم أحوج إلى هذا من ذاك الذي أتقنوه وبرعوا فيه من الكلمات المنمقات، وعبارات المجاملات.

ومعلوم أن الهفوة التي ورطت والي باتنة على مواقع التواصل الاجتماعي قد خلفت الكثير من الجدل وردود الفعل، ما جعل البعض يسعى إلى احتوائها من خلال وقفات تضامنية في مدينة باتنة وبريكة، وقد أعقب ذلك بيان صدر أول أمس عن أئمة ولاية باتنة يبرئون فيها والي باتنة، ويؤكدون فيها حسن نواياه عند ذكره للصحابي أبي هريرة في سياق دعوته إلى النظافة، كما أشادوا بخصاله وسعيه إلى ترقية عاصمة الأوراس في جميع القطاعات، بما في ذلك المرافق التابعة لمديرية الشؤون الدينية بباتنة.

مقالات ذات صلة