-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

علي والعصابة!

محمد مسلم
  • 2664
  • 4
علي والعصابة!
ح.م

لا اعتراض على قضاء الله وقدره.. فالموت ينتظرنا جميعا.. لكن ما تعرض له الراحل، علي فضيل الرئيس المدير العام لمجمع الشروق، كان قتلا مبرمجا من قبل العصابة، وذلك من خلال استهداف أكبر مجمع إعلامي، كان يشغل كل حياة الفقيد.

عملية القتل المبرمج للراحل، بدأت فعليا منذ عام 2014، وبالتحديد غداة فوز الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، بعهدة رابعة، وانبرى لهذه العملية القبيحة والشنيعة، شقيق الرئيس السابق ومستشاره الخاص، السعيد بوتفليقة، الموجود بالسجن العسكري بالبليدة.

كلف “نظام العصابة” اثنين من وزرائه للضغط على “المجمع” والعمل من أجل تجفيف مصادر تمويله، وخاصة يومية “الشروق” باعتبارها النواة الصلبة، وهما وزير الصناعة الأسبق والفار من العدالة، عبد السلام بوشوارب، ووزير الاتصال الأسبق، حميد قرين.

من بين التهم التي رفعها “نظام العصابة” في وجه الأستاذ علي فضيل، هو عدم وقوفه إلى جانب الرئيس المستقيل في الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، وذلك بالرغم من أن الجريدة والقناة لم يقفا ضد ترشحه، وعبثا حاولوا إيجاد المبررات..

وفي الأخير وجدوا في مرور المرشح حينها للرئاسيات، علي بن فليس، في برنامج “الحلقة المفقودة”، المشجب الذي يعلقون عليه حقدهم، فبدأوا في نصب الكمائن، في محاولة لخنق “المجمع”..

ومع تزايد الضغوط على الراحل ومعه المجمع وهو يصارع لفك الخناق، دبّ المرض إلى قلب الفقيد، وأصبح غير قادر على مواجهة المزيد من الضغوط، وبلغ الخنق مداه في صائفة 2017، عندما أقدم “كبير العصابة”، على حرمان الجريدة من الإشهار العمومي، والسبب بث مسلسل “عاشور العاشر” في رمضان تلك السنة، عبر القناة.

توهّمت “العصابة” أن فصول “عاشور العاشر” يحاكي وضع البلد، وأن السيناريو محبوك بإحكام للنيل من الرئيس المقعد على كرسي متحرك، بشكل يقضي على أي طموح له في التقدم لعهدة رئاسية خامسة سنتان من بعد.
وهو لم يستفق بعد من تداعيات الضربة الأولى، وجهت العصابة ضربة ثانية للراحل في مارس 2018، بينما كان يصور مسلسل “الرايس القورصو”، ليبث في رمضان تلك السنة.. وبعد وشاية رخيصة زعمت أن المسلسل الجديد يستهدف الرئيس المقعد من خلال السعي لإفساد عرس العهدة الخامسة الذي كان يحضر له محيط الرئيس المبعد بإرادة شعبية في جو من الخوف والاضطراب، جاءت الضربة الثانية.

وتمثلت هذه الضربة في سحب الحلقات المصورة من المسلسل المذكور، وأصدر “رأس العصابة” قرارا سياسيا بوقف ما تبقى من مشروع المسلسل، مسببا خسائر قاسية.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى منع الإشهار العمومي عن الجريدة، وحرمانها من الطبع على مستوى المطابع العمومية، في عقوبة لم تكن تستند إلى أي مبرر قانوني أو سياسي أو أخلاقي.

العصابة لم ترحم فقيد الشروق وفقيد الجزائر، بل سحبت منه جواز سفره، فوقفت حائلا دون خضوعه للعلاج من العلة التي أصابت قلبه بسبب الضربات المتوالية والاستهداف الذي طال رجلا شجاعا.
الوضع استمر على ما هو عليه، نحو سنة، إلى أن جاء “الحراك الشعبي” ببركاته، وحاولت “العصابة” التي كان نظامها يلفظ أنفاسه الأخيرة، مقاومة التوجه الجديد، محاولة إبقاء الجريدة محرومة من الإشهار العمومي والاستمرار في تجفيف منابع التمويل، وبدأ التغيير محتشما، غير أن انهيار العصابة أعاد الأمور إلى نصابها، ولكن بعد ماذا؟

كان الفقيد يعاني من أزمة قلبية، وقد حسم أمره بإجراء عملية جراحية، غير أنه كان في كل مرة يؤجل موعد العملية بسبب تراكم مشاكل سنوات من الحصار الظالم للمجمع من قبل نظام العصابة، إلى أن سبق الموت موعد العملية..

أسقط “نظام العصابة” وسجن رموزها، ولكن بعد أن سلطت ضغطا لا يطاق على الفقيد أنهك قلبه.. ولحكمة لا يعلمها إلا الله، فقد أسلم الأستاذ علي فضيل روحه إلى بارئها، في الوقت الذي بدأت الأمور تنفرج.. فرحمة الله عليك أيها الرجل الطيب، والخزي والعار لمن وظف سلطان الدولة لمحاربتك..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • عبد الباسط دجاكو

    لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون

  • moh

    Ellah yerhmou we wessaa alih

  • صالح/ الجزائر

    وإنما الأعمال بالخواتيم .
    "العصابة" انتهت إما إلى كرسي متحرك وخرس دائمين وإما إلى مذلة السجن ، قبل الوصول إلى مزبلة التاريخ ، الذي لا يرحم .
    بينما أعمال الفقيد ، المحققة منها ، والتي كان ينوي تحقيقها ، ستبقى تشهد له ، حاضرا ومستقبلا ، كما أنها سوف تشهد على أعدائه وأعداء الجزائر من السفلة الطفيليين والمجرمين .
    »من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة« .

  • جزائري.

    يملؤ الصدر ألما وحزنا وغضبا عندما نقرأ ونعلم الى ما وصلت إليه جزائر عهد عصابة بوتفلقية وأخيه ومن مكن لهم وأعانهم على جزائر الثورة التحريرية والشهداء الاحرار ..تحيا الجزائر ويسقط الخونة الأنذال.
    رحم الله الفقيدة وألهم أهله الصبر والسلوان...(إنا لله وإناإليه راجعون).