-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما ترك العرب السودان

الشروق أونلاين
  • 1786
  • 3
عندما  ترك  العرب  السودان

يتباكى بعض العرب هذه الأيام على السودان الذي يتهيّأ جنوبه للانفصال عن شماله.. وبعد أشهر قليلة سندرس أولادنا خريطة جديدة للسودان وستخرج خريطة السودان المعروفة بتحدّبها الأسفل من خريطة الوطن العربي لتصبح شكلا جديدا تخلى عن مثلث من جغرافيته لن يصبح عربيا وفي عاصمته جوبا يرفرف علم إسرائيل وتصبح السفارات الغربية ولاسيما الأمريكية الحاكم بأمرها في البلد .

  • إن تداعيات الانفصال المحتمل عديدة على الصعيد الأمني العربي والصعيد السياسي والبنيوي.. ولعل أخطر هذه التداعيات، كونه سابقة في الانشطار الاجتماعي والسياسي والجغرافي على أساس من التنوع الثقافي والعرقي.. ولا يستطيع أحد إنكار أن كل بلداننا العربية، كما هي كل بلاد العالم، تحتوي إثنيات ثقافية ومذهبية وسياسية وهي بهذا مرشحة للمؤامرات الأجنبية المعادية لنا وأن قبول أي حالة انفصال في أي بلد عربي يعني بالضرورة أننا نعطي الانفصاليين مثالا ومبررا أضافيا لمشاريعهم الفاسدة.
  • لقد بدأت حالة الانفصال في السودان منذ شعر النظام أن ذلك هو ثمن بقائه في السلطة.. وهو سبق أن دفع أثمانا باهظة عندما انقلب على نفسه وانقسم بعنف وبذلك قدم القسم المنتصر للأمريكان ما اعتقد انه كافيا للقبول.. ودخل في مفاوضات ماراتونية مع الانفصاليين بمعطيات دفعها الغربيون إلى طاولة المفاوضات دفعا.. كان الساسة السودانيون خارج دائرة الادراك للمخطط الأمريكي ولمنهج الغربيين في التعامل معنا.. لم يكن يتخيل النظام السوداني أن المسألة لا تتعلق بسلوكه حتى يستطيع استرضاء الأمريكان، فهو لو قدم لهم باقات ورد على أحذيتهم ليل نهار ونفذ كل مايريدون لن يتركوه؛ ذلك لأن الذي يتحكّم في السلوك الامريكي نحونا ليس ما نقوم به إنما حجم مصالحهم عندنا، وهل حان الوقت للسيطرة عليها أم لا؟؟ والأمريكان في ذلك لا يعرفون صديقا ولا حليفا.. ولذلك كانت كل تحركات النظام السوداني في كسب ودّ الغربيين  إنما  هي  خطوات  تسريع  وفتح  شهية  للهجوم  الغربي .
  • يتحرك بعض العرب الآن نحو السودان يتباكون على سودان يعتبر سلة غذائهم التي تحميهم من التبعية والارتهان للغربيين.. الآن يتذكر البعض أن المسألة خطيرة.. على الأمن القومي العربي، فيبادرون بمشاريع كبيرة للاستثمار في الجنوب ويتكلمون عن علاقات طبيعية مع الجنوبيين، إلا أن الأمور تجد العكس لدى أصحاب الانفصال في الجنوب.. فتحرك البعض لتقديم مبادرات لإبقاء الوحدة ولو بشكل كونفدرالية، إلا أن الموقف الأمريكي جاء حاسما بأنه غير المسموح به الحديث الآن عن أي مقترح سوى تنفيذ الاستفتاء والوصول إلى تقرير مصير بالنسبة للجنوبيين.
  • مسألة  السودان  تكشف  لنا  كم  نحن  أخطأنا  عندما  قدمنا  حساباتنا  الإقليمية  الطارئة  وحساباتنا  الشخصية  فتركنا  السودان يتمزق  أمام  أعيننا .. أنها  واحدة  من  أسوأ  الخيبات  التي  تلقتها  الأمة  من  حكامها .
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • جمال

    وا معتصماه يا حسرة على السودان

  • سائل

    فرق تسد
    لا تندمن على ما فاتك
    أصلحو ما بأنفسكم ليصلح الله ما بكم.

  • شعيب عبد القهار

    آه آه لقد تركنا مصر في حضن اليهود منذ كامب ديفيد وتركنا الورم ينتفخ بين الجزائر والمغرب وتركنا فحلنا وقدمناه قربانا للفدى( العراق) ووضعنا الفخ في لبنان وها نحن نعري عورتنا للأمريكيين في تكالبنا عاى بعضنا بعضا وأخيرا أرتاينا أن نعطيهم السودان ليجربوا نتائج تقسيمنا مستقبلا.
    أليس العيب عيب ونحن نعرف كل هذا أفيقوا يا عربان