جواهر

عندما تصبح “الزانية” أما عازبة!

جواهر الشروق
  • 43420
  • 109
ح.م

تشكل الزانيات أو “الأمهات العازبات” كما يراد تسميتهن عبئا اجتماعيا ودينيا واقتصاديا ثقيلا في مجتمعنا، يستوجب من الجميع التجند لمحاربته والقضاء عليه في مهده لا محاربة ومعالجة آثاره لأن الورم يجب أن يستأصل من جذوره.

لكن ما يثير الاستغراب والتعجب ما نسمعه من بعض الأطباء المختصين الذين يطالبون ويلحون بل ويلومون الدولة لأنها لم توفر موانع الحمل للفتيات اللواتي يقمن علاقات غير شرعية وبالأخص حبوب منع الحمل الاستعجالية التي تحظر في صيدلياتنا، ما ينتج عنه أطفال لقطاء، وبنظرهم هذه هي أفضل الطرق للتقليل من النتائج الوخيمة للظاهرة.

البحث عن الحلول العلمية أمر جيد جدا، لكن الأولى أن نبدأ أولا بتأصيل قيم ديننا الحنيف الذي ينهانا عن الزنا والعلاقات الغرامية غير الشرعية وغير المضبوطة فإنها مصدر كل هلاك وبلاء، ولا أعتقد أنهما أمران مختلفان أو منفصلان ففي الإسلام استطباب من كل داء والعلم أثبت في كثير من المرات المقاصد الصحية للعديد من النواهي والمحرمات التي تؤثر على صحة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية وضبطها أيما ضبط، كما أن فعل الزنى لايكتمل إلا بوجود الشريك الذكر فلما لا يغدق عليه هؤلاء الأخصايون نصائحهم؟. 

لكن يبدو أن تلطيف الألقاب وجبر خواطر هؤلاء “الزانيات” اللواتي بتنا بقدرة قادر أمهات عازبات، مع أن التسمية لا تعد منطقية أبدا، جعلنا نلطف الحلول أيضا ونجبر خواطرهن على فحشائهن وبدل أن نلوم ونستنكر التساهل الممارس من قبل المجتمع والدولة والاستخفاف بحدود

الله، بتنا نحاف على مشاعر هذه الفئة باسم حقوق الإنسان والحريات الشخصية ومواكبة تطورات العصر وأصبحنا لا نجرأ على وصفهن بما فيهن، رغم أن نسبة كبيرة منهن مذنبات فاجرات إلا فئة قليلة جدا كانت ضحية وحوش ذكورية كاسرة لا ترحم، حتى كدنا نخشى أن تطل علينا يوما ما نقابة أو اتحادية لحماية الزانيات عفوا “الأمهات العازبات” والمطالبة بتعويض عن الضرر المعنوي الذي يلحق بالمنخرطات فيها، لما يخدش مشاعرهن “الرقيقة المرهفة” وهن يوصفن بهذا اللفظ، وما ذلك عليهن ببعيد.

للأسف ابتعدنا كثيرا عن ديننا وتعاليمه وجملنا النواهي والمعاصي واعتبرناها حرية فردية لا يجب التدخل لضبطها أو كبح جماحها التي تعصف بكل ماهو جميل من حولنا وتنذر بقنابل موقوتة اسمها الأطفال اللقطاء الذين يلفظهم الزانون ويعزف عن كفالتهم العقيمون وينساهم المحسنون.. أطفال رغم براءتهم وطهارتهم إلا أنهم يولدون موصومين بالعار ويسددون فواتير عبث واستهتار أشخاص لم يجدوا رادعا لهم فتمادوا في ميوعهم. 

أفبعد كل هذا نندب مآسينا ونبذل المال والجهد للبحث عن حلول هي أصلا موجودة في شريعتنا لكننا لا نجرأ على تطبيقها خشية وصفنا بالمتخلفين أو الإرهابيين، فقط إرضاء للغرب الذي نفث سمومه في كل الزوايا والقضايا، فمتى نعود إلى رشدنا ونجتث الوباء من الجذور ونقيم حدود الله لا نخشى في ذلك لومة لائم؟.

مقالات ذات صلة