الجزائر
ردا على نائب رئيس "السينا " الفرنسي .. مجلس الأمة:

عهد “لاكوست” و”غي مولي” انتهى.. والجزائر لا تخضع للمساومة

سميرة بلعمري
  • 3927
  • 5
أرشيف

التهجم هو وقودا لأجندات داخلية دنيئة تحن إلى ماضيها الاستعماري المقيت
الجزائر تعرف جيدا ما تريده وعلى أي سكة تسير

وضع مجلس الأمة النقاط على الحروف لمحاولات تدخل بعض الأطراف الفرنسية في الشأن الداخلي الجزائري، واستنكر صراحة تدخل نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي “لورانس روسينيول” التي قالت أنه لا يتوجب على بلادها أن تظل غير مبالية بما يحدث في الجزائر، متناسية أن الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة وليست محمية فرنسية مثل ما سبق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وأن ذكر به الأطراف الفرنسية التي تتناسى أن الجزائر دولة مستقلة.

مجلس الأمة الذي لم يقف مكتوف الأيدي أمام التدخل السافر لعضو مجلس الشيوخ الفرنسي وأكد في بيان له باسم الغرفة العليا ورئيسها صالح قوجيل، أن التصريحات الرعناء لنائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي “لا تثير الاستغراب أبدا”، ويبدو من البيان أن مجلس الأمة واع تماما لخلفيات هذا التهجم وفي هذا الوقت بالذات، إذ يؤكد البيان “أنه كلما خطت الجزائر خطوات في إطار استكمال بناء مؤسساتها وتحصين جبهتها الداخلية، تطل علينا مجددا أصوات من الخارج آخرها برلمانية اشتراكية بمجلس الشيوخ الفرنسي، غير سوي منطقها السياسي، في سلسلة حلقات تجتر نفسها من مسرحية رديئة وبائسة الإخراج، اعتادت التهجم على الجزائر بجعلها وقودا لأجندتها الداخلية الدنيئة دناءة حنينها إلى ماض استعماري مقيت عبر سلوك نهج أسلافها الاشتراكيين الاستدماريين إبان الحقبة الكولونيالية من أمثال “غي مولي” و”لاكوست” الذين دحرتهم تضحيات وبطولات الشعب الجزائري الأبي”.

وأضاف البيان الصادر بعد يوم واحد من التصريحات الغريبة القادمة من باريس أن “هذه النائب الاشتراكية الحالمة المتوهمة، والتي لا تزال تحسب أن الشأن الداخلي الجزائري شأن يعنيها، ينبغي أن تعلم يقينا أن الجزائريين بشتى أطيافهم الفكرية ومشاربهم السياسية قد وازنوا بين العقل والعاطفة، وبين الحقيقة والسراب، فكانت الصحوة والرؤية الثاقبة ثمرة الحراك المبارك الاصيل التي كللت بإجراء الانتخابات الرئاسية منذ 18 شهرا والتي شهد لها القريب والبعيد، ولم تذهب بعد سكرة بعض الأبواق الأجنبية لتجيء الانتخابات التشريعية الأخيرة لتؤكد لمثل هذا النائب ومعها منابر رخيصة بأن الجزائر الجديدة، بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لا تخضع لأية مساومة أو ابتزاز، وأضحت تتبنى الرأي المستقل والطرح العقلاني ولا تتبنى الموقف الانبطاحي أو الاستسلامي”.

وأكد مجلس الأمة أن الجزائر “تعرف جيدا ما تريده وعلى أي سكة تسير دونما التفات إلى استنتاجاتهم المشبوهة وغير الموضوعية”، كما أنها “لا تكترث لما يصدر عن مثل هكذا تصريحات تشبعت بجرعات متلاحقة من منصات إعلام التضليل والتبرير التي انكبت على النفخ في أمور غير حقيقية وفق توجيهات تهدف الى صناعة آمال غير واقعية وافتعال بطولات مزيفة”.

وعاد البيان ليؤكد أن “شفافية الاقتراع وحقيقة النتائج المعلن عنها في التشريعيات، تكرس بلا رجعة جزائر جديدة اختارت تعميق الممارسة الديمقراطية بالفعل، وفاء للقيم والمثل النوفمبرية الخالدة”، مضيفا أن هذا الامر “يستدعي من الجميع قراءة المشهد السياسي بتأن ومسؤولية مضاعفة يرافقها حس وطني عال يثمّن المنجز ويكرس مرامي الإصلاحات بالعمل، لأن الجزائر للجميع ويبنيها الجميع كما كانت، وستبقى على الدوام”.

وعبرت الغرفة العليا للبرلمان عن ارتياحها لـ”الانسيابية” التي ميزت مجريات اقتراع 12 يونيو، وثمن البيان الدور الذي اضطلعت به السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات والمواطنين “نظير مساهمتهم في ارساء دعامة أخرى للجمهورية الجديدة”.

وأضاف أن الجزائريين “أثبتوا بهذا، كما كان دأبهم لما يتعلق الأمر بمصلحة الجزائر، مرجعيتهم وولاءهم لوطنهم وحرصهم على عدم الانزلاق في مجازفة غير مضمونة مثلما نادى بذلك بعض الظلاميين الذين يأتمرون بإملاءات كفلائهم أعداء الجزائر في الخارج الذين غلب على جلهم سوء التقدير وإفلاس التدبير وكثرة الأوهام ونشاز الصوت فبعثر الشعب وبسلوك ديمقراطي حضاري أوراقهم وبدد مخططاتهم الخبيثة”.

وأعرب البيان أيضا أن المجلس، برئاسة صالح قوجيل، يعرب عن ارتياحه للانسيابية التي ميزت مجريات العملية الانتخابية لتشريعيات 12 جوان 2021، فإنه يثمن الدور الذي اضطلعت به السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ويتوجه بالتهنئة لمواطنينا نظير مساهمتهم في إرساء ركيزة إضافية وفي بلوغ مرحلة متقدمة من استكمال البناء المؤسساتي ودعامة أخرى من دعائم الجمهورية الجديدة التي يرسيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون”.

مقالات ذات صلة