الشروق العربي
بعد نهاية شهر رمضان المبارك:

عودة الحياة بعد الركود والسبات

صالح عزوز
  • 1095
  • 1

ما إن يدخل علينا شهر رمضان حتى يدخل المجتمع كله في غيبوبة، إن صح القول، ويظهر هذا في سلوكات الأشخاص وتعاملاتهم اليومية، وتصبح الحياة تسير ببطء كبير، تكاد تتوقف، بل تتوقف في الكثير من المؤسسات والإدارات، وتؤجل كل التعاملات حتى ولو كانت مهمة، إلى ما بعد نهاية هذا الشهر الفضيل.. يؤثر هذا سلبا على حيوية شهر رمضان الكريم، الذي كان من الواجب أن يكون مليئا بالحركة والنشاط، وزيادة الإنتاج، وكذا الخدمات، لكن للأسف يحدث العكس في الجزائر.

عودة الحياة بشروق شمس يوم العيد

يستعيد المجتمع الجزائري عافيته، إن صح القول، بعد التوقف الذي شهده طيلة الشهر الكريم. وما إن تطل شمس يوم العيد، حتى ترجع الحركة في المجتمع وتدب الحياة في شرايين الكثير من المؤسسات والإدارات وحتى الأشخاص.. وتعود الحياة إلى طبيعتها، كمن يفيق من سبات طويل، ثم يحمل نفسه إلى الشغل والبحث عن الكلإ وضروريات الحياة، وهو ما يحصل مع الكثير منا في شهر رمضان.

ربما الحديث عن عودة الحياة في المجتمع بعد رمضان، لا يشمل لياليه بل ساعات الصيام، لأن الليل مهما كان سوف يكون للسهر والمتعة والاسترخاء بعد يوم طويل من الصيام، وتكون الحركة فيه عادية، حتى ولو كنا في الأيام العادية، لكن نحن هنا بصدد الحديث عن بطء الحياة في يوميات رمضان، إذ تغلق الأبواب في الكثير من المجالات، وتوضع تواريخ جديدة سواء في المعاملات أم العلاقات التجارية وغيرها.. فتكون خارج الشهر الكريم. كأن رمضان يوجب علينا التوقف مهما كان وضعنا، ونصبح بذلك مجبرين على انتظار نهاية هذا الشهر المبارك، من أجل العودة إلى الحياة العادية. وهو ما اعتدنا عليه منذ زمن طويل.

الغريب في هذا الأمر، أن الكثير من المصالح تعطل، والكثير من الخدمات تؤجل، وهذا ما يكون له الأثر السلبي على سير مصالح الناس، بل في الكثير من الأحيان تفوت الكثير من الفرص على الأفراد والجماعات، نتيجة لهذا الركود الذي يحصل في المجتمع، نتيجة لشهر رمضان، الذي كان من الواجب أن يكون شهر نشاط وحيوية، لكنه تحول إلى العكس عندنا، وأصبح شهر كسل ونوم عميق، حتى ولو كان هذا على حساب المصالح والخدمات.

أصبح الكثير من الناس اليوم، ونتيجة لهذا الركود الحاصل في المجتمع في الشهر الكريم، يضع خارطة طريق خاصة بعمله أو برامجه، خارج هذه الأيام، لأنه يعرف أنه لم يحقق منها شيئا، في ظل البطء الحاصل، في كل المستويات، خاصة الخدماتية منها. ففي العديد من الإدارات الجزائرية، تصبح الخدمات منعدمة أو متوقفة، ربما تشتغل لبعض الوقت من اليوم فقط ثم تتوقف، وقد ألفنا هذا منذ زمن بعيد، فمن أراد قضاء مصالحه، يجب أن يسرع قبل أن يحل الشهر الكريم، لأنه إن حصل سوف يكون مجبرا على انتظار نهاية الشهر الكريم.

مقالات ذات صلة