الجزائر
خسائر مضاعفة بسبب قلة الزبائن وأعباء الضرائب والإيجار:

عودة النشاط التجاري.. فرحة لم تكتمل

نادية سليماني
  • 10444
  • 13
أرشيف

يتوقع خبراء الاقتصاد ومنظمة المستهلك، أن تشهد أسعار كثير من الخدمات والمواد الأساسية، ارتفاعا ملحوظا الأشهر المقبلة، بسبب طول فترة الغلق على التجار، وتدني عدد الزبائن في بعض القطاعات، خاصة النقل والسياحة، بسبب احتياطات مجابهة فيروس كورونا.

يؤكد تجار وحرفيون، رغم فرحتهم باستئناف نشاطاتهم، أنهم تكبدوا خسائر كبيرة خلال 3 أشهر من الغلق، بسبب الحجر الصحي، ومتوقعين استمرار خسائرهم الأشهر المقبلة، بسبب قلة الزبائن وتوقف وسائل النقل، وما ينتظرهم من مستحقات الضرائب وإيجار المحلات، وهو الأمر الذي يجعل أمر تعويضهم لخسائرهم شبه مستحيل حاليا.

ويعتبر شهر رمضان وموسم عيد الفطر، من مواسم الذروة للتجار والحرفيين، حيث يحصّلون فيهما ما يضاهي أرباح سنة كاملة من العمل، وهو ما لم يتحقق بسبب الحجر الصحي.. فكثير من تجار الملابس والأحذية خسروا أموالا كبيرة، بعد اقتناء بضاعة العيد من تجار الجملة، ليتفاجأو بغلق محلاتهم مجددا بسبب الاستهتار بإجراءات الوقاية.

وبدورهم، يتوقع أصحاب الوكالات السياحية، ارتفاعا في أسعار خدماتهم، وفي تذاكر الطيران، والفنادق، في ظل التدابير الوقائية من وباء كورونا، أين سيتم تقليص عدد مرتادي الفنادق والمسافرين عبر الطائرات، وهو ما يضطر أصحابها إلى رفع الأسعار لتعويض الخسائر المرتقبة. والظاهرة نفسها، ستعرفها المطاعم وقاعات الحلاقة والأفراح وحتى المدارس الخاصة، فجميعها متوقع منها رفع أسعارها.

وفي هذا الصدد، يرى رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي في اتصال مع “الشروق”، أن ترقب رفع أسعار بعض المواد والخدمات مستقبلا “أمر لا جدال فيه”، خاصة وأن المنظمة سبق لها دق ناقوس الخطر، من تداعيات قانون المالية التكميلي، على القدرة الشرائية للمواطنين.

وحسب قوله، نتوقع ارتفاعا في أسعار النقل بسبب ارتفاع تكاليف الوقود، ولتغطية تكاليف إجراءات الوقاية من طرف الناقلين، كما سترتفع أسعار كثير من المواد الأساسية، وهو ما جعله يدعو الأجهزة الحكومية “للتدخل وإيجاد حلول مناسبة للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن” على حد قوله، مضيفا “سندفع ثمن تأخرنا في استغلال التجارة الالكترونية، والدفع عن بعد”.

وبخصوص الوكالات السياحية، أكد محدثنا، أنه سبق لمنظمته دق ناقوس الخطر، من الخسائر المتوقعة لهذا القطاع الأشهر المقبلة، والسبب حسب قوله “أن الجزائر لم تستثمر في السياحة الداخلية، فأصبح المسافر وصاحب الوكالة السياحية رهينة فتح الحدود البرية والجوية”، وأضاف “جائحة كورونا كشفت لنا عورات القطاع السياحي في بلادنا”.

مقالات ذات صلة