الجزائر
صوّر مؤثرة ومشاهد نادرة في المسيلة

“عياش” يجمع شمل المتضامنين حيّا وميّتا

أحمد قرطي
  • 6962
  • 8
ح.م
وداعا عياش

يتواصل فعل التضامن والتآزر من قبل المواطنين مع عائلة محجوبي، في الحوامد جنوب المسيلة، بعد الفاجعة الأليمة التي هزت الجزائريين بوفاة عياش داخل ماسورة حديدية في بئر بمنطقة أم الشمل، ولا تزال إن صح التعبير قوافل التضامن تصل تباعا إلى المنطقة، جماعات وفرادى حتى من جهات بعيدة.

ورغم نهاية الكابوس، نسبيا بدفن عياش، الذي خيم على الولاية والوطن ككل بعد بقاء الضحية عالقا ولم يتم انتشاله إلا بعد 9 أيام كاملة، إلا أن الكثير من المواطنين لا يزالون يصلون أم الشمل، خاصة وأن الكثير كانوا يأملون الحضور والمشاركة في مراسيم التشييع، إلا أن السرعة وضيق الوقت، لم يمنع هؤلاء من زيارة القرية ومواصلة دعم أفراد العائلة كل حسب استطاعته.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، وصلت الخميس، قافلة من عرش أولاد عمار من منطقة بريكة بولاية باتنة، أبى منظموها إلا الحضور وجلب طبق الشخشوخة لعشرات الأشخاص القادمين من مختلف أنحاء الوطن تخفيفا على العائلة ومساهمة منهم في إطعام الحاضرين، وصدقة جارية على روح الفقيد.

وفي نفس السياق، لم يمنع بعد المسافة من حضور شقيق الدكتورة عائشة طويسات التي توفيت قبل أسابيع بسبب مضاعفات لدغة عقرب في ولاية ورقلة، وأثار سوء التكفل بها، وتعليق وزير الصحة على وفاتها استياء الرأي العام، حيث تنقل شقيقها إلى غاية المسيلة لنقل تعازي عائلته وسكان ورقلة في هذا المصاب الجلل، في التفاتة رمزية تعكس التضامن الاجتماعي والإحساس بالآخر. كما بادرت في نفس السياق جمعية راديوز بتكريم والد عياش بحضور بعض من نجوم كرة القدم في الثمانينيات والتسعينيات. كما حل عشرات الأشخاص من ولايات بعيدة على غرار سوق أهراس، وهرن، البويرة، بسكرة، الوادي وغيرها من الجهات، وحتى من خارج الوطن، من أجل تقديم التعازي والوقوف مع عائلة محجوبي.

وساهمت هذه المبادرات التضامنية المعنوية، في التخفيف من مأساة الشاب عياش، الذين أثنوا كثيرا على وقوف مختلف شرائح المجتمع معهم في هذه المحنة وتحمل مشقة التعب والسهر والجوع وتسخير عتادهم وآلياتهم، منذ اليوم الأول للحادثة، إلى غاية النهاية، وهو ما تجلى في الحشود البشرية التي لم تتخل عن عائلة محجوبي، في إشارة تؤكد تجذر الفعل الخيري والتضامني بين أبناء الوطن الواحد.

ورغم الألم الداخلي بفقدان عياش بتلك الطريقة التي سببت تعاطفا لافتا وصنعت الرأي العام الوطني وتحولت إلى القضية الأولى لدى الجميع بالنظر إلى طول مدة بقاء الضحية داخل الماسورة والصعوبات التي واجهها فريق الإنقاذ، إلا أن والد شهيد البئر إن صح القول، بدا صابرا مؤمنا بقضاء الله وقدره، خاصة بعد الهبة التضامنية الواسعة والدعم المعنوي، وهو ما جعل المجاهد عيسى محجوبي يعتبر بأن فلذة كبده لم يعد ابنه لوحده وإنما ابن الشعب الجزائري، وأن الكل أبناؤه.

مقالات ذات صلة