يزيد منصوري يرد على المدرب السابق للخضر حصريا للشروق
عيب عليك أن تتحدث عن عائلتي..يا سعدان
قيل الكثير عن مشاركة الخضر في المونديال، وعن دور المدرب سعدان طيلة السنوات الثلاث التي قاد فيها “الخضر..”.. “الشروق” ولوضع النقاط على الحروف، التقت بقائد المحاربين السابق، يزيد منصوري، ليكشف لنا عن أسرار تُنشر لأول مرة عبر صفحات “الشروق”. كما استغل منصوري الفرصة للرد على سعدان الذي تحدث عنه مؤخرا بشكل واسع.
-
سعدان أراد أن يفوز على أمريكا فعزّز الدفاع وأخرج المهاجمين
-
.. تدريباته عباراة عن مباراة تطبيقية و”الواسطة”
-
مؤخرا.. سعدان تناولك في تصريحات صحفية ساخنة، واتهمك بكل التهم، فهل أنت جاهز للرد؟
-
أنا تحت تصرفكم، ولن أخاف شيئا هذه المرة، خاصة بسبب ما تعرضت له عائلتي.
-
-
الكثير من اللاعبين اشتكوا من طريقة تسيير سعدان للتدريبات، ماذا كان يحدث بالضبط؟
-
كل التدريبات متشابهة، لم نلحظ يوما واحدا تغييرا، يوميا نتبادل الكرة فيما بيننا عبر تمريرات قصيرة، ثم نلعب ما يُعرف بـ”الواسطة”، بعدها نلعب مباراة تطبيقية وانتهى الأمر، حتى الجري الخفيف فلا نقوم به، ولم يكلف سعدان نفسه مرة تغيير هذا النمط، طيلة ثلاث سنوات.
-
-
ألم يجرب لكم خططا تكتيكية؟
-
لا يوجد تكتيك مع سعدان، كل ما يقوم به تجريب مجموعة من المدافعين والمهاجمين يعملون لوحدهم، ثم تتساءل لماذا لا يجرب بعض الخطط؟ والجواب بسيط، لأنه لا يفقه شيئا في الجانب التكتيكي.
-
-
بالنسبة لسعدان، كنت اللاعب الأساسي الذي لا يمكن مناقشة مكانته في المنتخب، وهذا وقفنا عليه في تصريحاته التي أدلى بها للقناة الإذاعية الثالثة قبل 72 ساعة من مباراة سلوفينيا، وقال فيها إن منصوري سيكون أساسيا، لنتفاجأ في تصريحاته الصحفية يقول فيها إنه قرّر تنحية منصوري منذ تربص سويسرا؟
-
أرأيت، هو لا يملك أي رأي، وعليه أن يجيب بنفسه عن هذا السؤال، لكن دعني أقل لك إن عدم الاعتماد علي في المونديال هذا رأيه وهو المدرب، لكن ما يثير الدهشة أنه اتصل بي 48 ساعة قبل مباراة سلوفينيا، وقال لي لقد قررنا مع جلول أن يلعب لحسن ويبدة، وهنا حاولت معرفة سبب هذا القرار، لأنني أديت كأس إفريقيا ممتازة، وكنت في المستوى، ثم جاءت مباراة صربيا التي لم نكن فيها جميعنا في المستوى مثل مباراة مالاوي، ممكن لم ألعب في نادي الذي أنشط فيه، ولكني لم أكن لوحدي على هذه الحالة في المنتخب، وللأسف عدم الاعتماد عليّ في لوريون لم يكن بسبب مستواي، بل لأني رفضت تجديد العقد، وأنت تعرف كيف يتصرفون مع اللاعب إذا رفض تجديد عقده، وهو يعرف هذا أيضا.. أنا قلت له ما فعلته ليس صحيحا.. كان على الأقل تجريبي في المباراة الأولى، وبعدها يحكم علي بدل أن يحكم علي، وهو لم يجربني قطعا، كما أخبرته أنني أقبل بالمنافسة، وطلبت منه على أي أساس قيمني وأنا لعبت كل التصفيات، ومعها كأس إفريقيا والمباريات التصفوية، لتقرر تنحيتي في نهاية المطاف، كان عليه اتخاذ هذا القرار في أول المشوار..
-
-
ممكن أنه قيّمك على أساس تربص كراس مونتانا؟
-
عن أي تربص تتكلم، كان يطلب منا التدرب في حديقة الفندق، بربك كيف سيقيم اللاعبين بهذه الصورة؟ ثم لم أتصرف معه بقلة احترام، بل قلت له: افعل ما يريح ضميرك. وخرجت من غرفته بعد أن استدعاني ليبلغني بالقرار.. هو يقول إني هدّدت بحزم أمتعتي والرحيل، وأنا أقول له إنني بشر، ولي مشاعر، ومن حقي التأثر بهذا القرار، لكن تأكد أني لم أهدد بفعل ذلك، لأني أعرف حدودي، وأعرف ماذا يجب أن يفعله اللاعب المحترف، ثم أنا لدي قيم ولا يمكنني أن أضرب استقرار منتخب ينتظره 35 مليون جزائري، ربما هذا الفرق بيننا، هو كان ينتظر أن “نقلب الدنيا” لكنه تفاجأ بتصرفي.. لا أخفي أنني تأثرت، لكن حتى يعرف الرأي العام مَن الصادق، فبعد ساعتين من قراره كان هناك اجتماع للاعبين، وكنت أول من حضر، وقبل الوقت والجميع، لأني قبل كل شيء قائد المنتخب، ولابد أن أعطي المثل والقدوة.
-
-
ماذا قال لكم في هذا الاجتماع؟
-
تكلم عن التشكيلة التي ستلعب، كما أراد التكلم عن الرسم التكتيكي، ولو أن كلمة تكتيك أكبر منه بكثير، لأنه لا علاقة له بالتكتيك، ولست أنا فقط من يقول ذلك، عليك طرح هذا السؤال على كل الجزائريين، ستجدهم حائرين أمام النهج التكتيكي لسعدان، لأنه ببساطة هو بنفسه لا يعرف ماذا يفعل…
-
-
يعني لم تتصرف أي تصرف غير لائق أمام زملائك بعد أن قرر سعدان عدم الاعتماد عليك؟
-
أكثر من ثلثي تعداد الخضر لا يزالون في المنتخب، عليكم بطرح هذا السؤال عليهم، لا أعرف لماذا سعدان كذب هذه الكذبة، ثم اسألوا فقط الصحفيين الذين تابعوا الخضر خلال المونديال، هل تخلفت مرة واحدة عن تدريبات المنتخب؟ لقد حضرت كل التدريبات، وكنت أسجل حتى الأهداف خلالها، وأحيانا أواصل التدريب بمفردي بعد نهاية الحصة، وحتى الإشاعات التي قيل فيها إني رفضت التسخين في مباراة سلوفينيا، فصدقني لم يطلب مني المدرب القيام بعملية التسخين، وهو يعرف ذلك، والعيب لو طلب مني ذلك، لأن المنتخب كان منهزما ويلعب منقوصا، لذا فالتغيير يرفض عليك أن تستعين بوسط ميدان هجومي أو مهاجم صريح، بدل الاعتماد على وسط ارتكاز، فأنت تريد التهديف لا الحفاظ على الخسارة!
-
-
وهل صحيح أنك رفضت خوض الاختبار البدني في سويسرا؟
-
(يضحك).. ربما سعدان نسي أو تناسى أنه قبل يومين من إجراء هذه الاختبارات، كنت مريضا باللوزتين، والدكتور بوغلالي يعرف ذلك، وهو من سيؤكد هذه المعلومة حتى يعرف الرأي العام من الصادق، ثم لم أكن وحدي مريضا، بل كنا أكثر من لاعب، وكتب الإعلام عن هذا، لأن الجو البارد جدا أثر فينا، والآن يتهمني بالغش، أليس هذا مثيرا للسخرية.. هل نسي أني كنت مريضا في كأس إفريقيا وأصبت بالتهاب على مستوى الضرس، ورغم الآلام تدربت وشاركت في مختلف المباريات، فالذي يغش لا يطلب أن يلعب.
-
-
سعدان اعترف بأنك أديت كأس إفريقيا رائعة؟
-
(يضحك).. هذا يعني أني أملك إمكانيات، ثم دعني أقل شيئا.. بعد كأس إفريقيا دخلت للوريون، ومازلت أتألم ولعبت بالأدوية، وبعد أفريل بقيت مع المحضر البدني، وكنت أقوم بتدريبات بدنية كل يوم ثلاثاء بعد الظهيرة، وهو عمل إضافي من عندي، بالله عليك هل هناك من يطلب أن يقوم بعمل بدني في نهاية الموسم، إذا لم يكن هدفه بلوغ المستوى الأعلى.
-
-
لما استدعاك سعدان لغرفته وكان معه جلول وأبلغك أنه لن يعتمد عليك، ماذا حدث بالضبط في الغرفة، لأن جلول قال في بعض وسائل الإعلام إن ردّة فعلك كانت غير محترمة نوعا ما؟
-
يا إلاهي.. لا أعرف لماذا كل هذا الكذب؟ قلت لك كل ما حدث وقلت له “اختر القائمة التي تشاء، هذا عملك، لكن تأكد وتذكر دائما أنك أفسدت حلما حلمته طيلة عشر سنوات، وعملت من أجله”، ثم خرجت، صراحة لم أكن أريد التكلم معه، وكل ما ألتقيه أصافحه عن مضض فقط، لأني لست منافقا، وبقيت مع المجموعة حتى نحافظ على الاستقرار.
-
-
لكن هو يقول رفقة مساعده، إنه قبل مباراة أمريكا حاولت التأثير على المجموعة، وقمت في التدريبات بتصرفات طائشة؟
-
أنت كنت حاضرا في بريتوريا، هل لاحظت شيئا؟ ألم تلاحظ أني تدربت مع المجموعة والتزمت بكل القررات، ماذا يريد أكثر من هذا؟ هناك حتى صور تُظهر أني كنت أتصرف بشكل عادي، ثم دعني أقل لك إنه بعد مباراة سلوفينيا ولما لاحظني عنتر يحيى تصرفاتي الاحترافية، صافحني وقال لي ”بصحتك” فسألته: لماذا؟ فقال لي إن تصرفي كان احترافيا رغم كل ماحدث لي، فأخبرته أن الذي حدث لا يمكن توقيفه، وبالتالي الجزائر قبل كل شيء.
-
-
قبل مباراة رواندا في العودة كنت معاقبا، وطفتْ للسطح مشكلة من يخلفك كقائد للمنتخب، فهناك من رشح صايفي، وهناك من أشار لعنتر، هل استشارك سعدان في الأمر؟
-
لا أبدا، ولكن الأمر كان واضحا يومها أن صايفي هو القائد، لكن سعدان لم يفصل في القضية وترك الأمور تتعقد.
-
-
لكن هل كان سعدان يحدثك عن أمور تخص المنتخب بما أنك قائد له؟
-
نعم كان يحدث هذا، كما أني كنت بمثابة حلقة الوصل بينه وبين اللاعبين، وأي رسالة يريد إيصالها للاعبين كنت أتولى الأمر، وأمارس دوري كقائد بأتم معنى الكلمة، واللاعبون كانوا يتصلون بي لما تكون مشكلة أو حادث، وعليك أن تسأل أي لاعب تريد، ثم مراد مغني لما تم إبلاغه بأنه سيغيب عن المونديال، كنت أول من قصده بحكم أني القائد.
-
-
بما أنك تحدثت عن مغني، يوم إبلاغه بأنه لن يلعب المونديال، تأثر كثيرا لدرجة ذرفه للدموع…
-
عليك أن تتساءل عن الطريقة التي أخبره بها سعدان؟ لقد صدمه دون أن يأخذ بعين الاعتبار أن اللاعب كان ينتظر المشاركة، في مثل هذه الأمور هناك طرق لإبلاغ اللاعب، والحد من تأثير الصدمة، فمراد تأثر كثيرا يومها، وبقي مندهشا، وفي الندوة الصحفية ذرف سعدان الدموع على مغني، بالله عليك لماذا هذا التمثيل؟ تكلمه بطريقة جافة ثم تبكي عليه كالتماسيح..!!
-
-
هل صحيح أنه كان يتصل بك لمعرفة رأيك حول اللاعبين الجدد؟
-
لا، حدث هذا مرتين فقط مع فغولي وبودبوز، واتصلت بهذا الأخير ورحب بالخضر، ونقلت هذا لسعدان.. أكثر من هذا لم يسبق وأن تحدثت عن لاعب أو رفضته.
-
-
على أية حال سعدان، يقول إنك لست أهلا لتكون قائدا للخضر؟
-
وأنا أرد عليه بأن يعرف أولا دور القائد، فالقائد ليس في الملعب فقط، بل في غرف تغيير الملابس وفي الفندق وفي كل مكان، والقائد شخصية وطريقة كلام واحترام، بينما سعدان القائد بالنسبة له شارة تضعها على يدك، وأنا أقول له إني كنت قائدا وعمري 23 سنة في القسم الأول بفرنسا بنادي لوهافر، وفي شاتوروا كنت القائد، وفي لوريون وضعني المدرب غوركوف نائب القائد، كل النوادي التي مررت عليها كنت القائد، وفي فرنسا حيث يصعب على جزائري أن يكون قائدا، وهذه إجابتي على سعدان الذي يقول لا أملك مقومات القائد، أنا لم أقل له إني لاعب ممتاز، أعرف حدودي جيدا لكن أعرف أني لاعب يؤدي ما عليه يساعد رفاقه في الملعب لأن كرة القدم لعبة جماعية، صحيح لست لاعبا استعراضيا، وأعرف مؤهلاتي ولم أقل أنا مغني أو بودبوز، لكن الحمد لله أديت مشوارا في المستوى، والنوادي التي مررت بها تركت بصماتي..
-
-
بالنسبة لمدحي لحسن، قيل الكثير قبل التحاقه بالخضر، وقيل إنه بسبب منصوري لم يلتحق لحسن بالمنتخب في كأس إفريقيا؟
-
سمعت بهذا، لكن هل سمعت مرة واحدة منصوري يُصرح عن لحسن قبل مجيئه؟ الكثير من وسائل الإعلام اتصلت بي حول لحسن، ورفضت الكلام لأن الأمر لا يعنيني، ولست أنا من ينتدب اللاعبين للمنتخب.
-
-
عنتر يحيى من قال في القناة الإذاعية الأولى إنه يفضل الحفاظ على المجموعة، وأن لا يلتحق لحسن…؟
-
أنا أتكلم عن نفسي، لم يسبق لي وأن تكلمت عن لحسن، هناك مدرب هو من يختار اللاعبين، وليس منصوري، ثم بالله عليك، هل يوجد لاعب يستدعيه المدرب ليلعب المونديال ويقول لا؟ أنا لو كنت مكان لحسن فلن أرفض لعب المونديال، وهذا من حقه، ولما جاء لحسن استقبلته أحسن استقبال، وجلسنا مطولا في غرفتي، وساعدته للدخول في المجموعة.
-
-
لا أعرف إن كنت تتذكر في البداية لما طرح الإعلام اسم بودبوز على سعدان، وهذا الأخير قال بصريح العبارة الجزائر: “تتوفر على 1000 بودبوز” يومها رياض غضب وقال لبعض وسائل الإعلام: “على الأقل كان عليه أن يشاهدني ثم يحكم علي”؟
-
أرأيت..؟ لا أظن أن هناك إضافة أكثر من هذه.
-
-
وهل صحيح أنك قلت له قضيت على أحلامي لما أبعدك من المونديال؟
-
نعم قلت له هذا لما استدعاني للغرفة، لكن هناك كلاما قاله لن أسامحه عليه، لأني لم أقله، أولا وثانيا كمدرب وكجزائري، عليه ألا يتكلم مرة أخرى عن عائلتي، لأنه لم يسبق لي وأن قلت أن مشاركتي في المونديال هي حلم عائلتي، بالنسبة لي العائلة في البيت وليس في المعسكرات التدريبية، وأقول له عبر ”الشروق”: قضيتك مع منصوري قضية رجل لرجل، واترك العائلات في أماكنها، والله عيب عليه أن يتحدث عن العائلات.
-
-
هو يقول أيضا إنه هددك بحزم أمتعتك والرحيل إن كنت ترفض البقاء احتياطيا؟
-
وهل مثل هذا الكلام يليق بمدرب؟ هل يوجد مدرب في العالم يطلب من لاعبيه المغادرة عند كل مشكلة؟
-
-
تعرف جيدا سعدان، ولعبت عنده سنة 2004 أيضا، بدون حسابات وبعيدا عن قضيتكما، وبما أنك القائد طيلة 7 سنوات، هل الجزائر ضيعت المونديال بإبقائها لسعدان مدربا للخضر؟
-
تريد الصراحة.. نعم وبكل تأكيد، لأنه لا يعرف إلا اللعب الدفاعي، ثم هل لاحظته يوما في ندواته الصحفية قال إنه سيلعب هذه المباراة للفوز؟ كل المباريات التي نلعبها يقول إنها صعبة والفوز صعب، لا يعرف أبدا كيف يشحن البطاريات، وحتى إذا كنت تملك إرادة فولاذية يكسر لك كل شيء، المرة الوحيدة التي قال سوف أفوز كانت قبل مباراة أمريكا، لأنه يعرف أن الفوز وحده من يؤهله للدور الثاني.
-
-
لكن رغم هذا، إلا أنه فاجأ الجميع في مباراة أمريكا بإقحامه لوسط ميدان دفاعي مكان وسط ميدان هجومي، في الوقت الذي تحتاج فيه الجزائر لمهاجم اضافي للتهديف؟
-
الكل لاحظ هذه النقطة كما لاحظوا كيف غيّر مدرب أمريكا وسط ميدان دفاعيا بمهاجم، لأنه يبحث عن الفوز هو الآخر.. الآن فهمت أن سعدان لا يفقه في التكتيك شيئا.. وهناك شيء أخطر من هذا.
-
-
ما هو؟
-
سعدان المدرب الوحيد في العالم الذي أقحم تشكيلة من 12 لاعبا ضد 11 لاعبا، فلا يعقل أن يحدث هذا.. ممكن أن تقحم 11 ضد 10، على أساس أن الحكم طرد لاعبا من الفريق الثاني، لكن 12 لاعبا في فريق واحد، هذا أمر اخترعه سعدان في لوكاستلي، حتى إني سألت مدربا هاويا صديقا لي إن سبق له وأقحم 12 لاعبا ضد 11، فقال لي أنت ”مجنون” أو لم يسبق لك أن مارست كرة القدم.
-
-
وماذا حدث بعدها؟
-
غضبنا كلنا من هذا الأمر، وهناك لاعب رفضه تماما وغادر الميدان، وقد يقول سعدان: لماذا لم تفعل مثله لما يقرأ تصريحاتي هذه، فأقول له مسبقا كنت القائد ولا يمكن أن أتصرف هكذا، رغم أني غضبت أكثر من اللاعب الذي غادر، لكن قيمي لا تسمح لي بفعل ذلك.
-
-
لكنك كنت القائد، ألم تتكلم مع اللاعب الذي غادر؟
-
بطبيعة الحال لما أنهينا تلك المباراة التاريخية التي أنقذها اللاعب الذي غادر لنصبح 11 ضد 11 تكلمت معه، وقلت له صحيح كلنا غضبنا لأنه أمر غير عادي في كرة القدم، لكن تصرفك لم يكن في مكانه لأن هناك جماهير تشاهد في التدريبات، وعليك بالاعتذار من المدرب، وفعلا اعتذر اللاعب وفرح سعدان كثيرا.
بما أنك كنت السباق للحديث عن وضع 12 لاعبا، هل صحيح أنه سنة 2004 وخلال التحضير لمباراة المغرب في الدور ربع النهائي وضع سعدان 12 لاعبا؟
-
يضحك.. نعم لقد ذكرتني بهذه الحادثة، يا الله، هل تعرف أن أحد اللاعبين تفطن للأمر وأخبره بأن هناك لاعبا إضافيا فغضب سعدان وقال له إذن أنت لن تلعب، والمشكل أنه الآن أصبح يضع 10 لاعبين فقط وهذا منذ مباراة صربيا.
-
-
عملت مع سعدان لمدة 3 سنوات وقبلها لمدة قصيرة في 2004 وتقول إن سعدان ضعيف تكتيكيا ولا يفقه شيئا في هذا العلم لماذا لم يتكلم أحد عن هذا حتى الآن؟
-
صعب جدا أن تنتقد مدربك على صفحات الجرائد وأنت تنتظرك منافسات هامة.
-
-
لا تتكلمون في الجرائد، لكن على الأقل كنتم تبلغون رئيس الاتحاد بالأمر؟
-
رئيس الفاف يعرف هذا ويعرف أن سعدان ضعيف تكتيكيا والكل في الفاف يعرفون هذا، وما أضحكني هو حديثه الدائم والمتكرر عن سجله، ماذا يحوي سجله هذا الذي يفتخر به؟؟
-
-
الجمهور الجزائري أكيد سيظل يتساءل عن صمت اللاعبين تجاه مدرب لا يعرف أن كرة القدم بـ11 لاعبا حسب تصريحاتك؟
-
لا يمكننا أن نتفوه بذلك ونحن في المعسكرات التدريبية ولا يمكن أن ننتقده ونحن على أبواب المونديال.
-
-
لكن يزيد مع سعدان وخلال التصفيات فزنا بخمس مباريات وتعادلنا في واحدة خارج ديارنا وخسرنا مباراة فقط في ظروف تعرفها، هل مدرب محدود تكتيكيا يُمكنه أن يُحقق مثل هذا المشوار؟
-
عليك أن لا تنسى مع من كان يعمل، كل لاعبي الخضر كانوا يلعبون طيلة هذه التصفيات بألف في المائة، كانوا مستعدين للموت فوق الملعب، كما أنه لم يغير خطة 3ــــ5ــــ2 وقال إنه اختارها من أجل لاعب معين.
-
-
قال في قناة نسمة التونسية إن بلحاج ضعيف دفاعيا لذا اختار هذه الخطة للتغطية على ضعف نذير الدفاعي؟
-
هل من المنطقي أن تهاجم لاعبك بالمجان؟ نذير لم يطلب يوما من سعدان أن يلعب بهذا التكتيك، هل تعرف أن هذا أمر خطير؟ هل تضع خطة تكتيكية من أجل لاعب واحد، بالله عليك كيف لا تصاب بالجنون وأنت تسمع مثل هذه التصريحات.
-
-
بين شوطي المباراة ألا يحاول أن يصحح لكم الرسم التخطيطي أو يكشف لكم عيوب المنافس؟
-
كل ما يقوله لنا في غرفة تغيير الملابس “ارتاحوا..ارتاحوا..تنفسوا..سأتكلم سأتكلم”..ثم لا يقول شيئا طبعا، اللاعبون هم الذين يتكلمون فقط، فتجد كل واحد يطلب من الآخر تغطية مكان معين أو مراقبة لاعب آخر أو الضغط من جهة معينة وسعدان يسمع فقط، ثم هل تعرف ماذا حدث في غرف تغيير الملابس بعد مباراة أمريكا.
-
-
ماذا حدث بالضبط؟
-
هناك لاعبون انتقدوه، وكلموا رئيس الفاف بهذا الخصوص، خاصة لما قام بتعزيز الدفاع في الوقت الذي نحتاج فيه لأهداف.
-
-
وماذا قال للاعبين؟
-
جلس في ركن وبدأ يتفرج وهو صامت لأنه يعرف نفسه أنه يخاف، لكن الآن أصبح يتكلم وفك عقدة لسانه، ويقول عني لست رجلا..أنا لست رجلا هل هذا كلام يقوله مربي؟؟ أنا لن أرد عليه بنفس أسلوبه لأني لاعب محترف ومحترم وابن عائلة ولن أسمح له بالتجني علي ولابد أن يعرف الرأي العام ماذا كان يفعل سعدان لأنه ليس هو من كان يدفع لي بل النادي الذي أنشط فيه.
-
-
على ذكر المال، هو يقول إنك حققت ثروة من وراء المنتخب بفضل الإشهار؟
-
لكن هذا أمر عادي في كرة القدم، ربما لا يعرف أن كل اللاعبين وقعوا عقودا لأننا لم نتأهل منذ 24 سنة، وهذا أمر طبيعي أن تتهافت العروض على لاعبي المنتخب وكلنا وقعنا عقودا وليس منصوري لوحده.
-
-
بعد المونديال سعدان احتفظ بجلول وحارب من أجل بقائه معه بينما لمين كبير أقصاه رغم العمل الكبير الذي كان يقوم به من معاينة الأشرطة ومتابعة المنافسين؟
-
هو هكذا ناكر للجميل، هل تعرف أني التقيت ببعض من كانوا يتابعون المنافسين وقالوا لي بالحرف الواحد، لقد اندهشنا للحصص التدريبية التي يقوم بها سعدان معكم والتي لا تقدم حتى للبراعم.
-
-
هل ترى أن سعدان كسر ريتم المنتخب باستغنائه عن 7 لاعبين مرة واحدة بعد مباراة صربيا؟
-
بطبيعة الحال، كنا مجموعة متماسكة لكنه فاجأنا بقراره بعد مباراة صربيا رغم أن تلك المباراة كلنا كنا خارج الإطار وليس من استغنى عنهم، لقد كسر الفوج رغم أن اللاعبين الذين التحقوا بنا فيما بعد ممتازين.
-
-
هل تظن أن سعدان اغتال حلم زاوي، رحو ولموشية؟
-
بالنسبة لزاوي ورحو ولموشية فحرام أن لا يتم استدعاؤهم، وتكلمت مع زاوي بعدها وقال لي ليس مشكلا أن لا يعتمد علي لكن الطريقة التي أذيع بها الخبر “ڤاساتو بزاف” وقال لي أيضا لو أبعدنا عند إعلانه عن القائمة النهائية لقبلت الأمر لكن بالطريقة التي انتهجها سيُخيل للجميع أن زاوي ورحو هما سبب نكسة الخضر، وأنا أقول لصديقي زاوي فعلا أنت صادق ومن حقك أن تغضب من هذه الطريقة غير المحترمة..
-
-
قبل مباراة إرلندا والإمارات هل كنت تتحدث لسعدان في الهاتف أو يتصل بك ليسألك عن أمور في المنتخب ؟
-
لم يحدث هذا، لكن لاحظت أن تصرفاته تغيرت تجاهي في ألمانيا وسويسرا، فقد كان عادة يقول لي كلمة أو كلمات يمازحني عند المرور أمامه لكنه تغير تماما وأصبح لا ينظر في وجهي ولا أعرف لماذا؟
-
-
إذن بعد كأس إفريقيا ظهر سعدان آخر معك غير الذي كنت تعرفه.
-
للأسف، نعم.
-
-
بالنسبة لمساعده زهير جلول هل كانت علاقتك معه عادية؟
-
لم نكن نتكلم كثيرا سوى عن بعض الأمور الخاصة بالتدريب ولم يحدث هذا إلا نادرا.
-
-
سعدان يقول لك ”لو كنت رجلا لكلمتني وجها لوجه”؟
-
بكل بساطة لم أقل له شيئا في المونديال لأني لم أرد زعزعة استقرار الفريق، ولم أرد تكرار سيناريو المنتخب الفرنسي وما حدث لأنيلكا، فأنا أعرف حدودي وأحب بلدي وكنت أريد أن يؤدي المنتخب كأسا عالمية في المستوى.
-
-
عملت مع ماجر وكفالي وشارف وايغيل مزيان وليكنس وواسيج، بصراحة ما الفرق بين هؤلاء وسعدان؟
-
الفرق شاسع صديقي، كفالي مثلا يعرف جيدا ما يريده تكتيكيا وكل هؤلاء لهم إمكانياتهم.
-
-
هل يمكن القول إن سعدان كان محظوظا؟
-
طبعا، لقد جاء ووجد مجموعة حاضرة كوّنها وأعدها كفالي بمعنى ”لقاها طايبة” لكنه فعلا محظوظ.
-
-
لكن ألم تلاحظ أنه بعد استقالته من الخضر لم يصله أي عرض سوى عرض المنتخب اليمني بـ20 ألف دولار فقط؟
-
هذا واضح أنه مدرب كبير بسجل حافل مثلما قال..مدرب وصل لنصف نهائي كأس إفريقيا وقاد منتخبا للمونديال تصله الإتصالات وهو جالس على الأريكة وهذا دليل آخر على محدودية مستواه، لكنه لا يزال يردد أسطوانته “أنا معلم، أنا مدرس..”.
-
-
هل كنتم تتحدثون بينكم كلاعبين عن الضعف التكتيكي لسعدان؟
-
بعد كل رسم تكتيكي كنا نتناقش فيما بيننا، وأتذكر أن مرة كنا نتساءل لماذا أضاف مدافعا بدل وسط ميدان، فرد أحد اللاعبين بصوت عالٍ “لأنه لا يفهم ولا يفقه شيئا”، أرأيت لست وحدي من قال هذا بل هو الرأي السائد.
-
-
وما مشكلتك مع لموشية؟
-
أبدا لا توجد أي مشكلة، لموشية صديقي وحتى بعد كأس إفريقيا كنت أكلمه دائما.
-
-
لكن سعدان يقول إن لموشية دخل عليه في غرفته وقال له إن منصوري من يضع لك التشكيلة؟
-
هذا الكلام عارٍ من الصحة ولموشية لم يتفوه بهذا أبدا، وتأكد أن لموشية لن يقول هذا وسعدان يريد ضرب لاعب بلاعب وهو لا يعرف أننا كلاعبين لازلنا وسنبقى نحتفظ بعلاقاتنا الأخوية، وعليك بالاتصال بخالد لتتأكد بنفسك.
-
-
إذن ماذا حدث بالضبط؟
-
صدقني لا أعرف ولو كنت أعرف لقلت لك، قيل الكثير لكن سعدان لم يُخبرنا يومها وظل متكتما على هذا الأمر لكن كان هناك حديث بين اللاعبين أنه خلال مباراة مالاوي أو في التدريبات تكلم خالد بينه وبين نفسه فسمعه جلول وراح مهرولا لسعدان وأخبره بالأمر، هذا ما سمعناه ولا يمكن أن أؤكد لك هذه القصة تأكيدا قاطعا.
-
-
قضيت أوقاتا رائعة مع الخضر في أم درمان وكانت علاقتك وعلاقة كل اللاعبين رائعة مع المدرب، لماذا سعدان وبعد هذا المشوار يتكلم بهذه الطريقة على لاعبيه؟
-
لا أدري، ربما لما قلت سابقا أنه ضعيف تكتيكي لكنها الحقيقة والحقيقة أحيانا تكون جارحة لكن لا مفر منها، وهذا ليس رأي منصوري لوحده بل رأي الجميع وعليك أن تسأل جميع اللاعبين سيقولون لك نفس الكلام بأن سعدان ضعيف تكتيكيا.
-
-
في حصص الفيديو ماذا كان يقول لكم؟
-
أه..نسيت حصص الفيديو لقد ذكرتني..إنها الكارثة..تصور يقول لنا إن حصص الفيديو حرة من يريد الحضور يحضر ومن لا يريد لا مانع في عدم حضوره، هل يوجد مدرب يبرمج حصة حرّة بالفيديو لمعاينة الخصم؟ وهذا أمر غير موجود إلا مع سعدان..إما أن تبرمج حصة فيديو إجبارية أو لا تبرمجها أصلا.
-
-
هذا أمر خطير جدا، هل أنت متأكد بأن حصص الفيديو كانت حرة؟ ثم هل كان يحضر اللاعبون لهذه الحصص؟
-
أقسم لك بالله أنه يُبرمجها حرة، أما اللاعبون فأكثرهم لا يحضر لأنها حرّة.
-
- بما أنك حضرت بعض الحصص ماذا يفعل بالضبط فيها؟
-
من المفروض أن يكون هناك “مونتاج” وتحاليل، لكن لا يوجد إمكانيات، هذا أمر لا يتحمله هو، لكنه يحكي لنا المباراة فيقول لك انظروا هذا ظهير أيمن وكأننا مبتدئون في عالم الكرة، فالفرق شاسع بين الحصص التي كان يبرمجها لنا غوركوف في ليون وسعدان مع المنتخب.
-
طالع غدا الجزء الثاني من حوار منصوري
-
في الجزء الثاني الذي ننشره غدا، يواصل القائد السابق للخضر الحديث عن المنتخب الوطني والمدرب رابح سعدان وكأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا، عائد بالذاكرة إلى نهائيات تونس 2004 . و لم يتردد منصوري في الحديث عن علاقة الناخب الوطني ببعض اللاعبين كاشفا أسرارا لأول مرة، دون أن ينسى الحديث عن المنتخب الوطني الحالي تحت قيادة المدرب بن شيخة.