مجاهدون ينتقدون إجراء وزارة التربية ويحذرون:
غرس الوطنية لا يكون بإجبار التلاميذ على تحية العلم يوميا
عرفت ندوة جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية حول موضوع “وطنية شباب نوفمبر ومواطنة شباب اليوم” بداية الأسبوع الجاري مشاركة قوية للأطفال والشباب والمجاهدين الذين طالبوا بضرورة تعزيز روح المواطنة في نفوس الشباب الذين باتوا يكفرون بشيء اسمه حب الوطن، لأنهم لم يجدوا من يغرس فيهم قيم الوطنية في الأسرة والمدرسة والشارع،
- وانتقد المجاهدون قرار وزارة التربية بإلزام تلاميذ المدارس على أداء النشيد الوطني وتحية العلم في الصباح والمساء معتبرين هذا الإجراء بالعقوبة – حسب وصفهم – التي دفعت بالكثير من التلاميذ إلى تعمد الوصول المتأخر للمدارس بهدف تجنب الوقوف والنشيد للعلم الجزائري، وقالوا إن هذا الإجراء له مفعول سلبي على التلاميذ الذين باتوا مصابين بفوبيا النشيد والعلم الوطني بسبب إرغامهم على تحيته في كل صباح ومساء، وهذا ما دفع بعض التلاميذ ـ حسب أحد المتدخلين ـ إلى إهانة العلم الجزائري في إحدى المدارس، مما دفع بوزارة التربية الوطنية إلى محاكمة هؤلاء التلاميذ بتهمة الإساءة للعلم الجزائري الذي عوضته الرايات الإيطالية والكندية في ملاعب كرة القدم، حسب ما قاله المجاهد توابتي الذي قال أيضا إن العلم الجزائري لم يعد بنفس الهيبة والمكانة التي كان بها في السابق، وإرغام التلاميذ على تحيته والوقوف له كل يوم دون الإحساس بقيمته سبب في النفور منه، ومن جهته، أكد أحد المجاهدين أن تلاميذ المدارس باتوا مصابين بمرض نفسي اسمه “فوبيا النشيد الوطني” خاصة وأن التلميذ في الابتدائي يفرض عليه أداء النشيد وعلى ظهره حقيبة تفوق وزنه وهذا مايعتبر عقوبة له.
وشدد المجاهدون على أهمية بعث دور الأسرة والمدرسة والمسجد والشارع في التوجيه السليم للنشء الجديد، خاصة فيما يتعلق بتعزيز روح المسؤولية والإيجابية وحب الوطن، ومن جهته قال المجاهد مسعود توابتي رئيس جمعية قدماء الكشافة إن مهمة هذه الأخيرة كانت دائما تعتمد على غرس روح المسؤولية والإيجابية في المجتمع، منتقدا بعض الهيئات الرسمية التي لا تشجع على النشاطات التطوعية التي اعتبرها أساس المواطنة الفاعلة، وسرد المتحدث قصة الوفد الكشفي الجزائري الذي شارك في تجمع كشفي في فرنسا سنة 1947 ورفض الوقوف للعلم الفرنسي في الباخرة، معطيا بذالك درسا في حب الوطن والاعتزاز بالعلم الجزائري، وأعطى الأستاذ سعدي الهادي مختص في علم الاجتماع مفاهيم متنوعة للمواطنة التي قال أنها مقرونة بالإحساس بالحقوق في مختلف المجالات وهي الاستعداد لسماع وفهم الآخر، ومن جهته قال القائد العام لجمعية قدماء الكشافة القائد مصطفى سعدون إن رسالة الكشافة هي تربية الطفل على الايجابية والمسؤولية والتميز منذ الصغر عن طريق المخيمات والدورات التكوينية التي تعتمد على التعلم بالممارسة. وانتقد عقاب التلاميذ بالتحية للعلم في الصباح والمساء واصفا هذا الإجراء بالطريقة الخاطئة لغرس حب العلم والوطن.
غير أن العقيد رمضاني رفض الدعوة إلى إلغاء تحية العلم أو التخفيف منها، وقال في تصريح للشروق إن إلزام التلاميذ بأداء النشيد وتحية العلم ضروري لغرس قيم أول نوفمبر في الأجيال الجديدة، مذكرا بالتضحيات التي قدمها الشهداء من أجل الراية الوطنية، وهي تضحية لا يمكن مقارنتها ببضع دقائق يقفها التلاميذ، وفي هذا الإطار دعا المتحدث إلى تجهيز أماكن لتحية العلم لحماية التلاميذ من الحر الشديد والبرد القارس.