رياضة
انبهر بما فعله "توراس" أمام ألمانيا و"فودان" أمام إيسلندا

غوارديولا لم يهتم كثيرا بما فعله محرز أمام زيمبابوي

الشروق الرياضي
  • 8080
  • 7
أرشيف

يبدو أن العروض القوية والهدفان والتمريرة الحاسمة التحفة، التي أبدع فيها رياض محرز أمام زيمبابوي في لقاءي العاصمة وهراري مرّت وكأنها لم تكن، بالنسبة لمدرب مانشستر سيتي غوارديولا، خاصة أن ما فعله رياض محرز صاحب 29 سنة قابله إبداع الصغيرين المنافسين له في نادي مانشستر سيتي الإسباني توراس الذي سجل ثلاثية كاملة في مرمى نويير حارس ألمانيا وقاد إسبانيا بلاد غوارديولا للفوز بنتيجة تاريخية على حساب ألمانيا بسداسية نظيفة، كما سجل الصغير فودان ثنائية وقدّم تمريرة حاسمة وقاد منتخب إنجلترا الذي ينتمي له فريق مانشستر سيتي للفوز برباعية نظيفة أمام منتخب إيسلندا.

السؤال المطروح هنا هل يضحي غوارديولا بنجم إسباني هو من حرص على خطفه من نادي فالونسيا ودكّ شباك نايير بثلاثة أهداف من أجل رياض محرز، وهل يستطيع تهميش لاعب دولي إنجليزي يدعى فودان من أجل لاعب جزائري، وفي كل الأحوال فإن غوارديولا ضمن لفريقه “كوكتيل” من اللاعبين وسيكون الآن من الصعب مشاهدة رياض محرز أساسيا في لقاءات الدوري ورابطة أبطال أوربا. فإذا كان رياض محرز قد سجل هدفين في مرمى منتخب زيمبابوي المتواضع، فإن منافسه الأول في فريق مانشستر سيتي الجناح الأيمن الوافد الجديد الإسباني فيران توريس، صاحب 20 سنة الذي اختاره وراهن عليه غوارديولا ضرب بالثقيل مع منتخب إسبانيا أمام منتخب ألمانيا، عندما سجل ثلاثية كاملة في مباراة واحدة في مرمى العملاق نويير، وكان توريس قد قاد إسبانيا للفوز التاريخي الساحق بسداسية أمام ألمانيا لأول مرة في تاريخ المنتخب الإسباني ولولا سوء الحظ لسجل الشاب الإسباني منافس محرز أكثر من خمسة أهداف في مرمى أحسن حارس في العالم.

الذين يقولون بأن غوارديولا عليه أن يخجل أمام محرز ويشركه في مباراة السبت أمام توتنهام كأساسي عليهم أن يعلموا بأن غوارديولا إسباني وبالتأكيد شاهد مباراة منتخب بلاده أمام ألمانيا وأهداف توريس الجميلة، ولا نظنه شاهد مباراة زيمبابوي في أرضية رديئة جدا وتصوير أسوأ، ونفس الشيء ينطبق على الجناح الأيمن الإنجليزي فليب فودان الذي تألق بشكل لافت في مباراة سهرة الأربعاء أمام إيسلندا، حيث لعب كل دقائقها فقدم كرة حاسمة وسجل هدفين رائعين في العشر دقائق الأخيرة من المباراة ويبدو أن وضع رياض معقد جدا، لأنه وجد نفسه ينافس لاعبين دوليين أحدهما ينتمي لمنتخب المدرب والثاني لمنتخب الفريق الذي يلعب له، وهذان المنتخبان معنيان ببطولة أمم أوربا التي تلعب الصيف القادم، ومن المستحيل أن يتم وضعهما على التماس من أجل رياض محرز، ولن يكون لرياض من حلّ سوى الهروب في الميركاتو الشتوي إلى فريق محترم لا توجد فيه هذه التعقيدات التي لا حلّ لها، وأي مدرب في مكان غوارديولا لربما سار على نفس النهج، لأن ما قدمه توراس وفودان أمام ألمانيا وإيسلندا هو فعلا أمر خارق للعادة، واللاعبان بسنهما العشرين صارا مستقبل مانشستر سيتي كما قال غوارديولا نفسه.

يقول مدرب منتخب إنجلترا غاريث سوثقات، بأن لا خوف على منتخب الأسود الثلاثة في وجود لاعب مثل فيليب فودان الذي مازال أمامه أكثر من عشر سنوات ليصبح أحد أحسن اللاعبين في العالم، ويقول مدرب منتخب إسبانيا لويس إينريكي، بأن لا خوف على منتخب لاروخا في وجود لاعب مثل فيران توراس الذي مازال أمامه الوقت لينفجر ويصبح ظاهرة كروية، وعندما يقول مثل هؤلاء كل هذا الكلام على الجناح الأيمن الإسباني والجناح الأيمن الإنجليزي فإن غوارديولا لا يمكنه أن يسير في اتجاه معاكس وسيكون الضحية وكبش الفداء بالتأكيد النجم الجزائري رياض محرز الذي تواجد في الفريق الخطأ خاصة خلال هذا الموسم، ولو كان لاعب وسط لنافس غوندوغان أو رودري أو حتى دوبراين، أما أن ينافس الصغيرين اللذين صارا مفخرة إسبانيا وإنجلترا فالأمر صعب جدا ومعقد، بالرغم من أن فودان محسوب تقريبا في نادي مانشستر سيتي مثله مثل بيرناردو سيلفا كلاعب وسط.

هناك أندية كثيرة وكبيرة في حاجة إلى جناح أيمن متميز والخيار الصحيح قد يعطي محرز جديدا متألقا يلعب ويبدع باستمرار بعد وجع رأس بلغ سنته الثالثة، مع فريق كبير ومدرب كبير ولكن علامة استفهام أيضا كبيرة.
ب.ع

مقالات ذات صلة