رياضة

“غوركوف” ينصحكم

لم يجد المدرب الفرنسي لمنتخب الجزائر “كريستيان غوركوف”، أي حرج، في تشريح الإنسان الجزائري، من خلال لاعبي الكرة، فوصفه بغير المحترف، الذي يتصوّر نفسه قد وصل، بمجرد أن يحقق ومضات من النجاح، واعتبر المسافة ما بين الذي يتكوّن في فرنسا، والذي يتكوّن في الجزائر، بالشاسعة جدا، وقال بكلمات مشفرة بأن الجزائريين يبدأون بالخطأ، فينتهون في الخطأ.

ويتساوى في ذلك لاعب الكرة مثل العربي هلال سوداني، الذي رفض مقعد الاحتياط، حيث قبِلَه لاعب من تكوين فرنسي يدعى كادامورو، ومرورا بالصحافي الذي يسأل عن عدم إشراك لاعب، يراه هو دون المستوى، يدعى عبد المؤمن جابو، ولا يسأل عن بقية المحترفين الذين تتلمذوا في المدارس الفرنسية، وانتهاء بالمسئولين عن شؤون الرياضة الوحيدة حاليا في الجزائر، الذين يغيّرون مدربي الكرة والمكوّنين، كما يغيّرون أحذية اللاعبين والكرات، ولا يقتدون بالنموذج الفرنسي الذي يتركز على الاستقرار.

وصراحة لم يقل غوركوف شيئا جديدا، لأن غالبية الجزائريين صاروا يؤمنون بهذه الفرضية، بالرغم من محاولة التباهي بالإنجازات الكبيرة، فالطبيب الذي درس في أوروبا، أو أجرى تكوينا قصير المدى في فرنسا، يصرّ على أن يضع اسم الكلية الفرنسية التي ربما التقط فيها صورة فقط، بكتابة عملاقة على “اليافطة”، بأكثر وضوح من كتابة اسمه، لأنه يدرك بأن المريض الجزائري، لم يعد يثق سوى في التكوين الطبي الفرنسي، بدءا من قمة الهرم إلى قاعدته.

وكان الجزائري ومازال، يمشي مختالا فخورا، كلما ارتدى ثيابا قادمة من فرنسا، وصار الآن يطلب في جِدّه وفي لعبه، ما يأتي من هذا البلد الأوروبي، الذي كان في ثمانينات القرن الماضي يصطاد لاعبي الكرة الذين كوّنتهم الجزائر، حيث لعب ماجر وبن ساولة وقندوز وعصاد في فرنسا، وأصبحنا الآن نأخذ ما كوّنته فرنسا، كما أخذت منا قرابة خمسة آلاف طبيب، تكوّنوا في الكليات الجزائرية، وسنأخذ منها قريبا من تكوّن في كلياتها.

غوركوف .. هذا التقني الفرنسي، الذي له ابن لعب مع كل فئات المنتخب الفرنسي، واحترف مع الميلان لمدة سنتين، ونال لقب أحسن لاعب في فرنسا عام 2009، قال مرة للصحافة الفرنسية وليس الجزائرية، بأنه كان يتمتع بأداء اللاعبين رابح ماجر ولخضر بلومي، ويعتبرهما من أحسن لاعبي المعمورة، وانتدب لناديه لوريون اللاعب صايفي، ومنحه شارة القيادة، وجعله القلب النابض لرسمه التكتيكي، وكلهم من خريجي المدرسة الجزائرية، عاد الآن في سنة 2015 ليطعن في المدرسة الجزائرية، ومن دون قصد وربما عن قصد، حاول أن يقول بأن الجزائر بلد يسير بسرعة فائقة، ولكن .. إلى الخلف.

هل كان غوركوف على حق، وهو يشرّح بدن لعبة صارت جزءا هاما من حياة الجزائريين؟ هل قصد الكلّ عندما تكلم عن الجزء؟ أم إنه أخطأ أو تعمد الخطأ؟ وهو يريد مثل مواطنيه وبعض مواطنينا أن تبقى الجزائر إلى الأبد جزءا من فرنسا، حتى في دحرجة كرة مطاطية، ابتغاء وضعها في شباك المنافس .. عفوا .. في شباكنا!!؟ 

 

مقالات ذات صلة