فائض في عروض العقار وزلزال في الأسعار

كشف ممثل الفدرالية الوطنية للوكالات العقارية، عبد الحكيم عويدات، أن التوزيع الهائل لعدد السكنات التي بلغت 160 ألف سكن بمختلف الصيغ بمناسبة ذكرى 5 جويلية 1962، سيتسبب في زلزال عقاري، حيث انتقل الكثير من المستأجرين لبيوتهم الجديدة وتراجع الطلب مقابل زيادة العرض وهذا ما سيتسبب حسبه في انخفاض كبير في الأسعار.

وأضاف عويدات في تصريح لـ”الشروق”، الإثنين، أن الوكالات العقارية بدأت تستشعر التراجع المستمر في جميع المعاملات العقارية من بيع وشراء وإيجار، بعد ما اقتنع أصحاب العقارات أن الأسعار المعروضة أصبحت لا تتناسب مع واقع السوق، جراء التراجع المستمر للقدرة الشرائية للجزائريين وركود المعاملات التجارية التي أثرت على رؤوس أموال الكثير من الشركات التي توقفت عن ايجار وشراء العقارات، وهذا ما تسبب حسبه في فراغ كبير بالسوق وجمود عمليات البيع والشراء لمستويات غير مسبوقة، أرغمت البائعين على تخفيض الأسعار بشكل مستمر.

وأكد مصدرنا أن استمرار توزيع السكنات بمختلف صيغها الإيجارية والاجتماعية والترقوية جعل الكثير من المواطنين ينتقلون من الإيجار إلى الملكية وهذا ما يجعل أسعار الإيجار تتهاوى بداية من الدخول الاجتماعي المقبل، والذي سيشهد حركية كبيرة في سوق العقار.

وقال عويدات أن الكثير من المستفيدين من السكنات المدعمة باتوا يؤجرون بيوتهم بأسعار رمزية، وهذا ما سيزيد من تراجع الأسعار، مؤكدا أن استمرار الدولة في مواصلة مختلف البرامج السكنية سيؤدي إلى زيادة العرض مقابل نقص الطلب، مشددا على أن أسعار العقار الجنونية التي شهدناها خلال السنوات الماضية لن تتكرر، “والسوق اليوم تغيرت بفضل استمرار الدولة في إشباع حاجيات المواطنين بالسكنات واستمرار برامج التنمية التي ستخلق التوازن بين مختلف المناطق وتوقف ظاهرة هجرة المواطنين للولايات الشمالية للبحث عن عمل وإيجار السكنات، خاصة وأن عملية توزيع 160 ألف سكن الأخيرة طالت المواطنين في مختلف المناطق وهذا ما يساهم في تحقيق التوازن في عملية الإسكان وما يصاحبها من مرافق”، على حد تعبيره.

وبخصوص نسبة تراجع أسعار العقارات، أكد عويدات أنها تتراوح بين 20 و30 بالمائة مع استمرارها تزامنا مع تواصل عملية الإسكان بمختلف الصيغ، والتي ستحقق تدريجيا الإشباع وزيادة العرض.

تجدر الإشارة إلى أن وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي أكد أن الجزائر وزعت منذ بداية 2020 أزيد من 700 ألف سكن، استفاد منها حوالي ثلاثة ملايين مواطن، وهذا ما يبشر حسب المختصين بنهاية أزمة السكن تدريجيا واستقرار أسعار العقار.