جواهر
أعدمت بأعصاب باردة وضحكات هستيرية

فاطمة دبوز.. المجاهدة التي أحرقت حية وانتقم زوجها لها

أماني أريس
  • 13094
  • 52
ح.م

من أجل أولئك الذين سلكوا للحرية سبيلا طويلا وشاقّا، وفرشوه بدمائهم وأرواحهم الطاهرة، فكان صبرهم على الآلام والتضحيات، أهون من الصبر على ذلّ الاستعمار الفرنسي والرضوخ لسياساته الخبيثة، سيبقى الشعار” لن ننسى يا فرنسا ” وستبقى قصص أبطال ثورتنا التحريرية المجيدة، أصدق ما يستحضر في كل مناسبة وفرصة، ليميط اللثام عن الوجه البشع للاستعمار الفرنسي.

وقفتنا اليوم مع الشهيدة دبوز فاطمة، زوجة المجاهد محمد أعراب دبوز، وهي الشابة الشجاعة التي تم حرقها حية في 23 مارس 1956، وسنها لا يتعدى الثامنة عشر.

وبدأت تفاصيل القصة عندما قام الملازم الفرنسي سنيك (sunsik) وهو قائد المركز العسكري لمنطقة توجة ببجاية، بمداهمة دشرة بوبركة بحثا عن عدد من المجاهدين من بينهم ” محمد أعراب دبوز”، وعندما وصل إلى بيته وجد زوجته فاطمة وبدأ في استجوابها حول زوجها ومكان تواجده، لكنها لم تنبس ببنت شفة، وبقيت صامدة ترفض الرد على أسئلته فاستفزه أمرها، وهددها بالحرق إن ظلّت على موقفها، ثم قام بصب البنزين على جسدها، فما كان منها سوى أن بصقت في وجهه على مرأى كل الجنود الحاضرين معه.

لم يكن في حسبان الملازم الفرنسي أن الشابة العزلاء سوف تدافع عن نفسها بطريقة تمرغ كبرياءه في التراب، وأمام جمع من جنوده، وهو ما جعله يفقد صوابه، وبكل وحشية أشعل عود ثقاب ورماه على ملابسها المبللة بالبنزين، فشبّت النيران في جسدها الفتي، بينما كان الملازم السادي يستمتع بالمشهد ويطلق ضحكاته الهيستيرية.

أما فاطمة فواصلت التحدي حتى والنيران تنهش جسدها، حيث لم تطلق ولا صرخة واحدة، ولم تستجد أي واحد منهم ولو بنظرة أو إشارة، بل كل ما كانت تفعله هو الأنين المتقطع من شدة الألم. وبقيت على تلك الحال إلى أن أفضت روحها إلى بارئها، وأصبح جسدها جثة متفحمة على آخرها.

خرج الملازم وجنوده من دشرة بوبركة منتشين بأفعالهم الجبانة، بعدما ارتكبوا مجزرة سقط ضحيتها أكثر من 13 شهيدا، وما إن وصلوا إلى أطراف الدشرة، حتى فاجأهم المجاهد محمد أعراب دبوز وابن عمه بوابل من الرصاص، وكان قد تبادر إليه نبا وفاة زوجته حرقا، فانتقم لها ببسالة غير آبه بمصيره أمام عدد من الجنود المسلحين، فكانت نهاية الملازم سنيك على يده هو واثنين من جنوده.

مقالات ذات صلة