الجزائر
دعوا المحامين ورجال الدين إلى الانضمام إليها وتعميمها

فايسبوكيون يطلقون حملة “ماتسبش ربي” تزامنا مع الحراك والعطلة

زهيرة مجراب
  • 3672
  • 14
ح.م

يبدو أن أيادي الحراك الشعبي والرغبة في تطوير المجتمع وترقيته ومنحه وجها آخر قد بدأت تستشري في المجتمع، حيث تجددت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الشباب لتفادي الكلمات البذيئة والسب والشتم، وقد حملت تسمية “ماتسبش ربي” لوضع حد لهذه الظاهرة المسيئة والمشينة التي تشوه الأماكن العمومية وتحرم حتى العائلات من الخروج والتجوال.
قرر رواد مواقع التواصل الاجتماعي انتهاز فرصة العطلة الصيفية حيث تخرج العائلات للتجوال والاستجمام على شاطئ البحر والغابات، لإطلاق حملة جديدة في أوساط الشباب يدعونهم من خلالها للامتناع عن سب الذات الإلهية فهذا النوع من الشتائم هو الأكثر انتشارا في المجتمع ويتسبب في جدالات وشجارات يومية، حتى إن بعض العائلات تمتنع عن التردد على الأماكن العمومية تفاديا لمثل هذه الصراعات.
وتأتي هذه حملة “ماتسبش ربي” التي حظيت بترحيب واسع من الجنسين الشباب والفتيات تزامنا مع الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ 22 فيفري الماضي، وقد أراد الشباب أن يكون الحراك على مستويات عدة ويشمل عدة تغييرات بدءا من واجهة المدن والأحياء والاهتمام بتنظيفها وصولا لتغيير سلوكيات الأفراد والرقي بها، وقد أبدى العديد من الفايسبوكيين ترحيبهم بالحملة وانضموا إليها سواء من خلال مشاركة المنشور أم توزيع أوراق وقصاصات في الشوارع والطرقات ومحطات الحافلات، يدعون من خلالها للابتعاد عن هذه الخصلة المشينة والبعض منهم التقط صورا يحمل فيها شعار الحملة، معتزمين تعميمها وذلك بتوزيع بعض الأوراق التي تحمل الشعار على المتظاهرين خلال خروجهم في مظاهرات الجمعة.
وكتب أحد الشباب تعليقا على الحملة: ” لقد تأخرت هذه الحملة كثيرا فقد أصبحت مثل هذه الكلمات البذيئة تطرق الآذان في كل مكان، لكن هذا لا يهم بل الأهم هو تفعيل المواد القانونية وإنزال عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه التطاول على الله وسبه”. بينما دعت إحدى السيدات لضرورة مواصلتها وعدم الانقطاع عنها وإعادة بعثها خصوصا تزامنا مع الدخول الاجتماعي المرتقب مطلع سبتمبر، فلا بد أن تكون المدارس والثانويات وحتى الجامعات هي المركز الأهم لاحتضان مثل هذه الحملات والعمل على ترسيخ قيمها في مجتمعنا. في الوقت الذي نصح فيها الشباب مطلقو هذه الحملة لعدم الاكتفاء بمواقع التواصل الاجتماعي والنزول للميدان كالأسواق والملاعب لنصح الفتيان بل وحتى الشابات أيضا وتحذيرهن من انعكاسات هذا السلوك المشين.
وطالب الفايسبوكيون رجال الدين من الدعاة والأئمة الانضمام لهذه الحملة واستغلال منابر المساجد لنصح ووعظ الشباب وكذا تخصيص خطب كامل لكشف خطورة هذه الظاهرة بالاستشهاد بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وحثهم على التخلي عنه لكونه من أعظم الكبائر والمنكرات الواجب محاربتها وإظهار حكم وعقوبة المقدم على التفوه بمثل هذه الشتائم والتطاول على الذات الإلهية، خصوصا وأن هناك فتاوى ونصوص شرعية توضح بأن المقدم على مثل هذا التصرف لابد أن يستتاب ولابد من تعزيره، وهو أمر لا يعرفه غالبية الشباب ويحسبونه أمرا هينا فيتمادون فيه. ولذا يتوجب إرفاق هذه الحملة بتدخلات لمحامين وحقوقيين حتى يكشفوا العقوبات التي حددها المشرع الجزائري لمرتكبي مثل هذه الأفعال.

مقالات ذات صلة