جواهر

فتيات الجزائر..من الأشغال اليدوية إلى الشبكة العنكبوتية

نادية شريف
  • 2176
  • 4
ح/م
عندما تتغلب التكنولوجيا على الصناعة اليدوية التقليدية

إلى وقت ليس بالبعيد جدا، كانت الفتيات في بلادنا يقضين أوقات فراغهن في بعض الأعمال اليدوية مثل الطرز والنسج والحياكة، غير أن كل هذه الأنشطة باتت محط احتقار وازدراء، فهجرها الجميع بعد أن أصبح شغلهم الشاغل هو التواصل عبر مختلف المواقع في الشبكة العنكبوتية والإطلاع على جديد عالم الأنترنيت.

وتجذب مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات الحديثة عبر الأنترنيت اهتمام الفتيات بشكل رهيب أثّر على تعلّمهن لهوايات أمّهاتهن اللواتي كن يبدعن تحفا جميلة.

“ليلى.خ” أم لابنتين تقول أن اضمحلال التطريز والنسج ليس مسؤولية الأم لوحدها ولكن الأمر متعلق بنمط حياة جديد يسود المجتمع، ففي كل مرة كانت ليلى تحاول أن تلقن ابنتيها نشاطا معينا إلا ووجهت بالرفض وطبعا تقول ليلى لا يمكن أبدا تعليم أي أمر بالغصب..لذلك تركت بنتاي على راحتهما، ووجدت بعدها أن ميولهما للتكنولوجيات الحديثة يتفوّق على رغبتي في تلقينهم التطريز.

أمّا “رحيمة. ش” فتقول: “سعيت كثيرا لأن أعلم بناتي الثلاث كل ما أعرفه من صنعة، علّها تنفعهن في حياتهن لكنهن لم يبدين تجاوبا معي وفي كل مرة يقلن لي أن هذه الأمور باتت موضة قديمة”، وأبدت رحيمة حزنا على هجر هذه الصناعات التي تعتبرها أصالة وتقاليد تعبر عن عمق المجتمع.

من جهتها “خديجة /ع” تقول أن هذه الأشغال باتت موضة قديمة ولا تثير اهتمامها وهي تفضل شراءها من السوق على أن تتعب نفسها فيها، كما أن الوقت القليل من الفراغ الذي تمتلكه توزعه بين الاطلاع على جديد عالم الفايسبوك والأنترنيت، والحديث في الهاتف النقال مع أصدقائها.

أمّا  أسماء فتقول أن متطلبات العيش تغيرت ففي القديم كانت الفتاة تقيم على أساس المهارات التي تكتسبها في مجال الخياطة والتطريز لكن كل هذا تغيّر اليوم والفتاة باتت تقيم حسب شهاداتها وتكويناتها، وحسب وظيفتها أيضا.

ولعل من بين ما ساهم أيضا في تراجع الاهتمام بهذه الصناعات التقليدية اليدوية هو تقليص الاهتمام بها في المدارس، حيث كانت هذه الأخيرة في السابق تخصص حصصا أسبوعية مفتوحة تقدم فيها المعلمة أو إحدى التلميذات مهارة معينة تقيم على أساسها التلميذات في النشاطات الحرة، في حين كان الذكور يقسّمون الى أفواج لممارسة الرياضة، أو اختيار أنشطة تناسب طبيعتهم.

كما أنّ هذه الصناعات التي كانت تعد مصدر رزق بالنسبة للعديد من النساء لم تعد كذلك، وبات خروج المرأة إلى مجال العمل خارج بيتها يحقق لها دخلا أوفر من الذي كانت تحرزه في البيت….ويبقى الحقيقة الملموسة في كل هذا هو تفوّق الشبكة العنكبوتية على الصناعة اليدوية.

مقالات ذات صلة