الشروق العربي
الغش في الزواج:

فتيات زوجن إلى مجانين

صالح عزوز
  • 4233
  • 5
بريشة: فاتح بارة

 وجدت الكثير من الفتيات أنفسهن في مأزق كبير، حين اكتشفن بعد مرور وقت قصير من الزواج، أنهن متزوجات من مجانين، في طور الشفاء، ومازالت آثار مرضهم واضحة للعيان، ويعانون نوبات وحالات مرضية تهد هذه العلاقة الزوجية مع مرور الوقت، علاقة بنيت في الأصل على الخداع وعدم كشف حقيقة هذا الزواج إلا بعد فوات الأوان، كانت البنت ضحية هذه العلاقة، والمتسبب الأول فيها، أهل الزوج، فبدل مصارحة أهل الزوجة بحالة هذا الشاب، اختاروا التكتم على مرضه.

“الراجل ما فيهش عيب”

 لعل من الأسباب التي توقع الكثير من الفتيات اليوم في عريس مجنون أو متعاط للمخدرات ويشرب الخمور، أن الكثير من الناس في المجتمع، يعتقدون أن الرجل لا عيب فيه، مهما كانت حالته وصفاته وممارسته، وهي كلها قابلة للغفران، لذا، يتكتمون على مرضه حتى ولو كان مرضا مزمنا، قد يهلكه ويهلك عائلته، مع مرور الوقت، لهذا، تتبع العديد من العائلات هذه الطريقة في تزويج أولادها، وهم مجانين لا يعرفون الخطأ من الصواب، همهم أن يكون قادرا على الوقوف في ليلة عرسه أمام الناس، وبعدها لا يهم كيف يتصرف مع هذه الفتاة المسكينة التي غرر بها في مشروع زواجها، لتجد نفسها بعد ذلك تطرق أبواب الطلاق أو الهروب من بيتها الزوجي، لأنها برفقة مجنون، كانت عائلته المتسبب الرئيس في غدرها وهي لا تدري.

هل ترضاه هذه العائلة لابنتها؟

تحدث هذه الأمور حينما تكون بعض العائلات أنانية في تفكيرها، فكيف ترضى بتزويج ولدها المجنون من فتاة عاقلة لا ينقصها شيء، سواء خلقا أم جمالا أم رفعة في المجتمع.. وفي المقابل، لو يحدث نفس الشيء مع ابنتهم، سوف يقيمون الأرض ولا يقعدونها، لكن حينما تعلق الأمر بفتاة غريبة، فلا مانع في ذلك، بل أكثر من هذا، فربما يعتقدون أنها تستحق هذا العناء، فلو رأوا فيها خيرا ما غدروا بها وزوجوها إلى ابنهم المجنون، المهم في كل هذا، هو زواج ولدهم أمام أعين الناس، كما يقولون، وهي الجملة المعروفة عند الكثير منا، فأعين الناس قبل كل شيء حتى ولو كانت على حساب الصحة والاستقرار.

تجاوز الغش في الزواج الكثير من الحدود، سواء من حيث السن أم الشغل، لكنه وصل إلى الخطوط الحمراء، حينما وصل الأمر إلى التستر على المرض وأي مرض، وهو جنون الرجل، وهي من الحالات التي انتهت في الكثير من المرات، إلى طلاق مبكر، فلا يمكن في كل حال من الأحوال، أن يستمر هذا الزواج ويعمر طويلا، مادام أحد الطرفين فاقدا للأهلية العقلية، أو ينتهي إلى الاعتداء أو الضرب المبرح، وقد يصل إلى القتل في بعض الأحيان، والسبب في هذا هو الغش في الزواج، والتستر على مرض الرجل، فقط من أجل تزويجه والانتهاء من أمره، وبعدها لكل حدث حديث.

مقالات ذات صلة